المنازلة الرئاسية تشتدّ بين عون وفرنجية والنبرة العالية تسيطر بين الكتائب والقوات
سعد الياس
January 30, 2016
بيروت ـ «القدس العربي»: قبل 8 أيام على موعد الجلسة الجديدة لانتخاب رئيس الجمهورية لم تتبدّل الظروف الإقليمية بعد للانتخاب رغم تبدّل المعطيات الداخلية من خلال تكوين غالبية مسيحية خلف ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون بإنضمام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى قائمة مرشحيه إلى الرئاسة. والأكيد أنه بغض النظر عن النصاب العددي لفوز أي مرشح سواء أكان عون أو النائب سليمان فرنجية إلا أن المسألة تبدو في النصاب السياسي والميثاقي.
هذا التنافس الرئاسي بين عون وفرنجية دفع رئيس تيار المردة إلى رفع نبرته حيث قال بالفم الملآن «أنا على ترشيحي وكيف لمن يملك 70 صوتاً ان ينسحب لمن يملك 40؟!»، قاطعاً بذلك الطريق على أي محاولة لانزاله عن قطار بعبدا ومستبقاً إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي يجد نفسه واقعاً بين حليفين له أحدهما وهو عون يؤمن له غطاء مسيحياً واسعاً لكنه يصطدم بفيتو سعودي وحريري مضافاً إليهما فيتو من الرئيس نبيه بري ونصف فيتو من النائب وليد جنبلاط ، والحليف الآخر وهو فرنجية لا فيتو ضده من قوى 8 آذار ولا من السعودية ولا من بري وجنبلاط لكنه لا يتمتع بالأغلبية المسيحية التي بات يتمتع بها عون وبالتالي لا يستطيع توفير الغطاء المسيحي الذي يحتاجه حزب الله في ظل صراعه مع تيار المستقبل ذات الأغلبية السنية. ويبدو أن حزب الله ما زال داعماً لترشيح عون وقد قام وفد من الحزب بإبلاغ جنرال الرابية هذا الموقف من خلال زيارة غير معلنة قبل أيام، مؤكداً أن أي جلسة يتوافر فيها النصاب ستنتهي إلى انتخاب الجنرال رئيساً للجمهورية.
وبحسب معلومات «القدس العربي» فإن أوساط العماد عون بدت مستاءة جداً من اللغة النافرة للنائب فرنجية عقب جلسة الحوار الوطني، وفيما إستغربت ما سمته «إستقواء» فرنجية بأصوات الحريري وبري وجنبلاط سألت «بأي منطق يتحدث عن أن صاحب الـ 70 صوتاً لا ينسحب لمن يملك 40 صوتاً؟ وبحسب المنطق ذاته هل يريد لصاحب أكبر تغطية مسيحية أن ينسحب لصاحب أصغر كتلة؟ وهل قانون الانتخاب ميثاقي ويؤمن عدالة التمثيل كي يتحدث عن التصويت العددي؟!».
وذكّرت الأوساط بكلام الوزير جبران باسيل لجهة «أن حظوظ العماد عون بالرئاسة لم ترتفع فقط بل لم يعد هناك مجال لتخطيها»، ورأت في كلام فرنجية عن خطة A وخطة B أنه لا يزال يؤيد العماد عون وفق الخطة الأساسية، وجزمت «أنّ التيار الوطني الحر لن يتنافس مع النائب فرنجية في مجلس النواب».
وإذا كانت العلاقة بين عون وفرنجية ليست على ما يُرام فإن العلاقة أيضاً بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب ليست في أحسن أحوالها، وعلى الرغم من الإيعاز إلى مناصري الطرفين بعدم الاستمرار بتبادل الاتهامات والإهانات إلا أن الأمر تراجع من دون أن يتوقف. وكما حال المناصرين كذلك حال القيادتين، فبعد كلام للرئيس السابق لحزب الكتائب الشيخ أمين الجميّل حول اعتبار ترشيح جعجع لعون ردة فعل على تهديد جاره سليمان فرنجية زعامته في الشمال وتخوّفه أن تكون مبادرة جعجع نسفت 14 آذار، ردّ عضو كتلة القوات اللبنانية فادي كرم متأسفاً كما قال «للسلبية التي ظهرت من الرئيس أمين الجميل تجاه المصالحة التاريخية التي حصلت بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية والتي كانت مطلباً للأكثرية الساحقة من اللبنانيين منذ عشرات السنوات».
وأضاف: «إن قول الرئيس الجميل بأن موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان ردة فعل لانتخاب جاره الوزير سليمان فرنجيه الذي يهدد زعامة جعجع في الشمال هو قول خال تماماً من أي منطق لأن عون يهدد زعامة جعجع الوطنية. فهل يضحي جعجع بزعامته الوطنية في سبيل زعامة في أحد أقضية الشمال؟ وبكافة الأحوال، إذا كانت هكذا حسابات تتحكم بمواقف الرئيس الجميل، فالقاصي والداني يعلم أن لا مكان لها في قاموس جعجع. إذ من يتصرف انطلاقاً من هكذا حسابات كان قَبِل بالمشاركة في حكومات ما بعد الطائف بدل أن يدخل طوعاً إلى الاعتقال السياسي لأحد عشر عاماً». وتابع كرم «يقول الرئيس الجميل انه يخشى ان تكون مبادرة جعجع نسفت 14 آذار. السؤال الأول الذي يطرح نفسه على هذا الصعيد: لماذا لم يقل الرئيس الجميل الكلام نفسه عندما رشح الرئيس سعد الحريري النائب سليمان فرنجية؟ أما السؤال الثاني فهو: منذ متى كان الرئيس الجميل يهتم بـ14 آذار وهو الذي كان دائماً يحاول التمايز عنها بكل ما أوتي من قوة؟».
سعد الياس