مصر وحماس والرش بالدم

مصر وتهديد 'حماس' بالرش بالدم
رأي القدس


8/6/2010














تتصاعد حدة التأزم في العلاقات بين السلطات المصرية وحركة المقاومة الاسلامية 'حماس' على ارضية اتهام الاخيرة بالمسؤولية عن اطلاق صواريخ وقذائف مدفعية باتجاه ميناءي ايلات الاسرائيلي والعقبة الاردني.
السلطات المصرية نفت في بداية الامر، وعلى لسان مصدر امني رفيع المستوى، ان تكون هذه الصواريخ انطلقت من سيناء، واورد المسؤول المذكور الذي نقلت نفيه وكالة 'انباء الشرق الاوسط' المصرية، اثباتات تؤكد كلامه هذا، أبرزها الطبيعة الجبلية الموجودة في سيناء التي تحول دون اطلاق اي صواريخ او قذائف مدفعية منها، ولكن هذا النفي المصري لم يصمد اكثر من يومين، حيث عاد المتحدث الامني الرفيع نفسه ليعترف ان الصواريخ اطلقت من سيناء، وان فصائل فلسطينية متواجدة في قطاع غزة هي التي اقدمت على اطلاقها.
الصحافة الرسمية او القومية مثلما جرى العرب على تسميتها، بدأت حملة مسعورة ضد حركة 'حماس' والفصائل الفلسطينية الاخرى، وصلت الى درجة التهديد والوعيد باتخاذ اجراءات انتقامية رادعة ضد الحركة.
احدى الصحف المصرية الرسمية كانت بمثابة رأس الحربة في هذا الهجوم على حركة 'حماس' وهو هجوم تزامن مع آخر شنه على الحركة يوم امس الاول بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها هذه 'اننا كمصريين لن نقبل ابدا ان يتعدى الحمساوية على اراضينا لاطلاق صواريخ على اسرئيل تنفيذا لتعليمات اسيادهم في ايران.. نحن فراعنة مصريون من يرشنا بالماء نرشه بالدم'.
الافتتاحية تضمنت استخدام عبارات مثل 'الدناءة، والخسة، عصابة، جزارين' في التطاول على الحركة التي لم تعلن مسؤوليتها مطلقا عن اطلاق هذه الصواريخ، بل الاكثر من ذلك التزامها المطلق ولاكثر من عامين تقريبا بعدم السماح لاي من المنظمات الفلسطينية الاخرى في القطاع بالاقدام على هذه الخطوة، وتعرضها بسبب ذلك للكثير من الانتقادات، وصلت في بعض الاحيان الى حد التخوين، مثلما جاء في بيانات لتنظيم 'القاعدة' الاصولي المتشدد.
حركة 'حماس' لم ترش مصر بالماء حتى يرشها 'الفراعنة' بالدم، ثم اين حركة 'حماس' الصغيرة، المحاصرة، المجوعة، من مصر العظيمة ذات الثمانين مليون نسمة، والتي تملك اكبر الجيوش في المنطقة، وتتلقى مساعدات عسكرية امريكية سنوية تصل الى ملياري دولار؟
فاذا كانت الحكومة المصرية تعرضت للاحراج امام حلفائها الاسرائيليين بسبب فشلها في السيطرة على سيناء، وحدوث اختراق كبير في اجراءاتها الامنية من قبل من اطلقوا هذه الصواريخ، فان عليها ان تلوم نفسها واجهزتها اولا، لا ان تبحث عن 'كبش فداء' مثل حركة 'حماس' او غيرها لاخفاء عجزها وفشلها الامني هذا.
صواريخ حماس تأتي الى القطاع عبر الانفاق ومن سيناء، واي اقوال عن تهريبها من القطاع مرة اخرى الى سيناء تنطوي على الكثير من السذاجة، فقد شاهدنا، وللتذكير فقط، المنتجعات المصرية في شرم الشيخ وطابا وغيرهما تتعرض لهجمات متواصلة طوال السنوات الماضية من قبل منظمات اعترفت مصر نفسها بانها تتبع 'القاعدة' او جماعات جهادية مصرية، ولم نقرأ في الصحف المصرية القومية ان الفراعنة سيرشون هذه الفصائل او الجماعات بالدم.
صواريخ سيناء هذه لم تستهدف اهدافا مصرية، ولم تسفك نقطة دم مصرية واحدة، ولو كانت مصر مستهدفة فعلا لتوجهت هذه الصواريخ والقذائف الى منتجعات طابا وشرم الشيخ التي تزدحم بالسياح الاجانب والاسرائيليين.
نفهم ان يرش 'الفراعنة' حماس بالدم لو ان المصريين هم المستهدفون، ولكن ان ترش بالدم دفاعا عن الاسرائيليين فهذا ما لم نتوقعه او نحلم به مطلقا، ولا نعتقد ان الشعب المصري الاصيل يتوقعه ايضا.
نحن على ثقة بان ابناء مصر الاصلاء اصحاب التاريخ المشرف بالعراقة والكرامة ونصرة القضايا العادلة، والايمان المطلق العميق بديانتهم وعقيدتهم لن يقبلوا بهذا التطاول على اشقائهم، ولن يقبلوا باطلاق مثل هذه التهديدات او النعوت على حركة اسلامية تقاتل من اجل تحرير ارضها ومقدساتها باسم الامتين العربية والاسلامية.



نقلا عن صحيفة القدس العربي

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك

شكرا جزيلا لك على الموضوع الرائع
تقبل مروري المتواضع في صفحتك
تحياتي لشخصك الكريم