منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدي
منتديات الشاعر لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشاعر لطفي الياسيني

لطفي الياسني ،منتدى لطفي الياسيني شاعر المقاومة الفلسطينية
 
الرئيسيةبحـثدخولالتسجيل
المواضيع الأخيرةمنتدى لطفي الياسيني إحصاء السكان في الحضارات القديمة بقلم الأستاذ الدكتور صلاح رشيد الصالحي تخصص: تاريخ قديم بغداد 2024 إحصاء السكان في الحضارات القديمة صورة خيالية لدخول الجيش الاشوري المدينة منتصرا، ويستقبله سكانها بالدعاء والموسيقى مع وجهائها، بينما الملك الاشوري راكبا حفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:49 من طرفمنتدى لطفي الياسيني ابراج اليوم ابراج الغد تفسير الاحلام مقالات عن الابراج حظك اليوم حظك اليوم مع الابراج الحب أن أحبك ألف مرة ، وفي كل مرة أشعر أني أحبك لأول مرة - نزار قباني - توقعات الابراج وحظك اليوم الثلاثاء, 27 كانون الاول 2022 برج الحمل من 21 مارس إلى 20 إبريلفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:48 من طرفمنتدى لطفي الياسينيسلامة العراق من التهديدات الاسرائيلية .. : د.عبدالرحيم الرفاعيفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:48 من طرفمنتدى لطفي الياسينيأحداث غير عادية ... لها أبعاد عديدة : د.ضرغام الدباغفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:47 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالتعداد السكاني في العراق حق يراد به باطل : أ.د. سلمان الجبوري*في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:46 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالقضاء العراقي يصدر أحكاماً بالسجن بحق نور زهير ومدير مكتب الكاظمي ومستشارهفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:46 من طرفمنتدى لطفي الياسينيما حقيقة الاشتباك الدبلوماسي والسياسي الفرنسي الإسرائيلي؟ منذ ساعتين مثنى عبد اللهفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:45 من طرفمنتدى لطفي الياسيني فشل مشروع الديمقراطية الليبرالية الأميركية في العراق قاسم محمد داودفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:45 من طرفمنتدى لطفي الياسينيالسوداني: سكان العراق أكثر من ٤٥ مليون نسمةفي رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:44 من طرفمنتدى لطفي الياسينيارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44,249في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeاليوم في 0:43 من طرف

أختر لغة المنتدى من هنا


 

 في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
حناني ميــــــا
حناني ميــــــا


الإدارة العامة
الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : كاتب مميز
في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Bookwo11
ذكر
المشاركات المشاركات : 24067
نقاط نقاط : 219385
التقييم التقييم : 15
العمر : 82

في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Empty
مُساهمةموضوع: في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل   في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeالأربعاء 7 ديسمبر 2016 - 22:10

في رحيل كاريزما كاسترو

                                                            في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Sayar.JM.1
                                        د. سيّار الجميل

 رحل آخر الشيوعيين الملتزمين الذين شغلوا الدنيا بنضالهم الصاخب، وشجاعتهم القوية، إبّان القرن العشرين. رحل الزعيم فيديل كاسترو الذي حكم نحو خمسين سنة بلداً صغيراً مثل كوبا، لكنه كان مثل قطٍّ بري يناطح فيلاً كبيراً، إذ جابه أميركا القريبة منه، ولم يخش من أنيابها، ولا يفصله عنها إلا خليج الخنازير. حكم بين 1959 و2008، وفرض هيمنته على بلاده، مطبقاً نظاماً شمولياً صارماً.
وتضم كوبا أكثر من 11 مليون نسمة، وهي أكبر جزر الأنتيل جنوبي الولايات المتحدة، وأُلحقت بالملكية الإسبانية حتى حرب الاستقلال 1895-1898 بدعم أميركي، فأنهت معاهدة باريس 1898 الهيمنة الإسبانية، وحصل استقلالها النهائي في العام 1901.

أطيح في 1/1/ 1959، فولغينسو باتيستا، زعيم كوبا، الذي عُرف بانحرافاته وديكتاتوريته منذ 1952، إثر حركة تمرّد قامت بها مجموعة باربودوس (أصحاب اللحى) بقيادة كاسترو. فنجح ورفاقه في تأسيس جمهورية اشتراكية، بالتحالف مع رفيقه غيفارا. ورسخ علاقاته إبّان الحرب الباردة بالاتحاد السوفييتي، فقطعت أميركا علاقاتها مع كوبا في 1961، وفشلت محاولتها إنزال قواتٍ معادية لكاسترو في خليج الخنازير. إثر اندلاع أزمة خطيرة باكتشاف وجود صواريخ سوفييتية في كوبا. وكاد كاسترو يفجّر حرباً نووية في العالم، في عهدي الرئيس الأميركي جون كيندي ورئيس مجلس السوفييت الأعلى نيكيتا خروشوف. تأسس حزبٌ وحيد، هو الحزب الشيوعي الكوبي في 1965، وأصبح لكوبا دستور عام 1976.

بقي كاسترو يناضل ثلاثين سنة حتى انهيار الاتحاد السوفييتي 1990، فارتهنت كوبا لشريكتها فنزويلا تجارياً وبترولياً، مع تحدّيات اقتصادية قاسية واجهها الكوبيون. ولكن، ما طبيعة هذه الزعامة الكاريزمية لكاسترو؟ آمن هذا الثوري المتمرّد بالحدود الدنيا لمعيشة أبناء شعبه في دولته الفقيرة، وبنى بإمكاناتها البسيطة قاعدة صحيّة لأبناء شعبه، ولم يرض أبداً أن تكون كوبا مزرعةً أميركية أبداً، وبالقدر الذي آمن به المعجبون به في العالم. بقي مناضلاً صلباً وملتزماً بأيديولوجيته التي لم يتنازل عن حرفٍ منها. ويؤكد معارضوه، منذ زمن طويل، أن كوبا لو

"لا يمكن نكران ما تمتع به كاسترو من كاريزما، شغلت اهتمام العالم كله في النصف الثاني من القرن العشرين"

توفّر لها قائد سياسي غيره غلّب سياساته على مؤدلجاته، لاستغلّ مكانتها الجغرافية القريبة من أميركا، وجعلها بلداً متقدماً تابعاً لها ولمساعداتها، بل لو مُنح مصالح أميركية على أرضه، لعاش كل الكوبيين عيشة رخاءٍ وحرياتٍ، بدل الذي فعله بهم كاسترو الذي أوهم نفسه ورفاقه وشعبه بأكذوبة عاشتها كلّ الأنظمة الشمولية والتوتاليتارية والديكتاتورية ممن أغلقوا الأبواب أمام شعوبهم عن الحياة السياسية الغربية، فتأخرت شعوبهم، كما يقولون، بل وفرّ أغلب المعارضين نحو أميركا. ويتابع معارضوه قائلين إن انغلاق كوبا كان على غرار ما حدث في ألبانيا وألمانيا الشرقية وكوريا الشمالية، وغيرها من الأنظمة الحديدية. ولكن، فات على هؤلاء الموقع الجغرافي لكوبا، وأن كاسترو امتلك حريّة القرار، وحفظ بلاده من تدخّلات أميركية، إذ أصرّ على أن لا يكون ذيلاً لها أبداً.

