بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ نينوى بين تراشق الدول الكبرى والإقليمية المظلل بتوافق مصالحها
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
نينوى بين تراشق الدول الكبرى والإقليمية المظلل بتوافق مصالحها المبنية على تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ وبحجج محاربة الارهاب!!؛
شبكة البصرة عبد الرحمن الشمري موضوع اليوم هو ناتج عن استطلاع دقيق وبتقدير موقف سليم جراء ما حدث من تغيرات دولية وإقليمية خلال الاسبوعين الماضيين في معركة (نينوى) من خلال ما يلي: ان ما يجري في محافظة (نينوى) هو صفحة جديدة من صفحات المؤامرة التي تستهدف ألامه العربية وبجميع اقطارها والمنطقة برمتها لأعاده رسم الخرائط والتقسيم من جديد، وعلى غرار اتفاقيات (سياكس بيكو) عام (1916) التي تمت ضمن اتفاقات ومراسلات سريه بين الدبلوماسيان البريطاني (مارك سا يكس) والفرنسي (جورج بيكو) وبمباركه روسيا القيصريه. ولو رجعنا الى ذاكرة التاريخ السياسي لتذكرنا مؤتمر (سان ريمو) الذي انعقد في عام (1920) في (ايطاليا) وبعده جاءت اتفاقيه لوزان عام (1923) التي بموجبها تم تقسيم منطقه الهلال الخصيب وجعلها تحت النفوذ (البريطاني) و(الفرنسي) والتنازل عن بعض المناطق ل (تركيا)!!! فما اشبه اليوم بالبارحة.. والمفاوضات (السريه) و (العلنية) تجري اليوم بين الدبلوماسيان (سيرغي لافروف) الروسي، و(جون كيري) الامريكي في مدن الدول اعلاه. وبمباركه الكيان الصهيوني!!.. فما على العربي ومهما يكن عنوانه حاكما او محكوما ألا التوقف قليلا والنظر بإمعان على ما يجري من حراك سياسي غربي وشرقي وبدعم دول الكون ان يسأل نفسه : هل المفاوضات اعلاه من اجل صون وحفظ كرامة واستقلال الامن القومي العربي وبجميع دوله العربية حفظاً على مصالح الدول الكبرى والدول الغربية والشرقية، أم هو سياق جديد من سياقات ديمقراطية الشرق اوسطية للتآمر على ألامه العربية ودولها العربية؟؟ من هنا.. اود ان اوضح للحاكم والمحكوم العربي.. ان الذي يجري على امتنا العربية هو تطبيق دقيق لخطط موضوعه ومرسومه بدقه وعناية في غرف التآمر (الصهيو اميركية) ومن بعد اعتمادهم كلياً على العدو (الفارسي) المجوسي بعد ان تأكدا وحلفها الغربي الشرير بان فكر وعقيدة ولاية (الفقيه) التي جاء بها خميني الدجال عام (1979) هي بعيده كل البعد عن عقيدة وروح الاسلام، وان دين ولاية الفقيه الجديد هو الذي سيكون الطريق (السالك) لتنفيذ استراتيجيتهما ضد الامة العربية ولهذا شرعوا بالترويج والتبشير له ليجعلوه اقوى واهم سلاح يمكن استخدامه لتدمير الاسلام والعروبة. الاهم من هذا ان (الصهيو امريكية) اعتبرتا الفكر المجوسي هو العدو الاول والأخير للعرب والإسلام والمسلمين.. والشاهد على هذا الدليلين التاليين: الدليل الاول : هو اسرائيل.. اذ انها ومنذ ان احتلت فلسطين يعلم بها العالم سواء من خلال الفضائيات بانتهاكها المستمر لمسجد الاقصى، او برفضها لجميع القرارات الدولية الصادرة من هيئة الامم المتحدة ومجلسها!! الدليل الثاني: ايران.. وما لها من تاريخ اسود ضد العروبة والاسلام والى ان وصل الحد بها ان تطلق صاروخ بالستي وبيد اجندتها (الحوثيين) لضرب بيت الله الحرام. فهل يوجد اكثر من هذا التطابق والتنسيق السري.. والمستقبل ايها الحاكم والمحكوم العربي يخفي الكثير!!! اما بالنسبة لمعطيات الوضع العام في الموصل فعلى العرب ان يدركوا جيدا بان هناك مخططات وسيناريوهات مخفية تحت مضلات التحالفات الدولية ضد ما يسمى بداعش التي هي صنيعتهم مما يجعلنا ان نستنتج بان التحالف الدولي انما هو تحالف لتقسيم وتفتيت العراق والمنطقة بعد معركة الموصل!! وهذا يعني ان ما بعد معركة الموصل ستكون ساحتها لتصفية الصراعات الدولية والإقليمية على ارض العراق!!! لان الأمريكان هدفهم الاول والأخير تقزيم وإضعاف وتقسيم العراق الى كيانات (فدراليه) او (كونفدراليه) ليكون من بعدها العراق منطقه نفوذ اميركية.. هذا من جانب. اما الجانب الاخر فهم (الاكراد) الذين استعادوا وسيطروا على كل الاراضي التي كانوا يعتقدون انها