سأله المحقق: “أنت مسيحي ما شأنك بالمرابطات؟”، فأجاب نعم أنا مسيحي الديانة لكنني فلسطيني حر... بقية القصة في تقرير الزميلة ديالا ريماويلم يستطع أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشاهد حرق الكنائس، واقتحام المسجد الأقصى، والإعتداء على المرابطات والمرابطين، والتنكيل بسكان المدينة من أجل تهجيرهم، فقرر أن يتنفض لأجل القدس، فخرج ليؤكد أنه صاحب الأرض والحق، وأن الاحتلال لا وجود له على أرض فلسطين.
جون قاقيش أتم عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال، فلم يطفئ برفقة عائلته شمعة الميلاد كما اعتادوا دوما، فمنذ عام ونصف والحزن يخيم على منزل وليم قاقيش، ولم يعد للفرح مكان بغياب جون القسري.
لم يستطع أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشاهد حرق الكنائس، واقتحام المسجد الأقصى، والإعتداء على المرابطات والمرابطين، والتنكيل بسكان المدينة من أجل تهجيرهم، فقرر أن يتنفض لأجل القدس، فخرج ليؤكد أنه صاحب الأرض والحق، وأن الاحتلال لا وجود له على أرض فلسطين.
جون قاقيش أتم عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال، فلم يطفئ برفقة عائلته شمعة الميلاد كما اعتادوا دوما، فمنذ عام ونصف والحزن يخيم على منزل وليم قاقيش، ولم يعد للفرح مكان بغياب جون القسري.
الفدائي مساء الثالث والعشرون من شهر آيار 2015، عاد جون إلى منزله في حارة النصارى بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وبدأ يجهز لحفلة شواء مع أصدقائه وأقاربه ومن ثم غادر المنزل، وفي تمام الساعة الثانية عشر نهض مودعا أصدقائه قائلا: “أنا متعب وغدا لدي عمل”.
كان والده مستلقيا على سريره ينتظر عودة جون، وعندما سمع صوت الباب اطمئن بعودة نجله وعاد للنوم، لكن جون خرج مجددا من البيت دون أن يشعر أحد أو يعرف أين ذهب، ليتوجه إلى البلدة القديمة وينفذ عملية طعن أصيب فيها مستوطنين بجروح.
نجح جون بالانسحاب من المكان، لكن شرطة الاحتلال استطاعت معرفة منفذ العلمية من خلال شهادة مستوطنين كانوا يتواجدون بالمكان وكاميرات المراقبة، وبالعثور على السكين التي نفذ فيها العملية.
الساعة الثانية والنصف فجرا، استيقظ وليم على صوت يناديه “يابا..يابا”، فنهض مسرعا وفتح نافذته التي تطل على ساحة الراهبات حيث يقف جون ويحاصره عدد كبير من جنود الاحتلال يعتدون عليه بالضرب، نزل والده مسرعا فتح باب المنزل ليجد الجنود أمامه ويقتحمون المنزل، لكنه واصل مسيره ليلحق بجون.
لم يستطع والد جون الوصول إليه فجنود الاحتلال دفعوه وقاموا بضربه، ليشاهد القوات تلقي بنجله أرضا ويتم تقييده واعتقاله، وبعد أن عاد وليم إلى المنزل وجد أن زوجته فقدت الوعي فهي تعاني من أمراض بالقلب، وكان يفترض أن تجري عملية في اليوم التالي.
فتش جنود الاحتلال المنزل ومن ثم اعتقلوا والد جون، وفي مركز القشلة بدأ عناصر من المباحث الإسرائيلية بالتحقيق معه، وأخبروه بأن جون اعترف بأنه نفذ عملية طعن، فتسائل باسغراب “أي عملية”، فأجابوه العملية التي نفذت فجرا في سوق البلدة القديمة وعرضوا عليه سكين زاعمين أنها الأداة التي نفذ بها العملية وكان عليها آثار دماء.
في حقيقة الأمر، كان المحققون يمارسون خدعة ليتم سحب أقوال من والد جون عن أي معلومات تؤكد أن نجله هو منفذ العملية، لأن جون لم يكن قد اعترف أنه المنفذ وكذلك والده الذي لا يعلم شيئا، ما اضطرهم للإفراج عنه بعد بضعة ساعات.
فلسطيني حر
في ذات اليوم اتصل المحامي مفيد الحاج بوالد جون، وأعلمه أن جلسة محكمة ستعقد له الساعة العاشرة مساء، وتوجه والده لحضو الجلسة لكنه لم يسمح له بالحضور لأنها جلسة سرية، ولم يتمكن من رؤية نجله فانتظر حتى يخرج، وعند انتهاء الجلسة شاهد والد جون الجنود يقيدون نجله ويريدون تغطية رأسه، لكن جون تمكن من رؤية والده وقال له:”يابا ارفع راسك فيّ، أنا ما عملت اشي غلط”.
استمر التحقيق مع جون ما يقارب عشرين يوما، ما بين التحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية وشرطة الاحتلال، وبعد مواجهته بكل الأدلة التي بحوزتهم اضطر جون للاعتراف قائلا: “إنه تأثر بمشاهدة اعتداء جنود الاحتلال على إحدى قريباته المرابطة بالأقصى، إضافة لمشاهد اقتحام الأقصى وحرق الكنائس”، فسأله المحقق: “أنت مسيحي ما شأنك بالمرابطات؟”، فأجاب نعم أنا مسيحي الديانة لكنني فلسطيني حر.
امتدت المحاكم مدة عام ونصف وطالبت النيابة الإسرائيلية بإنزال عقوبة دنيا 13 عاما، وعقوبة قصوى 20 عاما، لكن المحامي طالب بأن يكون الحكم خمس سنوات، ليصدر بحق جون حكما بالسجن الفعلي مدة تسع سنوات ودفع غرامة مالية قدرها 40 ألف شيقل.
شارك غرّد شارك الإيميل تعليقات
القدس المحتلة – خاص قدس الإخبارية: لم يستطع أن يقف مكتوف الأيدي أمام مشاهد حرق الكنائس، واقتحام المسجد الأقصى، والإعتداء على المرابطات والمرابطين، والتنكيل بسكان المدينة من أجل تهجيرهم، فقرر أن يتنفض لأجل القدس، فخرج ليؤكد أنه صاحب الأرض والحق، وأن الاحتلال لا وجود له على أرض فلسطين.
جون قاقيش أتم عامه الواحد والعشرين في سجون الاحتلال، فلم يطفئ برفقة عائلته شمعة الميلاد كما اعتادوا دوما، فمنذ عام ونصف والحزن يخيم على منزل وليم قاقيش، ولم يعد للفرح مكان بغياب جون القسري.
مساء الثالث والعشرون من شهر آيار 2015، عاد جون إلى منزله في حارة النصارى بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وبدأ يجهز لحفلة شواء مع أصدقائه وأقاربه ومن ثم غادر المنزل، وفي تمام الساعة الثانية عشر نهض مودعا أصدقائه قائلا: “أنا متعب وغدا لدي عمل”.
كان والده مستلقيا على سريره ينتظر عودة جون، وعندما سمع صوت الباب اطمئن بعودة نجله وعاد للنوم، لكن جون خرج مجددا من البيت دون أن يشعر أحد أو يعرف أين ذهب، ليتوجه إلى البلدة القديمة وينفذ عملية طعن أصيب فيها مستوطنين بجروح.
نجح جون بالانسحاب من المكان، لكن شرطة الاحتلال استطاعت معرفة منفذ العلمية من خلال شهادة مستوطنين كانوا يتواجدون بالمكان وكاميرات المراقبة، وبالعثور على السكين التي نفذ فيها العملية.
الساعة الثانية والنصف فجرا، استيقظ وليم على صوت يناديه “يابا..يابا”، فنهض مسرعا وفتح نافذته التي تطل على ساحة الراهبات حيث يقف جون ويحاصره عدد كبير من جنود الاحتلال يعتدون عليه بالضرب، نزل والده مسرعا فتح باب المنزل ليجد الجنود أمامه ويقتحمون المنزل، لكنه واصل مسيره ليلحق بجون.
لم يستطع والد جون الوصول إليه فجنود الاحتلال دفعوه وقاموا بضربه، ليشاهد القوات تلقي بنجله أرضا ويتم تقييده واعتقاله، وبعد أن عاد وليم إلى المنزل وجد أن زوجته فقدت الوعي فهي تعاني من أمراض بالقلب، وكان يفترض أن تجري عملية في اليوم التالي.
فتش جنود الاحتلال المنزل ومن ثم اعتقلوا والد جون، وفي مركز القشلة بدأ عناصر من المباحث الإسرائيلية بالتحقيق معه، وأخبروه بأن جون اعترف بأنه نفذ عملية طعن، فتسائل باسغراب “أي عملية”، فأجابوه العملية التي نفذت فجرا في سوق البلدة القديمة وعرضوا عليه سكين زاعمين أنها الأداة التي نفذ بها العملية وكان عليها آثار دماء.
في حقيقة الأمر، كان المحققون يمارسون خدعة ليتم سحب أقوال من والد جون عن أي معلومات تؤكد أن نجله هو منفذ العملية، لأن جون لم يكن قد اعترف أنه المنفذ وكذلك والده الذي لا يعلم شيئا، ما اضطرهم للإفراج عنه بعد بضعة ساعات.
في ذات اليوم اتصل المحامي مفيد الحاج بوالد جون، وأعلمه أن جلسة محكمة ستعقد له الساعة العاشرة مساء، وتوجه والده لحضو الجلسة لكنه لم يسمح له بالحضور لأنها جلسة سرية، ولم يتمكن من رؤية نجله فانتظر حتى يخرج، وعند انتهاء الجلسة شاهد والد جون الجنود يقيدون نجله ويريدون تغطية رأسه، لكن جون تمكن من رؤية والده وقال له:”يابا ارفع راسك فيّ، أنا ما عملت اشي غلط”.
استمر التحقيق مع جون ما يقارب عشرين يوما، ما بين التحقيق من قبل المخابرات الإسرائيلية وشرطة الاحتلال، وبعد مواجهته بكل الأدلة التي بحوزتهم اضطر جون للاعتراف قائلا: “إنه تأثر بمشاهدة اعتداء جنود الاحتلال على إحدى قريباته المرابطة بالأقصى، إضافة لمشاهد اقتحام الأقصى وحرق الكنائس”، فسأله المحقق: “أنت مسيحي ما شأنك بالمرابطات؟”، فأجاب نعم أنا مسيحي الديانة لكنني فلسطيني حر.
امتدت المحاكم مدة عام ونصف وطالبت النيابة الإسرائيلية بإنزال عقوبة دنيا 13 عاما، وعقوبة قصوى 20 عاما، لكن المحامي طالب بأن يكون الحكم خمس سنوات، ليصدر بحق جون حكما بالسجن الفعلي مدة تسع سنوات ودفع غرامة مالية قدرها 40 ألف شيقل.
جون..الميلاد والنشأة
قبل 22 عاما كانت خالدة تنتظر قدوم مولودها الرابع، لكن في الشهر الثاني من حملها كان الجنين في خطر عقب نزول “الخلاصة”، فأخبرها الأطباء أن الأفضل إجهاض الجنين، لكنها طلبت أن يمنحوها وقتا للتفكير، وقررت بأن لا تخضع لعملية إجهاض، ومكثت في المستشفى سبعة أشهر خلالها تكونت خلاصة ثانية، فكان مقدرا لجون بأن يولد، ويكون الولد الوحيد لأمه وأبيه بين أربع بنات.
عُرف جون بأنه شاب أديب، هادئ يحب مساعدة الآخرين، يشارك بالتزيين في الأعياد المسيحية، ويشارك أصدقاءه بتزيين أزقة البلدة القديمة عند حلول شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، لكنه كان يكتم غضبه بداخله عما تتعرض له المدينة وسكانها، فكان يجلس في غرفته يسمع الأغاني الوطنية.
كان جون يحلم بأن يصبح خوري، فالتحق وكان عمره في حينها 12 عاما بدير بيت جالا، وبعد ثمانية أشهر هاتف والديه وأخبرهم أنه سيعود للمنزل، فهو ليس مقدرا له بأن يكون خوري.
كبر جون على حب الوطن، فكان يتمنى أن تتحرر فلسطين والأسرى، “وكان يطمح لدراسة المحاماة من أجل الدفاع عن الأسرى، والعمل على تحريرهم لا سيما أصحاب المؤبدات”، كما تقول عائلته.
قبل عامين، تعرض أحد المستوطنين لصديق جون فقام بضربه على رأسه بواسطة حزامه، وحكمت محكمة الاحتلال على جون بالحبس المنزلي مدة عام، فحرمه بذلك من تقديم امتحان الثانوية العامة.
لكن جون قرر أن يجتاز الثانوية العامة داخل سجن جلبوع، فخضع للامتحانات، وهو الآن يدرس العلوم السياسية.