تل أبيب- هدد ضابط إسرائيلي كبير الأربعاء الجيش اللبناني برد أكثر دموية إذا ما كرر إطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي، متهما الجيش اللبناني بالبدء بإطلاق النار في حادث الثلاثاء.
وقال نائب قائد اللواء في القطاع الشرقي من الحدود بين إسرائيل ولبنان المقدم إيلان ديركشطاين خلال لقاء مع صحافيين في بلدة (مسغاف عام) عند الحدود بين إسرائيل ولبنان إنه عندما يطلقون النيران على قواتنا ومواطنينا في المرة المقبلة فإننا سنرد على النيران بالصورة الأكثر دموية.
ويشار إلى جنديين وصحافي لبنانيين قتلوا، فيما قتل ضابط اسرائيلي وأصيب آخر في مواجهات الثلاثاء.
واستعرض ديركشطاين الرواية الإسرائيلية لأحداث الثلاثاء في مسغاف عام المشرفة على قرية العديسة اللبنانية وقال إن القوات الإسرائيلية قامت أمس بعمل اعتيادي لصيانة منطقة الشريط الحدودي.
وأوضح أن صيانة الشريط الحدودي تشكل مركبا مركزيا في الدفاع عن البلدات والحدود والمزارعين الذي يزرعون أرضهم التي تصل حتى الشريط الحدودي.
وأشار إلى ان الأعشاب التي تنمو في المكان تمس بالأجهزة التكنولوجية عند الشريط الحدودي وقد استعدينا لتقطيع وقص أشجار مزعجة عند الشريط.
وقال ديركشطاين: لقد نسقنا هذا النشاط مع اليونيفيل (القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان) مسبقا وفي ساعات الصباح الباكر من يوم أمس (الثلاثاء) وكنا نعتزم القيام بهذا النشاط ما بين الساعة الثامنة والتاسعة صباحا.
وأضاف: لكن اليونيفيل طلبت إرجاء تنفيذ ذلك واستجبنا واستعدينا لتنفيذ النشاط عند الساعة 11:30 قبل الظهر، لكن اليونيفيل طلبت أن نتأخر قليلا وانتظرنا عدة دقائق.
وقال ديركشطاين: منعا لأي سوء تفاهم قمنا بعملية تنسيق أخرى مع اليونيفيل حيث قمت أنا شخصيا بتنسيق الأمر مع ضابط من اليونيفيل حيث كنت في الجانب الإسرائيلي من الحدود وهو في الجانب اللبناني وأشرت على الأشجار التي أردنا قطعها أو قصها.
وتابع: عند الساعة 11:30 نزلنا إلى منطقة الشريط الحدودي لتنفيذ العمل، لكن مع بدء العمل وعلى الرغم من التنسيق المسبق إلا ان اليونيفيل طلبت مرة أخرى أن نتأخر واستجبنا وأرجأنا تنفيذ العمل لبضعة دقائق.
وبعد ذلك توجهت القوة الإسرائيلية إلى الشريط الحدودي وقررنا البدء في العمل، وقد رفعنا الرافعة فوق الشريط الحدودي وهي فارغة من أي شخص لكي نرى رد الفعل في الجانب الثاني (اللبناني).
وأضاف: في هذه اللحظة تم إطلاق نار قناصة من قبل جنود لبنانيين وأصيب ضابطين، وقمنا بالرد على مصادر النيران، وبذلنا جهودا بألا نطلق النار باتجاه قوة اليونيفيل.
وتابع: نتيجة لإطلاق الجنود اللبنانيين النار أصيب قائد كتيبة (إسرائيلي) برصاصة في رأسه وقتل على الفور، فيما أصيب قائد سرية بجروح.
واعتبر ديركشطاين أن الجيش اللبناني استغل بشكل فظ التنسيق الذي قمنا به من أجل إطلاق النار على قواتنا.
وقال: لم يتجاوز أحد من القوة الإسرائيلية الحدود، كما أنه لم يكن هناك مجالا للادعاء من جانب الجيش اللبناني بأن سوء تفاهم قد حدث لأن موقع قواتنا كان واضحا، كما أن الضابطين القتيل والمصاب كانا بعيدين عن موقع الأعمال التي تم تنفيذها عند الشريط الحدودي.
وفي السياق، أكدت قيادة الجيش اللبناني على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان وجددت إصرارها على الدفاع عن السيادة اللبنانية.
وقال بيان صادر عن قيادة الجيش بعد ظهر الأربعاء أن قيادة الجيش تؤكد على ضرورة الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف اعتداءاته وتجاوزه للقوات الدولية وتمكين هذه القوات من القيام بالمهمة التي انتدبت من اجلها.
وتابع البيان إن قيادة الجيش إذ تؤكد على أهمية التنسيق القائم مع قوات الأمم المتحدة في الجنوب في إطار تطبيق القرار 1701 بحذافيره و تجدد إصرارها على الدفاع عن سيادة لبنان.
وأضاف البيان إنه في إطار التنسيق بين وحدات الجيش المنتشرة في جنوب لبنان، وقوات الأمم المتحدة المؤقتة هناك، تولت هذه الأخيرة، قبل ظهر اليوم (الأربعاء) الإشراف على إزالة بعض الأشجار الواقعة عند الخط التقني على الجهة المقابلة من الحدود اللبنانية الفلسطينية، وفي إحدى النقاط المتنازع عليها.
وكان مصدر أمني أكد الأربعاء أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أقدمت صباح الأربعاء على قطع شجرة داخل الأراضي اللبنانية على طريق العديسة وسط حالة من الاستنفار وضعت فيها عناصر الجيش اللبناني في حين عملت وحدات متعددة من قوات الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان (يونيفيل) على مراقبة الأشغال الإسرائيلية.
وأعلن الناطق العسكري باسم (اليونيفل) ميراش بهات أن اليونيفل حددت عدد الأشجار التي قطعها الجيش الإسرائيلي جنوب الخط الأزرق عند الجهة الإسرائيلية في هذه المنطقة والتي كان للحكومة اللبنانية بعض التحفظات عليها فيما يتعلق بالخط الازرق.