استشهاد طفلة فلسطينية دهساً بسيارة مستوطن وأنين الأسرى المضربين يفسد أجواء العيد في بيت لحم
Sep 12, 2016
رام الله – «القدس العربي»: خلافا لمشاهد الاحتفالات التي تعم العالم العربي والإسلامي بمناسبة عيد الأضحى، فإن المشهد في فلسطين عموما وفي بيت لحم ملطخ بالدماء، بعدما أقدم مستوطن في بلدة الخضر الفلسطينية جنوب محافظة بيت لحم على قتل طفلة فلسطينية دهساً، بينما يواصل ثلاثة أسرى من المدينة المقدسة إضرابهم المقتوح عن الطعام ضد الاعتقال الإداري وثلاثتهم في حال الخطر الشديد وعلى حافة الشهادة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الطفلة لمى مروان موسى البالغة من العمر ست سنوات بعد أن دهسها مستوطن في منطقة أم ركبة في بلدة الخضر، في جريمة جديدة تضاف لملف الجرائم الإسرائيلية الضخم بحق الطفولة الفلسطينية.
وأعلن الإضراب العام في بيت لحم حتى ساعات عصر أمس الوقفة الكبرى، رغم أن المدينة كانت في السابق وفي مثل هذه الأوقات تشهد حركة تجارية نشطة إلى حد ما بسبب تهافت الفلسطينيين وخاصة من أهالي القدس المحتلة للانتهاء من مشتريات العيد، ما أدى إلى ركود إجباري في الأسواق في ذروة أجواء العيد.
أما الجزء الثاني من الحكاية في بيت لحم فهي متعلقة بالأسيرين الشقيقين محمد ومحمود البلبول والأسير مالك القاضي الذين يخوضون إضرابا مفتوحاً عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري في سجون الاحتلال ويعيشون وضعاً صحياً بالغ الخطورة.
وترددت أنباء حول وضع الأسير مالك القاضي الصحي وصفت بأنها بالغة الخطورة. ورغم إعلان محكمة الاحتلال تعليق الاعتقال الإداري بحقه إلا أنه رفض القرار وقرر مواصلة الإضراب حتى الإفراج عنه أو الشهادة. وهو قرار الأخوين بلبول ذاته من فكرة تعليق الاعتقال الإداري.
وأفاد مدير عام الوحدة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين إياد مسك الذي زار الأسير محمد بلبول في مستشفى ولفسون الإسرائيلي بأن حالته تراجعت بشكل ملحوظ حيث يعاني من أوجاع ونوبات قوية في القلب، وأصبح معرضا للموت المفاجئ في أي لحظة. وأضاف»: محمد يمر في مرحلة جديدة.. حالته الصحية ساءت وزادت تعقيدا ودخلت في خطورة غير مسبوقة وأطباء المستشفى يعلمون جيدا بأن كل دقيقة تمر عليه تقربه من الموت حتى أن جسمه المنهك فقد المناعة وأصبح زواره في المستشفى مجبرين على ارتداء ملابس الزيارات المعقمة.»
وقال إن حكومة الاحتلال وأجهزتها العسكرية والقضائية والطبية تتحمل مسؤولية حياة محمد وشقيقه محمود ومالك القاضي، وإن اللجوء الى قرار تجميد قرارات الاعتقال الإداري لهؤلاء الأسرى لن يبرىء الاحتلال من أي مكروه يحدث لهم أو لأحدهم لأنه هو الذي دفعهم الى هذه الوضعية من خلال رسم طريق الموت لهم.
وطالب مسك حكومة الاحتلال والجهاز القضائي التابع لها بالإسراع باستبدال قرار تجميد الاعتقال الإداري للأسرى الثلاثة بإنهائه بشكل واضح، وأن يفرج عنهم ويسمح بنقلهم للعلاج في المستشفيات الفلسطينية والا فالسجناء وكذلك الشارع الفلسطيني سيكون لهما موقف مغاير في حالة استشهاد أي من هؤلاء الأسرى.
ونفذ أهالي بيت لحم وقفة تضامنية مع الأسرى الذين يواجهون الموت في إضرابهم المفتوح عن الطعام في شهرهم الثالث الليلة الماضية وبالتزامن مع وقفة عرفة أمام صرح الأسرى المقام في منطقة السينما وسط بيت لحم.
كما نفذ عدد من النشطاء الفلسطينيين اقتحاماً لمقر الصليب الأحمر في بيت لحم ليل السبت، واعتصموا تضامناً مع الأسرى الثلاثة المضربين عن الطعام. وكتب الناشط منذر عميرة على صفحته الخاصة في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك «كل عام واحنا مش بخير» فبعد تهديد إدارة الصليب الأحمر في بيت لحم تحميل كافة المسؤوليات الناتجة عن اقتحامنا لمكاتبها، إلى الموظفين الفلسطينيين اضطرينا لإخلاء مبنى الصليب حفاظا عليهم. لكن نضالنا من أجل أسرانا سيستمر بكافة السبل المشروعة». ورغم الإخلاء عاد النشطاء من جديد أمام مقر الصليب صباح أمس وواصلوا اعتصامهم التضامني مع أسرى بيت لحم الثلاثة وسط أجواء مشحونة في المحافظة بأسرها خوفاً على حياتهم وخطر الموت الذي يهددهم بسبب تواصل الإضراب.