كان كاسترو قد نجح، في شبابه، في أن يخلّص كوبا من نظام باتيستا المتخلّف، لكنه بدّل الاستبداد بالشمولية، وبدل الضياع بالانغلاق، وزاد في جعل الشعب يعتمد على نفسه في الحفاظ على ثروته، والعيش من منتجاته، فبقي الشعب فقيراً، وبقيت أدواته ومعيشته بسيطة، وبقيت حتى السيارات التي تمشي في شوارع هافانا مهترئة، وهي من خمسينيات القرن العشرين. وإذا كان كاسترو قد احتكر حرية شعبه، فقد أحدثت سياساته ردود فعل قوية ضده منذ خمسين سنة، لكنه بقي مثيراً وصامداً وقوياً لا يتزعزع قيد أنملة عن المبادئ التي آمن بها بعد أن اعتنقها، وبقي وفياً لها حتى النهاية. إذ آمن بأنّ الحريات لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعاً، ومن الخطأ استجداء الحرية من الأميركيين. لم يتنازل عن السلطة أبداً حتى وهو خرف ضنين، وعندما تنازل عنها، منحها لأخيه راؤول كاسترو، ليس كمن يرث الأخ أخاه، بل لأنه يثق ثقةً عمياء في أخيه، لكي يحافظ على الإرث الكاستروي، وخوفاً من أن تتحوّل كوبا إلى حقل دواجن يتوارثها الأميركيون، وقد ضربوا بتلك الشعارات المزيفة التي روّجوها، وتصارخوا من أجلها مع بقية من ناصروهم في العالم، عرض الحائط. وبقي كاسترو طوال حياته ثائراً ينتقد كل الثوريين المنحرفين عن مبادئهم ومناهجهم، ويعارض تحولاتهم من ثوار إلى مستبدين، ومن مناضلين إلى ذيول للأميركيين.

بقي كاسترو الذي علّم شعبه كيف يعيش من موارده ثائراً على الميوعة السياسية لزعماء انقلابيين، تصنّعهم دوائر مخابرات إمبريالية، لهم هشاشتهم، بحيث غدت عدة بلدان يحكمها قطّاع طرق وأولاد شوارع وعمال غير فنيين وضباط ثكنات خونة من أنصاف المجانين، وكلهم جاؤوا معه زمنياً باسم الثورة والثوريين والثوار الأحرار، وروّجوا شعارات راديكالية، فكانوا فجيعة على شعوبهم التي لم تزل تعاني من استبداداتهم وديكتاتورياتهم، وقراراتهم الهوجاء، وشعاراتهم الجنونية البلهاء، وسياساتهم التي مارسوها بالحديد والنار، خصوصاً من الذين أعجبوا إعجاباً منقطع النظير بتجارب كاسترو وستالين وماوتسي تونغ وكيم إيل سونغ وغيرهم، لكن هؤلاء شيء وأولئك أشياء ومخلوقات أخرى.

برحيل الرفيق كاسترو، تكون آخر القلاع الشيوعية (مع كوريا الشمالية) في حالة احتضار أمام حركة (وعجلة وقانون) التاريخ الذي يحتّم انتصار ما سميت الليبرالية الجديدة، فالتاريخ انتهى مع الحكومات الأيديولوجية والشمولية، بحيث عادت الاستبدادية والنماذج العسكرية والعائلية والدينية والطائفية باسم "الديمقراطية" كالتي تعيش اليوم في بلدانٍ متفرقة، لا تمت للثورة

"برحيل الرفيق كاسترو، تكون آخر القلاع الشيوعية في حالة احتضار أمام حركة التاريخ الذي يحتّم انتصار ما سميت الليبرالية الجديدة"

الحقيقية بأيّ شيء، وأن الأنظمة المهزوزة لابد أن تغمرها أعاصير السياسات الأميركية، آجلاً أم عاجلاً، باسم الحريات والديمقراطية، كونها تخوض معارك خاسرة أمام قيم التقدم والتنوير والحداثة الحقيقية التي لا تقودها إلا الثورات الحقيقية، وهي أنظمة موبوءة، صنعها الآخرون، لابد أن تشهد نهايتها المحتومة في مزبلة التاريخ. ولا عجب أن نجد الديكتاتوريات الصغيرة والمقلدة في بعض بلداننا العربية وشخوصها ممن كان لديهم إعجاب واقتداء بكاسترو وستالين وكيم إيل سونغ وماوتسي تونغ، لكنهم سقطوا سريعاً، كونهم أسّسوا أنظمة شمولية وعسكرتارية وديكتاتورية في التاريخ الحديث والمعاصر. ولكن، بموت الرئيس كاسترو اليوم، تكون آخر القلاع الثورية في العالم في طريق الانقراض، فهو آخر المتبقّين من زعماء العالم الذين امتلكوا كاريزما الانجذاب إبّان القرن العشرين. ولكن، على المؤرخ أن لا ينسى جهود كاسترو في بناء قاعدةٍ طبيةٍ متميزة في بلاده، وعنايته بالمعرفة والتعليم بشكل خاص.، ناهيكم عن فرض الامن في ربوع البلاد التي لا تعرف الا البساطة في العيش  ، مع كوبا جديدة بدأت تنفتح على الحياة والمستقبل ومواجهة تحديات من نوع جديد .

منذ 2006، طلب فيديل كاسترو، بسبب مرضه، من شقيقه راؤول أن يحل بدله على رأس الدولة. فبدأ الأخ الرئيس الجديد إجراءات وإصلاحات تدريجية لكي يحسّن اقتصاد كوبا، وفتح الباب على خجل للمبادرات الخاصة والاستثمار الأجنبي، مع معزوفة الحفاظ على "مكاسب الاشتراكية"، في اقتصادٍ مترهّلٍ، لم يزل تحت هيمنة الدولة بنسبة 80%. وفي فبراير/شباط 2008، أصبح راؤول رسمياً رئيساً لكوبا، وفي أبريل/نيسان 2011 أصبح راؤول على رأس الحزب الشيوعي الكوبي، إثر تخلّي فيديل عن منصبه، وأعلن عن تقارب تاريخي بين كوبا والولايات المتحدة نهاية 2014، وطي صفحة نصف قرن من العزلة، فأعيدت العلاقات في يوليو/تموز 2015. وفي مارس/آذار 2016، قام أوباما بالزيارة الأولى لرئيس أميركي لكوبا منذ ثورة كاسترو. وتعزّز تصدير الخدمات (الطبية خصوصاً) مصدراً أول للدخل من العملات الأجنبية لكوبا، مع نحو 8 مليارات دولار سنوياً، ثم السياحة التي تدر 2.8 مليار دولار. وبحسب التوقعات الحكومية، لن تزيد نسبة النمو التي بلغت 4 % في 2015 عن 2% في 2016، ما يعني أن كوبا تعاني إزاء تحديات وصعوبات كبيرة.  ان ابرز ما لمسته عند الشعب الكوبي قناعته  وبساطته وعيشه على ما ينتج .. السؤال : ماذا بعد مرحلة كاسترو  الطويلة في مواجهة العالم الجديد ومتغيراته السريعة ؟

[size=32]سيسجّل التاريخ لكاسترو مواقفه، إيجابية كانت أم سلبية. ولكن، لا يمكن نكران ما تمتع به من كاريزما، شغلت اهتمام العالم كله في النصف الثاني من القرن العشرين ، [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لطفي الياسيني
لطفي الياسيني


أمير المقاومين

أمير المقاومين
معلومات إضافية
الأوسمة : شاعر متميز
فلسطين
في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Pi-ca-10
ذكر
المشاركات المشاركات : 80316
نقاط نقاط : 715317
التقييم التقييم : 313
العمر : 118

في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Empty
https://yassini.yoo7.com
مُساهمةموضوع: رد: في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل   في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل I_icon_minitimeالأربعاء 7 ديسمبر 2016 - 22:20

حناني ميــــــا كتب:

في رحيل كاريزما كاسترو


                                                            في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل Sayar.JM.1
                                        د. سيّار الجميل

 رحل آخر الشيوعيين الملتزمين الذين شغلوا الدنيا بنضالهم الصاخب، وشجاعتهم القوية، إبّان القرن العشرين. رحل الزعيم فيديل كاسترو الذي حكم نحو خمسين سنة بلداً صغيراً مثل كوبا، لكنه كان مثل قطٍّ بري يناطح فيلاً كبيراً، إذ جابه أميركا القريبة منه، ولم يخش من أنيابها، ولا يفصله عنها إلا خليج الخنازير. حكم بين 1959 و2008، وفرض هيمنته على بلاده، مطبقاً نظاماً شمولياً صارماً.
وتضم كوبا أكثر من 11 مليون نسمة، وهي أكبر جزر الأنتيل جنوبي الولايات المتحدة، وأُلحقت بالملكية الإسبانية حتى حرب الاستقلال 1895-1898 بدعم أميركي، فأنهت معاهدة باريس 1898 الهيمنة الإسبانية، وحصل استقلالها النهائي في العام 1901.