جزء من كردستان وهذا جعلهم ان يبسطوا نفوذهم على اكثر من ذلك وبدعم (اميركي - صهيوني – اوربي) بحيث اصبحت سيطرتهم معروفة للجميع اضافه لمواردها الطبيعيه ذات ابعاد (جيوبولستية) لكونها تضم اغلب المرتفعات المحيطه والمسيطرة على مدينه الموصل ناهيكم عن الموانع الطبيعيه التي تُسهلْ الدفاع عن الاقليم من جهة والتي تتحكم بمدينه الموصل وما حولها من جهة اخرى. وكذلك سيطرتهم على سنجار وجبلها اللذان سيحكمان قبضتهم على اغلب مناطق نينوى ذات الاهمية والبعد الاستراتيجي، ورغم كل هذا فهم يتطلعون لإقامة كردستان الكبرى وسط استغلال مبرمج للظرف الذي يعيشه العراق والمنطقة. أما بخصوص (ايران) فأن هدفها الرئيسي هو تمرير مخططاتها الخبيثة من خلال ربطها بطريق بري يبدأ من (قصر شيرين ثم كلار وكفري في ديالى وصولا الى سلسله حمرين ثم تولول الباج وصولا الى تلعفر ثم مدينه عين شمس اولى القرى السوريه وصولا الى الهدف السوقي حلب) ومن ثم ادامه التماس مع حزب الله في لبنان.. اما بالنسبة الى (تركيا) فانها استوعبت الدرس التاريخي الذي اصبح بحوزتها بعد الانقلاب الدولي الفاشل عليها في (15 تموز 2016) من خلال المعلومات الدقيقة التي تشير الى مخطط قضم الجزء الاوربي منها وإدخال (المليشيات) الطائفية الصفوية من (العراق وسوريا وعملاء ايران والعصابات الدوليه وحزب ال pkk
) الى المدن التركية الاخرى وبالتنسيق مع (الاكراد) في الجنوب لإثارة الفتن والحرب الطائفيه والقومية والعرقية. ولهذا السبب فان (القيادة) التركية تصر في توجهها (الاستراتيجي) لحفظ امنها القومي على نقل المعركة خارج الحدود (التركية) وهذا يكون من خلال الدفاع عن امنها في (الموصل) و (حلب) ولكن.. على حساب من؟ على حساب الارض والسيادة العربية.؟؟، وبالتالي فان الاصرار التركي على البقاء في معسكر بعشيقه وعمليات درع الفرات والوقوف بوجه تنظيمات الكردية ك (تنظيم سوريا الديمقراطيه) وال (pkk
) وسعيها لإقامة منطقه عازله.. علما ان تركيا تعلم جيدا ان جميع التنظيمات اعلاه مدعومة دعما لوجستيا من قبل (اميركا) و(روسيا). أما بخصوص اوربا فقد كشف على لسان الرئيس الفرنسي (فرانسوا اولاند) والمستشارة الالمانية (ميركل) وفي اكثر من مناسبة دعوتهما لتوفير حماية دولية للأقليات حول مستقبل الموصل آخرها مؤتمر (باريس) اللذان دعا من خلاله بالدفاع عن الاقليات القوميه والدينية كاليزيديين والمسيحيين وتأكيدهما على اقامه كيانات محمية وبضمانات دوليه. اما بالنسبة لمليشيا (الحشد) الطائفي الصفوي فأنها تتحين الفرص لتنفيذ اجندتها الطائفيه والدليل هو الاجتماع الخطير الذي عقد في (18 تشرين الثاني 2016) وبدعوة من مقتدى القذر والذي حضره قادة فرق الموت حيث جرى التنسيق وتوزيع الادوار وتحديد الاهداف وبرعاية ومباركه ايرانية، والذي يثبت على ما جرى في المؤتمر الصفوي اعلاه تصريح قادة الميليشيات الطائفية آخرهم (هادي العامري) قائد فيلق بدر حين صرح بأنهم مستعدون للذهاب الى اي مكان في اشارة واضحة ل (تركيا وسوريا والسعودية وبقيه البلدان العربية). اما بالنسبة ل(روسيا) فقد استقدمت اسطول الشمال للمنطقة وعززت وجودها العسكري في القواعد العسكريه ساعية لتحقيق اهدافها في سوريا كمنطقه نفوذ وفي ظل وتواطؤ وسكوت وقبول أميركي. وهذا يجعل بالمراقب العربي ان يستنتج وبما لا يقبل الشك ان هناك تنسيق (اميركي - روسي) هدفه تحقيق الاهداف المرسومه لهما.. وألا لماذا الاصرار على بقاء الحرب في اليمن مشتعلة لحد الان؟ أليس بإمكانهم انهاء الحرب وإلحاق الهزيمة بالحوثيين؟ ام انهم أرادوها ذريعة لإشغال وإضعاف المملكة العربية السعوديه لكي تسهل عليهم تفتيتها وتقسيمها في الصفحات القادمة؟ اذن السؤال موجه للأمتين العربية والإسلامية بصورة عامة وللحكام العرب ولحكومة وشعب تركيا بصورة خاصة : هل ستستنتجون العبر والدروس من ما يحاك للعراق والأمة والمنطقة بعد معركة الموصل؟ حمى الله اهل نينوى وحفظ الامة مما يضمرون، وما يخططون لها!! شبكة البصرة
الاثنين 6 صفر 1438 / 7 تشرين الثاني 2016
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس