بارزاني: استقلال كوردستان بات قريبًا جدًا
22.01.2016
أكد رئيس اقليم كوردستان بأن اتفاق سايكس بيكو سقط في المنطقة برمتها، داعيًا زعماء العالم إلى الاعتراف بذلك، فيما أشار إلى أن استقلال الإقليم بات أقرب من أي وقت مضى.
دعا رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني زعماء العالم الى الاعتراف بفشل اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت حدود الشرق الأوسط ودوله الحالية، ودعاهم الى رسم خريطة جديدة تمهد الطريق لقيام دولة كردية مستقلة.
واشار البارزاني، الذي يتولى رئاسة اقليم كردستان شمال العراق منذ عشر سنوات، الى أن المجتمع الدولي بدأ يسلّم بأن العراق وسوريا على الأخص، لن يعودا بلدين موحدين، وان "التعايش القسري" في المنطقة كان خطأ.
التفكك والدمار
وقال رئيس اقليم كردستان في مقابلة مع صحيفة الغارديان "إن قادة العالم توصلوا الى هذا الاستنتاج، بأن حقبة سايكس بيكو انتهت، وسواء قالوا ذلك أو لم يقولوه فهذا هو الواقع على الأرض. ولكن ، كما تعرفون، فإن الدبلوماسيين يكونون متحفظين ويعطون تقييماتهم في المراحل المتأخرة من الأمور، واحيانًا لا يستطيعون حتى مواكبة التطورات".
وشهدت الخريطة السياسية لشمال العراق تغييرًا جذريًا خلال الأشهر الثمانية عشر، التي مرت منذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل، فالقوات الكردية ترابط اليوم في كركوك النفطية وقضاء سنجار ومناطق واسعة أخرى كانت تحت سيطرة قوات الحكومة المركزية في بغداد.
والآن بعد مرور 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو التي تقاسمت بريطانيا وفرنسا بموجبها مناطق النفوذ على انقاض الامبراطورية العثمانية، قال الرئيس مسعود البارزاني إن الابقاء على الوضع القائم كفيل بمزيد من التفكك والدمار.
واعلن البارزاني في حديثه لصحيفة الغارديان أن الاستقلال الذي كان طموح الحركة القومية الكردية منذ عشرات السنين لكنه قُمع بقوة هو "الآن أقرب من أي وقت مضى"، واضاف ان الدول التي عارضت مثل هذه الخطوة زمنًا طويلاً اقتنعت بأن السيادة في اطار الحدود الحالية لحكومة اقليم كردستان يمكن أن تجعل الصورة واضحة.
صيغة جديدة
وقال الباررزاني إن على القوى الاقليمية والدولية أن تتوصل الى صيغة جديدة تحمي مكونات المجتمع في العراق وسوريا، حيث ترسخت الانقسامات على اسس دينية واجتماعية وطائفية، وأوضح قائلاً: "يجب ان تكون هناك اتفاقية جديدة، ومن المهم أن نرى ما هي هذه الاتفاقية، وما هي الآلية التي يمكن ان تأتي بها وتعتمد عليها لاضفاء طابع رسمي على الأمور، وماذا سيكون وضعها"، وأضاف: "لا يُعرف متى ستُقر هذه الاتفاقية رسميًا ولكن من غير المنطقي الاستمرار أو الاصرار على تكرار تجربة خاطئة تكررت منذ 100 عام دون أن تؤدي الى نتيجة".
وتابع البارزاني قائلاً "إن العراق منقسم الآن ولسنا نحن المسؤولين عن ذلك، بل على العكس نحن فعلنا كل ما بوسعنا للحفاظ على وحدة العراق وعلى عراق ديمقراطي. وفي عام 1991 ذهبنا وتفاوضنا مع المجرمين المسؤولين عن القصف بالسلاح الكيميائي وحملة الانفال"، التي شنها صدام حسين ضد الكرد في الثمانينات.
وقال البارزاني "انهم يتحدثون عن تجربة المصالحة الوطنية في جنوب افريقيا. ومع كل احترامي للتجربة، فإن ما فعلناه نحن الكرد... حدث حتى قبل الوضع في جنوب افريقيا. وبعد 2003 ذهبنا الى بغداد وحاولنا بكل ما في مقدورنا من خلال العملية الدستورية. ولكن الثقافة القائمة في العراق ليست ثقافة تعايش. وإذا لم نتمكن من التعايش فعلينا أن نعيش ببدائل أخرى".
الاستقلال
وكان البارزاني اعلن انه سيطالب بالاستقلال في 1 تموز (يوليو) 2014 ليكون اول قائد كردي يتعهد بذلك، وكان يراد بالاعلان أن يؤدي الى استفتاء ولكن اجتياح داعش مناطق واسعة من العراق وتهديده اربيل عاصمة الاقليم تسبب في ارجاء المشروع.
وقال البارزاني لصحيفة الغارديان إن بعض الدول المجاورة اصبحت تنظر الى اقليم كردستان على انه مصدر استقرار في منطقة تسودها الفوضى الجيوسياسية. وأكد "ان كل المعارضة ضدنا كانت قائمة على تصورات خاطئة. فإن اقليم كردستان ليس مصدر تهديد لأي أحد من الجيران. وتثبت خبرتنا خلال السنوات الخمس عشرة الماضية اننا عامل استقرار".
وكشف البارزاني انه بحث استقلال اقليم كردستان مع تركيا "وما إذا كانوا سيقبلون به أو لا. لا أعتقد [انهم سيعارضون]. فهذا حقنا القومي ونحن لا نهدد احدًا، ولكننا لا نطلب اذناً من احد لممارسة حقوقنا".
واعرب البارزاني عن اقتناعه بأن المواقف الاقليمية تغيّرت تغييرًا جذريًا، وقال: "ان التغيير كان مثيراً، وعلى سبيل المثال إن استخدام كلمة كردستان والكرد كان ممنوعًا في تركيا، ولكن قبل شهر عندما زرتُ تركيا كان علم كردستان مرفوعاً في القصر الجمهوري. وإذا قارنتم هذا بالوقت الذي عشتُه، في كل تجاربنا، اعتقد انه الآن أقرب من أي وقت مضى. أعرف انه عبء ثقيل ولكنه مسؤولية مقدسة".
عشتارتيفي كوم- أيلاف/
إعداد عبد الإله مجيد
Like