العراق: اشتباكات عنيفة بين عشائر الفلوجة وتنظيم «الدولة»
February 19, 2016
بغداد ـ «القدس العربي»: دارت اشتباكات عنيفة الجمعة في الفلوجة بين عدد من أبناء العشائر وعناصر تنظيم «الدولة» في المدينة التي تعد أبرز معاقل الجهاديين في العراق.
والفلوجة ثاني مدن العراق بعد الموصل تحت سيطرة الجهاديين الذين يتراوح عددهم فيها بين 300 إلى 400 مسلح.
وسبق أن لعبت العشائر في محافظة الأنبار حيث تقع الفلوجة، غرب العراق، دورا رئيسيا في طرد تنظيم «القاعدة» بمساندة القوات الأمريكية عبر تشكيلات قوات «الصحوة».
وفي الإطار ذاته، نجحت عشائر في مدينة حديثة الواقعة في الأنبار وآمرلي والضلوعية، كلاهما في محافظة صلاح الدين، شمال بغداد، من التصدي لتنظيم «الدولة الإسلامية».
ووقعت الاشتباكات أمس بين عشرات من أبناء عشائر في الفلوجة ومجموعة «الحسبة» المسؤولة عن تطبيق صارم للشريعة الإسلامية يفرضه التنظيم في مناطق وجوده. يشار إلى وجود عدد من أبناء العشائر في صفوف التنظيم المتطرف.
وقال قائمقام الفلوجة عيسى ساير، الموجود خارج المدينة حاليا، لفرانس برس إن «اشتباكات وقعت بين عشيرتي المحامدة والجريصات ضد جماعة الحسبة وقتل عدد من عناصر داعش»، مؤكدا أن «الوضع متوتر».
وأضاف أن «الاشتباكات تعكس التوتر الناجم عن الظروف المعيشية الصعبة بسبب الحصار المفروض على الفلوجة من قبل قوات الأمن» العراقية.
وقد أعلن محافظ الأنبار صهيب الراوي في وقت سابق، أن الأوضاع في الفلوجة «قد شارفت على حالة المجاعة».
وأشار ساير إلى أن»الاشتباكات بدأت في حي الجولان، في شمال غرب الفلوجة، وامتدت إلى منطقة نزال (وسط) والحي العسكري» على الجانب الشرقي في الفلوجة.
من جهته، أكد راجع بركات عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار، أن «الاشتباكات امتدت إلى حي نزال ومناطق أخرى حوله».
بدوره، ذكر ضابط برتبة مقدم في شرطة الأنبار أن «الاشتباكات وقعت إثر قيام عناصر الحسبة التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية، بالاعتداء بالسباب على إحدى نساء الفلوجة لدى وجودها في سوق النزيزة وسط المدينة لعدم ارتدائها كفا في اليدين» أحد الشروط التي يفرضها المتطرفون.
وقال المقدم إن «أبناء عشيرة الحلابسة شاركوا بمساندة العشائر في المواجهات ضد تنظيم داعش» مشيرا إلى «اشتباكات متقطعة».
من جانبه، طالب الشيخ مجيد الجريصي أحد زعماء عشيرة الجريصات «الحكومة المركزية والقوات الأمنية بالتحرك لمساعدة أبناء الفلوجة المنتفضين ضد داعش».
بدورها أصدرت وزارة الداخلية بيانا أكد «وقوع اشتباكات بين أبناء عشائر مدينة الفلوجة وعناصر تنظيم داعش».
وأضافت أن «مواجهات دارت بين عدد من أفراد عشيرة الجريصات وعناصر الحسبة التابعين لعناصر «داعش» في سوق النزيزة» وسط المدينة .
وأوضحت أن «المواجهات كانت بالأيدي والسلاح الأبيض لكنها تطورت إلى اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة حيث ساندت عشائر المحامدة والحلابسة عشيرة الجريصات في مواجهة التنظيم». وأشارت إلى «السيطرة على اجزاء من حي الجولان وأطرافه من قبل الأهالي».
والفلوجة ثاني أكبر مدن محافظة الأنبار وتبعد مسافة 60 كلم غرب بغداد، وهي أبرز معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق.