يوسف خطيب مريم
لا نمتلك معلومات كثيرة عن يوسف (خطيب مريم )إلا ما أورده لنا كٌتاب الاناجيل عن بعض محطات حياته قبل ان يولد المسيح وبعدها ،محطات صغيرة جدا .ولا نعلم ربما جاءت عن قصد أو بدون قصد .وربما لم يكن لهم ذاك الاهتمام كثيرا بشخصيته لكي لا تتوجه أنظار المؤمنين اليه ،بل لتبقى فقط شاخصة الى يسوع المخلص.(لأنه لا خلاص الا بيسوع ).نقف ونتأمل في شخصية يوسف نستنتج ان هذا الرجل لديه مشكلة لا يستطيع البوح بها! حزن عميق يعصر قلبه انه عائش في دوامة الفكر .يقننا انه التجأ الى رب السماء لكي يكون له معينا ولعله يساعده للخروج من هذه المشكلة التي لم تكن في الحسبان (أمراه حامل .ونحن شرقين!)
وقبل ان تلهمه السماء فكرا نقيا او قرارا صائبا ،يبدوا انه استعجل في اتخاذ القرار لكي يتخلص من هذه المشكلة ف(قرر أن يتركها سرا )متى 1/19.ليتجنب القال والقيل .ولكن ماهي الا لحظات وتفاجأ عندما سمع نداء السماء يقول له (يا يوسف ابن داؤود :لا تخف أن تأتي بمريم عروسك الى البيت لآن الذي هي حبلى به هو من الروح القدس)متى 1/20.نعم انه نداء سماوي لهذا الرجل التقي .يمكن القول بأن يوسف بعد ان ايقن بصحة الرسالة ،ان حالته النفسية قد استقرت وهدأت ونسى كل تلك الامور التي كان يفكر بها ..وسيبدأ بتفكير أخر فأنقاد الى أمر السماء راضخا دون ان يهمس ببنت شفة وعمل بما أؤتمر (فأتى بعروسه الى البيت )متى 1/24.
اذا يوسف أصبح مسؤولا عن هذه الشابة الفقيرة المتواضعة وعلى ما في بطنها .وحينما يحين وقت الولادة ،وتضع ابنها البكر ،كان يوسف قد هيَ بعض المستلزمات البسيطة .واثناء ذلك تعجب من قدوم أشخاص يسجدون للطفل ويقدمون له الهدايا ..فعاود التفكير مرة ثانية وقد أحاطت به هواجس الخوف ،فماذا عساه يفعل ..يتصرف كما يحلو له ؟أم ينتظر ارادة السماء؟. فكان غارقا في التأمل واذا يسمع نداء يقول له (قم خذ الطفل وأمه واهرب الى أرض مصر واقم فيها )متى 13.فعمل بما امر دون ان ينظر الى السماء .فترك ارض الاباء والاجداد .الارض المقدسة وتوجه صوب مصر .وبعدما وصل هناك ربما تذكر كيف كان موسى وشعبه وكيف حرره من يد فرعون مصر .وربما كان ايضا يشتاق للعودة الى اورشليم كونها (اورشليم المدينة المقدسة )2مكابين 3/1.بل ربما يبكي ..وسيبكي فيما بعد من بعده يسوع على اورشليم عندما يكبر (ولما اقترب من أورشليم نظر المدينة وبكى عليها )لوقا 19/41.كان يوسف يعتقد انه سيرجع يوما ما ..وذات يوم سمع نداء من السماء يقول له (ارجع بالصبي الى أرض اسرائيل )متى 2/21.ويبدوا انه كان ينتظر هذا النداء بفارغ الصبر فعاد حالا .وبعد ذلك توقف في مكان معين ..ثم واصل مسيرته .وبعدها قام بتقديم كل مستلزمات التي يتم تقديما عن الطفل ضمن الشريعة, كفرخي حمام .وكان يصحب الطفل الى الهيكل .وتنتهي شخصية يوسف دون ان نعرف عنها المزيد من الكتاب المقدس ..
نستطيع القول ليس كل من يصرخ ويهرج يكون مقبولا عند السماء .فهذا الرجل الصامت تلقى اوامر السماء وهو صامت .وهذا الصمت يذكرنا بتلك الآية التي تخبرنا عن يسوع (كنعجة سيق الى الذبح ،كحمل صامت بين يدي من يحزه هكذا لا يفتح فمه )اعمال الرسل 8/32.
نطلب من الله في هذه الايام _ايام ذكرى استقبال "طفل المذود"_ان يسامحنا من جميع زلاتنا وان يمنحنا السلام .
Gefällt mirWeitere Reaktionen anzeigeKommentierenTeilen