أطيح في 1/1/ 1959، فولغينسو باتيستا، زعيم كوبا، الذي عُرف بانحرافاته وديكتاتوريته منذ 1952، إثر حركة تمرّد قامت بها مجموعة باربودوس (أصحاب اللحى) بقيادة كاسترو. فنجح ورفاقه في تأسيس جمهورية اشتراكية، بالتحالف مع رفيقه غيفارا. ورسخ علاقاته إبّان الحرب الباردة بالاتحاد السوفييتي، فقطعت أميركا علاقاتها مع كوبا في 1961، وفشلت محاولتها إنزال قواتٍ معادية لكاسترو في خليج الخنازير. إثر اندلاع أزمة خطيرة باكتشاف وجود صواريخ سوفييتية في كوبا. وكاد كاسترو يفجّر حرباً نووية في العالم، في عهدي الرئيس الأميركي جون كيندي ورئيس مجلس السوفييت الأعلى نيكيتا خروشوف. تأسس حزبٌ وحيد، هو الحزب الشيوعي الكوبي في 1965، وأصبح لكوبا دستور عام 1976.

بقي كاسترو يناضل ثلاثين سنة حتى انهيار الاتحاد السوفييتي 1990، فارتهنت كوبا لشريكتها فنزويلا تجارياً وبترولياً، مع تحدّيات اقتصادية قاسية واجهها الكوبيون. ولكن، ما طبيعة هذه الزعامة الكاريزمية لكاسترو؟ آمن هذا الثوري المتمرّد بالحدود الدنيا لمعيشة أبناء شعبه في دولته الفقيرة، وبنى بإمكاناتها البسيطة قاعدة صحيّة لأبناء شعبه، ولم يرض أبداً أن تكون كوبا مزرعةً أميركية أبداً، وبالقدر الذي آمن به المعجبون به في العالم. بقي مناضلاً صلباً وملتزماً بأيديولوجيته التي لم يتنازل عن حرفٍ منها. ويؤكد معارضوه، منذ زمن طويل، أن كوبا لو

"لا يمكن نكران ما تمتع به كاسترو من كاريزما، شغلت اهتمام العالم كله في النصف الثاني من القرن العشرين"

توفّر لها قائد سياسي غيره غلّب سياساته على مؤدلجاته، لاستغلّ مكانتها الجغرافية القريبة من أميركا، وجعلها بلداً متقدماً تابعاً لها ولمساعداتها، بل لو مُنح مصالح أميركية على أرضه، لعاش كل الكوبيين عيشة رخاءٍ وحرياتٍ، بدل الذي فعله بهم كاسترو الذي أوهم نفسه ورفاقه وشعبه بأكذوبة عاشتها كلّ الأنظمة الشمولية والتوتاليتارية والديكتاتورية ممن أغلقوا الأبواب أمام شعوبهم عن الحياة السياسية الغربية، فتأخرت شعوبهم، كما يقولون، بل وفرّ أغلب المعارضين نحو أميركا. ويتابع معارضوه قائلين إن انغلاق كوبا كان على غرار ما حدث في ألبانيا وألمانيا الشرقية وكوريا الشمالية، وغيرها من الأنظمة الحديدية. ولكن، فات على هؤلاء الموقع الجغرافي لكوبا، وأن كاسترو امتلك حريّة القرار، وحفظ بلاده من تدخّلات أميركية، إذ أصرّ على أن لا يكون ذيلاً لها أبداً.

كان كاسترو قد نجح، في شبابه، في أن يخلّص كوبا من نظام باتيستا المتخلّف، لكنه بدّل الاستبداد بالشمولية، وبدل الضياع بالانغلاق، وزاد في جعل الشعب يعتمد على نفسه في الحفاظ على ثروته، والعيش من منتجاته، فبقي الشعب فقيراً، وبقيت أدواته ومعيشته بسيطة، وبقيت حتى السيارات التي تمشي في شوارع هافانا مهترئة، وهي من خمسينيات القرن العشرين. وإذا كان كاسترو قد احتكر حرية شعبه، فقد أحدثت سياساته ردود فعل قوية ضده منذ خمسين سنة، لكنه بقي مثيراً وصامداً وقوياً لا يتزعزع قيد أنملة عن المبادئ التي آمن بها بعد أن اعتنقها، وبقي وفياً لها حتى النهاية. إذ آمن بأنّ الحريات لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعاً، ومن الخطأ استجداء الحرية من الأميركيين. لم يتنازل عن السلطة أبداً حتى وهو خرف ضنين، وعندما تنازل عنها، منحها لأخيه راؤول كاسترو، ليس كمن يرث الأخ أخاه، بل لأنه يثق ثقةً عمياء في أخيه، لكي يحافظ على الإرث الكاستروي، وخوفاً من أن تتحوّل كوبا إلى حقل دواجن يتوارثها الأميركيون، وقد ضربوا بتلك الشعارات المزيفة التي روّجوها، وتصارخوا من أجلها مع بقية من ناصروهم في العالم، عرض الحائط. وبقي كاسترو طوال حياته ثائراً ينتقد كل الثوريين المنحرفين عن مبادئهم ومناهجهم، ويعارض تحولاتهم من ثوار إلى مستبدين، ومن مناضلين إلى ذيول للأميركيين.

بقي كاسترو الذي علّم شعبه كيف يعيش من موارده ثائراً على الميوعة السياسية لزعماء انقلابيين، تصنّعهم دوائر مخابرات إمبريالية، لهم هشاشتهم، بحيث غدت عدة بلدان يحكمها قطّاع طرق وأولاد شوارع وعمال غير فنيين وضباط ثكنات خونة من أنصاف المجانين، وكلهم جاؤوا معه زمنياً باسم الثورة والثوريين والثوار الأحرار، وروّجوا شعارات راديكالية، فكانوا فجيعة على شعوبهم التي لم تزل تعاني من استبداداتهم وديكتاتورياتهم، وقراراتهم الهوجاء، وشعاراتهم الجنونية البلهاء، وسياساتهم التي مارسوها بالحديد والنار، خصوصاً من الذين أعجبوا إعجاباً منقطع النظير بتجارب كاسترو وستالين وماوتسي تونغ وكيم إيل سونغ وغيرهم، لكن هؤلاء شيء وأولئك أشياء ومخلوقات أخرى.

برحيل الرفيق كاسترو، تكون آخر القلاع الشيوعية (مع كوريا الشمالية) في حالة احتضار أمام حركة (وعجلة وقانون) التاريخ الذي يحتّم انتصار ما سميت الليبرالية الجديدة، فالتاريخ انتهى مع الحكومات الأيديولوجية والشمولية، بحيث عادت الاستبدادية والنماذج العسكرية والعائلية والدينية والطائفية باسم "الديمقراطية" كالتي تعيش اليوم في بلدانٍ متفرقة، لا تمت للثورة

"برحيل الرفيق كاسترو، تكون آخر القلاع الشيوعية في حالة احتضار أمام حركة التاريخ الذي يحتّم انتصار ما سميت الليبرالية الجديدة"

