العراق: توقف مؤقت للجيش في حرب الموصل و«الدولة» يتشدد بصلب جثث من «العملاء»
Nov 10, 2016
بغداد ـ نينوى ـ «القدس العربي»: أفاد ضابط في الجيش العراقي، أمس الأربعاء، بتوقف قوات جهاز مكافحة الإرهاب (يتبع الجيش) عن التقدم في أحياء الموصل الشرقية، فيما نفت وبشدة انسحابها من تلك الأحياء.
وقال ضابط برتبة نقيب إن «قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتمركز الآن في أجزاء من حي الانتصار والسماح الثانية ومنطقة بث الإذاعة والتلفزيون الحكومي شرق الموصل».
وأضاف أن «السبب الرئيسي لتوقف تقدم القوات هو اتخاذ تنظيم داعش الإرهابي من المدنيين العزل دروعا بشرية، واعتماده على شبكة الأنفاق التي أوجدها في تلك المناطق ما يسهل عليه سرعة الحركة والمناورة».
وتابع المصدر أن «هناك خسائر بشرية ومادية لحقت بقوات جهاز مكافحة الإرهاب (لم يوضحها)، بسبب الكمائن والعبوات الناسفة والتفجيرات الانتحارية للتنظيم».
من جهة أخرى قال سكان في مدينة الموصل إن مقاتلي تنظيم الدولة الذين يحاولون التشبث بمعقلهم الرئيسي في العراق عرضوا جثث خمسة أشخاص بعد صلبهم بتهمة نقل معلومات إلى «العدو» وبدأوا في تسيير دوريات في شوارع المدينة للتدقيق في أطوال لحى الرجال.
وعرضت الجثث الخمس المصلوبة عند تقاطع طرق في رسالة واضحة إلى السكان الباقين في المدينة البالغ عددهم نحو 1.5 مليون نسمة بأن المتشددين ما زالوا يمسكون بزمام الأمور رغم خسارتهم بعض المناطق في شرق المدينة.
ويدير آلاف المقاتلين من تنظيم «الدولة» الموصل أكبر مدينة خاضعة لسيطرتهم في العراق وسوريا منذ اجتياحهم أجزاء واسعة من البلدين في 2014.
وقال سكان في اتصالات هاتفية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء إن الكثير من أحياء المدينة باتت أهدأ مقارنة بالأيام القليلة الماضية إذ سمح للمواطنين بالخروج لشراء الطعام حتى في المناطق التي شهدت قتالا عنيفا في الأسبوع الماضي.
وقال أحد السكان في الموصل «خرجت بسيارتي للمرة الأولى منذ بدء الاشتباكات في شرق المدينة. شاهدت عددا من شباب الحسبة وهم يدققون في اللحى والملابس ويبحثون عن المدخنين».
وشرطة الحسبة التابعة لتنظيم الدولة هي شرطة دينية تفرض التفسير المتشدد للدين وخاصة في مجال السلوك. وتحظر هذه الشرطة التدخين وتفرض على النساء ارتداء النقاب والقفازات وتحظر على الرجال التشبه بشبان الغرب في الملابس وخاصة ارتداء الجينز.
وقال أحد السكان «يبدو أنهم يريدون إثبات وجودهم بعد غيابهم خلال الأيام العشرة الماضية خصوصا على الضفة الشرقية».
ويمر نهر دجلة في وسط مدينة الموصل ويشطرها نصفين. ويسكن الشطر الشرقي الذي تمكنت فيه قوات النخبة العراقية من اختراق دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية سكانا أكثر تنوعا من الشطر الغربي حيث يسكن معظم العرب السنة وحيث يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية هو الأقوى.