سلسلة تفجيرات في العراق… و«الدولة» يهاجم مركزي شرطة في سامراء
تزامنت مع زيارة الرئيس الفرنسي وأسفرت عن مقتل العشرات
Jan 03, 2017
بغداد ـ «القدس العربي» وكالات: قالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن العشرات على الأقل قتلوا في موجة تفجيرات عنيفة ضربت العاصمة العراقية بغداد، أمس الاثنين، تزامنت مع زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، فيما هاجم تنظيم «الدولة الإسلامية» مركزي شرطة في سامراء.
الهجوم الأعنف استهدف ساحة مكتظة بالعمال خلال وقت الذروة في مدينة الصدر، شرقي بغداد؛ حيث أوهم انتحاري يقود سيارة مفخخة العمال برغبته في اصطحابهم للعمل، قبل أن يقوم بتفجير السيارة فور تجمع العمال حولها.
وقال أحمد خلف، الضابط في شرطة بغداد، إن التفجير أسفر عن مقتل 31 شخصاً وإصابة نحو 42 آخرين، جراح بعضهم خطرة.
ولفت إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفيات القريبة.
وأعلن تنظيم «الدولة» مسؤوليته عن هذا الهجوم.
وذكرت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم، في بيان تداوله مؤيدون له على الإنترنت، أن «الهجوم كان عبر سيارة مفخخة يقودها انتحاري، استهدف تجمعا للشيعة”.
وبعد وقت قصير، تم تفجير سيارة مفخخة ثانية، خلف مستشفى الكندي قرب شارع فلسطين، شرقي بغداد، وسيارة مفخخة ثالثة خلف مستشفى الجوادر في مدينة الصدر شرقي العاصمة أيضا. وجرى تفجير السيارتين عن بعد.
وقال مصدر أمني إن «التفجيرين استهدفا تجمعين للمدنيين».
بينما قال مصدر طبي إن «12 شخصاً قتلوا جراء هذين التفجيرين، فيما أُصيب 26 آخرون بجروح (لم يذكر مدى خطورتها)».
أيضا، تم تفجير 3 عبوات ناسفة، مستهدفة سوقا شعبية، وعيادة طبية، في منطقة الشعب، شمالي بغداد؛ ما تسبب في مقتل مدني وإصابة 13 آخرين بجروح (لم يتم تحديد مدى خطورتها)، حسب مصادر أمنية.
ونجا مفتي أهل السنة والجماعة في العراق، مهدي الصميدعي، مساء أمس الاثنين، من انفجار سيارة مفخخة استهدف موكبه غربي العاصمة بغداد، وأسفر عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين.
وقال الضابط في الشرطة العراقية، حاتم الجابري، إن «سيارة مفخخة، ركنها مجهولون إلى جانب الطريق، انفجرت على مقربة من جامع (أم الطبول) في حي اليرموك، غربي بغداد».
كذلك، أعلنت وكالة «أعماق» الناطقة باسم تنظيم «الدولة» سيطرة الأخير على مقر للشرطة العراقية وميليشيا سرايا السلام في سامراء العراقية.
وبيّن مصدر أن «انتحاريا فجر نفسه في حي المعتصم حيث يوجد مرقدا الإمامين العسكريين وسط سامراء أعقبه إطلاق نار كثيف وأنباء عن وقوع إصابات».
وأضاف أن «مسلحين احتجزوا رهائن في مركزي الأمام والمتوكل وسط المدينة فيما طوقت الشرطة المكان وسط إطلاق نار كثيف جدا … والسلطات فرضت حظر التجوال في المدينة».
وبيّنت مصادر أمنية أن «مسلحين يرتدون سترات ناسفة هاجموا مركزين للشرطة في مدينة سامراء حيث قتل 7 أشخاص».
وجاءت موجة التفجيرات العنيفة تزامنا مع زيارة أولاند إلى بغداد ولقائه بكل من رئيس البلاد فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ورئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأكد أولاند، خلال لقائه بالمسؤولين العراقيين، التزام باريس بدعم العراق في الحرب ضد تنظيم «داعش» لحين هزيمة المتشددين نهائيا.
كما تزامنت زيارة أولاند مع إعلان مصدر أمني عراقي في محافظة صلاح الدين أن عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» شنوا هجوما جديدا من محور الفتحة والسكريات شمال شرقي مدينة بيجي (220 كم شمال بغداد).
وقال المصدر إن « عناصر داعش أحرزوا تقدما من جهة جبل مكحول والقوات تنسحب من مواقعها والقصف بدأ يطال مصفى بيجي، وإن القوات العراقية شرعت بإرسال تعزيزات إلى محاور الهجوم ، وأغلقت طريق بيجي- موصل بوجه حركة العجلات».
وأضاف أن « تنظيم داعش بدأ بإرسال تعزيزات من الحويحة جنوب غرب كركوك، إلى محاور القتال شمالي بيجي تضم مقاتلين وأسلحة وأعتدة».
وفي وقت لاحق أمس أعلن مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من استعادة معظم الأراضي التي خسرتها لمصلحة تنظيم «الدولة الاسلامية» صباح الاثنين.
وفي بغداد، توقع أولاند أمام الجنود الفرنسيين الذين يقومون بتدريب قوات النخبة لمكافحة الإرهاب أن يكون 2017 «عام الانتصار على الإرهاب”.
وأضاف أن «التحرك ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق يساهم في حماية فرنسا من الإرهاب». إلا أنه تدارك أن «النصر» لا معنى له إذا لم ترافقه «إعادة إعمار» في العراق حيث تواصل القوات العسكرية عمليتها لاستعادة السيطرة على الأراضي التي استولى عليها الجهاديون في 2014، وأبرزها مدينة الموصل التي تستمر المواجهات فيها بين القوات العراقية والجهاديين منذ تشرين الاول/اكتوبر الفائت.
وتابع أولاند أن «أي مشاركة في إعادة الإعمار في العراق تؤمن شروطا إضافية لتفادي أن يشن داعش أعمالا على أرضنا».
وفرنسا هي الدولة الثانية من حيث حجم المساهمة في التحالف الدولي. ومنذ بدء مشاركتها في ايلول/سبتمبر 2014، قامت بأكثر من 5700 طلعة جوية وألف ضربة ودمرت أكثر من 1700 هدف في العراق وسوريا.
ويشارك الجيش الفرنسي أيضا بنحو 500 جندي في العراق يدعمون القوات العراقية بواسطة أربعة مدافع من نوع كايزار جنوب الموصل، كما يقدمون التدريب والمشورة إلى الجنود العراقيين وقوات البيشمركة الكردية من دون المشاركة مباشرة في المعارك.
والتقى أولاند نظيره العراقي فؤاد معصوم ثم رئيس الوزراء حيدر العبادي، معتبرا أن استعادة الموصل باتت مسألة «أسابيع» ومؤكدا أن الرقة، «عاصمة» الجهاديين في سوريا ستكون «الهدف المقبل”.
وتوجه أولاند بعد الظهر إلى اربيل في كردستان حيث سيلتقي رئيس الإقليم مسعود البارزاني.
من جهة أخرى يعتزم رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، القيام زيارة رسمية إلى العاصمة العراقية بغداد يومي 5و6 من الشهر الجاري .
وبحسب مصادر في رئاسة الوزراء التركية، فإنّ يلدريم سيزور محافظة أربيل شمال العراق إلى جانب العاصمة بغداد،حسبما ذكرت امس.