عرض نسخة من "رأس المال" للبيع في المزاد بسعر ١٥٠ الف جنيه استرليني
ستُعرض للبيع في المزاد نسخة نادرة من الطبعة الأولى لكتاب "رأس المال" تحمل اهداء بقلم كارل ماركس الى رجل كتب عنه في الاهداء "[size=32]الى أقدم اصدقائي ومريديّي" وحين ساءت العلاقة معه وصفه ماركس بـ"الوغد". [/size]
ويُقدر سعر النسخة بنحو 150 الف جنيه استرليني. وكان الجزء الأول من "رأس المال" الجزء الوحيد الذي نُشر في زمن حياة ماركس بالالمانية والنسخ المهداة بتوقيع ماركس من تلك الطبعة نادرة جدا. وكان ماركس وقع هذه النسخة وكتب تاريخ التوقيع في 18 ايلول/سبتمبر 1867 ، بعد اربعة ايام فقط على صدور هذا العمل التاريخي في الفكر اليساري.
اهدى ماركس النسخة الى صديقه يوهان ايكاريوس عضو "عصبة العادلين" مع ماركس نفسه وفريدريك انغلز قبل ان تتطور الى "العصبة الشيوعية".
ونقلت صحيفة الغارديان عن سايمون روبرتس خبير الكتب النادرة في دار بونهام للمزاد التي ستعرض "رأس المال" للبيع في 15 حزيران/يونيو المقبل "انها نسخة في غاية الأهمية من كتاب غيَّر العالم". وكان عمر الكتاب أطول بكثير من عمر صاحبه وصداقته مع ايكاريوس الذي أصبح السكرتير العام للأممية الأولى الى ان قدم استقالته في عام 1872 بسبب خلافات وصلت الى حد اتهامه بالعمل مخبرا في الشرطة.
ويُرجح ان ماركس وانغلز وايكاريوس التقوا في المؤتمر الثاني للعصبة في لندن عام 1847. ويشير فرانسيس وين كاتب سيرة حياة ماركس الى ان انغلز كان يلح على ماركس منذ سنوات بشأن "رأس المال" ودعاه الى تحديد موعد يلتزم به لانجاز الكتاب وارساله الى المطبعة بلا تباطؤ. لكن هذا لم يحدث. وبعد عشر سنوات كان ماركس مستمرا في كتابة "رأس المال" فرحاً بتقدمه في كتابة عمل قال انه "سيهدم بالكامل نظرية الربح كما هي مطروحة حتى الآن".
ويبين تقرير جاسوس بوليسي كان يراقب ماركس عن نمط حياته في عليّة ذات غرفتين وسط لندن سبب تأخره في انجاز "رأس المال" ، بما في ذلك الأمراض التي اصابت افراد العائلة والدائنون الذين كانوا يطرقون بابه كل يوم وآلام في كبده ودمامل تحت الجلد كانت تجبره على الكتابة وهو واقف احيانا. وينقل وين عن ماركس قوله "آمل بأن يتذكر البورجوازيون دماملي حتى آخر يوم في حياتهم. يا لهم من خنازير!" وقال خبير الكتب النادرة سايمون روبرتس ان نسختين فقط تحملان اهداء وتوقيع ماركس عُرضتا للبيع في مزادات. واشار الى ان النسخة التي ستباع في مزاد حزيران/يونيو تبين ان علاقة شخصية قوية كانت تربط ماركس وايكاريوس طيلة سنوات الى ان فرقت بينهما الخلافات السياسية.