الحقيقية بأيّ شيء، وأن الأنظمة المهزوزة لابد أن تغمرها أعاصير السياسات الأميركية، آجلاً أم عاجلاً، باسم الحريات والديمقراطية، كونها تخوض معارك خاسرة أمام قيم التقدم والتنوير والحداثة الحقيقية التي لا تقودها إلا الثورات الحقيقية، وهي أنظمة موبوءة، صنعها الآخرون، لابد أن تشهد نهايتها المحتومة في مزبلة التاريخ. ولا عجب أن نجد الديكتاتوريات الصغيرة والمقلدة في بعض بلداننا العربية وشخوصها ممن كان لديهم إعجاب واقتداء بكاسترو وستالين وكيم إيل سونغ وماوتسي تونغ، لكنهم سقطوا سريعاً، كونهم أسّسوا أنظمة شمولية وعسكرتارية وديكتاتورية في التاريخ الحديث والمعاصر. ولكن، بموت الرئيس كاسترو اليوم، تكون آخر القلاع الثورية في العالم في طريق الانقراض، فهو آخر المتبقّين من زعماء العالم الذين امتلكوا كاريزما الانجذاب إبّان القرن العشرين. ولكن، على المؤرخ أن لا ينسى جهود كاسترو في بناء قاعدةٍ طبيةٍ متميزة في بلاده، وعنايته بالمعرفة والتعليم بشكل خاص.، ناهيكم عن فرض الامن في ربوع البلاد التي لا تعرف الا البساطة في العيش  ، مع كوبا جديدة بدأت تنفتح على الحياة والمستقبل ومواجهة تحديات من نوع جديد .

منذ 2006، طلب فيديل كاسترو، بسبب مرضه، من شقيقه راؤول أن يحل بدله على رأس الدولة. فبدأ الأخ الرئيس الجديد إجراءات وإصلاحات تدريجية لكي يحسّن اقتصاد كوبا، وفتح الباب على خجل للمبادرات الخاصة والاستثمار الأجنبي، مع معزوفة الحفاظ على "مكاسب الاشتراكية"، في اقتصادٍ مترهّلٍ، لم يزل تحت هيمنة الدولة بنسبة 80%. وفي فبراير/شباط 2008، أصبح راؤول رسمياً رئيساً لكوبا، وفي أبريل/نيسان 2011 أصبح راؤول على رأس الحزب الشيوعي الكوبي، إثر تخلّي فيديل عن منصبه، وأعلن عن تقارب تاريخي بين كوبا والولايات المتحدة نهاية 2014، وطي صفحة نصف قرن من العزلة، فأعيدت العلاقات في يوليو/تموز 2015. وفي مارس/آذار 2016، قام أوباما بالزيارة الأولى لرئيس أميركي لكوبا منذ ثورة كاسترو. وتعزّز تصدير الخدمات (الطبية خصوصاً) مصدراً أول للدخل من العملات الأجنبية لكوبا، مع نحو 8 مليارات دولار سنوياً، ثم السياحة التي تدر 2.8 مليار دولار. وبحسب التوقعات الحكومية، لن تزيد نسبة النمو التي بلغت 4 % في 2015 عن 2% في 2016، ما يعني أن كوبا تعاني إزاء تحديات وصعوبات كبيرة.  ان ابرز ما لمسته عند الشعب الكوبي قناعته  وبساطته وعيشه على ما ينتج .. السؤال : ماذا بعد مرحلة كاسترو  الطويلة في مواجهة العالم الجديد ومتغيراته السريعة ؟

[size=32]سيسجّل التاريخ لكاسترو مواقفه، إيجابية كانت أم سلبية. ولكن، لا يمكن نكران ما تمتع به من كاريزما، شغلت اهتمام العالم كله في النصف الثاني من القرن العشرين ، [/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
«أستعرض الموضوع السابق | أستعرض الموضوع التالي»
 مواضيع مماثلة
-
» Nov. 26, 2016 رحيل فيدل كاسترو الرجل الذي تحدى 11 رئيسا أمريكيا © أ ف ب/ أرشيف | فيدل كاسترو
» د. سيّار الجميل .الموصل_وليمة_المجانين
» د. سيّار الجميل تشكيلة وزارية
» الشفّاطون والعفّاطون : أ.د. سيّار الجميل
» د. سيّار الجميل . ميثاق شرف ام عقد اجتماعي

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
 Konu Linki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 Konu HTML Kodu HTML code
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ في رحيل كاريزما كاسترو : د. سيّار الجميل ] مخالف ,,من فضلك راسل الإدارة من هنا
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الشاعر لطفي الياسيني :: المنتديات الإخبارية :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: