طارق عزيز : صدام بنى العراق طيلة 30 عاما وهو مدمر الآن ، نحن جميعا ضحايا أمريكا وبرطياني

طارق عزيز: صدام بنى العراق طيلة 30 عاما والآن هو مدمر ... نحن جميعا ضحايا أميركا وبريطانيا - لقد قتلوا بلادنا
قال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي السابق طارق عزيز في مقابلة اجريت معه في سجنه شمالي بغداد ان الولايات المتحدة وبريطانيا دمرتا العراق الذي بناه صدام حسن على مدى ثلاثين عاماً وان الرئيس الاميركي باراك اوباما "يترك العراق للذئاب" بسحبه القوات الاميركية المقاتلة من البلاد بينما يستمر العنف هناك.
وقال عزيز في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة "ذي غارديان" البريطانية ونشرتها اليوم الجمعة انه لن يتحدث ضد صدام الى ان يطلق سراحه و"حين اكون حرا ويمكنني كتابة الحقيقة يمكنني حتى أن أتحدث ضد أعز أصدقائي:
وكتب مارتن تشولوف الذي اجرى المقابلة: "طارق عزيز يرقد على أريكة بنية بالية يحتضن عكازه وسجائره، وجهه النحيل تعلوه بما لا يتفق مع مسيحي ملتزم طاقية صلاة إسلامية. وربما فقط نظاراته ذات الإطار الاسود هي التي تشير للزائر الى أن هذا هو وجه العراق السابق للعالم- الذراع اليمنى لصدام حسين، وأكثر نوابه قوة.
وعدا عن سجانيه ومحاميه لم يتحدث عزيز كما يقول مع أي أجنبي منذ سقوط بغداد. ولكن بعد سنوات من النقل بين الاحتجاز الانفرادي ومنصة الشهود في المحكمة، فهو الآن أكثر من مستعد للكلام.
قال لـ"غارديان": "مضى على جودي في السجن سبعة أعوام وأربعة اشهر. لكن هل ارتكبت أي جريمة ضد أي مدني أو عسكري أو رجل دين؟ الجواب هو لا".
العراق دخل في حالة جهنمية منذ آخر مرة شوهد فيها عزيز علنا، قبل ايام من سقوط بغداد في نيسان 2003، والإطاحة بصدام حسين والنظام الشمولي العراقي الذي ساعد عزيز في إدارته طيلة 30 عاما.
وفي أول مقابلة وجها لوجه منذ ذلك الحين، أظهر عزيز كما يبدو حنينا لتلك الأيام الخوالي، بينما كان في الوقت نفسه يناشد الرئيس الأميركي بارك اوباما "أن لا يترك العراق للذئاب".
وقال من داخل السجن العراقي الذي يصفه الآن بأنه بيته: "بالطبع كنت عضوا في مجلس قيادة الثورة، وقائدا في حزب البعث، ونائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للخارجية- كل تلك المناصب كانت لي". وكان عزيز قد عاد من جلسة استماع في محكمة واقعة بالمنطقة الخضراء، حيث اشباح العراق تحت حكم صام حسين تتم مطاردتهم عبر سلسلة من المحاكمات المرهقة.
وعلى أي حال فهو يدعي أنه كان بلا حول ولا قوة للوقوف ضد القائد الذي عمل في خدمته، وأن أيا من الدماء التي يقال إنها على يدي النظام السابق ليست على يديه.
ويضيف :"كل القرارات كان يتخذها الرئيس صدام حسين. انا شغلت منصبا سياسيا، ولم أشارك في أي من الجرائم التي أثيرت ضدي شخصيا. ومن مئات الشكاوى، لم يذكر أحد اسمي شخصيا فيها".
عزيز يقضي حكماً بالسجن لمدة 15 عاما بعد إدانته بجرائم ضد الإنسانية، لكنه يواجه اتهامات كثيرة أخرى. وهو يقول إنه دين بجرم الاشتراك، وأنه ليس أكثر من عربي قومي مخلص.
وقال : "لكوني عضوا في الحكومة، كان علي التزام اخلاقي بالدفاع عن الحكومة. وإذا عدتم للتاريخ، فقد طلبت من صدام حسين أن لا يغزو الكويت، لكن كان علي أن أساند قرار الغالبية. وعندما اتخذ القرار، قلت له ان هذا سيؤدي الى حرب مع الولايات المتحدة وليس من مصلحتنا أن نخوض حرباً ضد الولايات المتحدة. لكن القرار تم اتخاذه. كنت وزير خارجية البلاد، وكان علي أن أدافع عن البلاد وأفعل كل ما باستطاعتي لتوضيح موقفنا، كنت في جانب الحق".
نفوذ عزيز بعد حرب الخليج عام 1991 ارتفع بشكل ملحوظ، ويعود السبب بشكل رئيسي إلى الولاء الذي أظهره. وخلال 12 عاما من العقوبات الدولية وصولا إلى غزو العراق عام 2003 كان يعرف كما قال كل اسرار بلده- بما في ذلك أنه لم يكن هناك برنامج سري للأسلحة، ولا توجه لتجديد أي من مفاعلات العراق النوية الثلاثة المدمرة ومختبرات الابحاث الملحقة بها.
واستطرد قائلا إنه هو وصدام حسين كانا مقتنعين بأن الولايات المتحدة ستنفذ الغزو خلال العام 2002، وكانت مهمته في مرافقة جولات مفتشي الأسلحة المتشككين عبثية إلى حد كبير "اذ كنت أحاول إثبات أمر سلبي".
وقال عزيز إن هجمات 11 أيلول (سبتمبر) كانت صدمة له ولصدام حسين.
وأضاف: "كنا ضد تلك الهجمات في ذلك الحين، لكننا لم نكن نتحدث مع الحكومة الأميركية. صدام حسين اتصل بي وقال إنه يريد كتابة رسالة إلى رمزي كلارك وهو مدع عام أميركي سابق ليقول إننا ندين الهجمات".
لكنه (عزيز) لم يتوقع أن يؤدي ذلك اليوم إلى سقوط بغداد بعد 18 شهرا. وأضاف: "بعض الأمور أصبحت واضحة بالنسبة إلي وإلى الرئيس عندما كثف قادة العالم دعاياتهم ضدنا. كانوا يريدون تنفيذ الغزو على أي حال. بوش وبلير كذبا عن عمد. كانا كلاهما مواليين للصهيونية. أرادا تدمير العراق من أجل اسرائيل، وليس من اجل الولايات المتحدة أو بريطانيا".
يتابع عزيز عبر جهاز تلفزيون تطورات الأحداث في العراق، ويقول إن بلاده يمكن ان تتحسن احوالها لو عادت إلى حكم رجل عربي قوي. وأوضح قائلا: "لا يوجد هنا أي شيء مطلقا. صدام بنى العراق طيلة 30 عاما، والآن هو مدمر. العراقيون أكثر مرضا وجوعا من ذي قبل. الناس بدون خدمات. الناس يُقتلون كل يوم بالعشرات إن لم يكن بالمئات. نحن جميعا ضحايا أميركا وبريطانيا. لقد قتلوا بلادنا".
وعندما سئل عن السبب في ان صدام ابقى الولايات المتحدة تخمّن بالنسبة الى برنامج أسلحته أكد رواية الدكتور لآسريه بأنه كان يلعب على ايران، وليس على الغرب. وقال عزيز: "جزئيا كان الأمر يتعلق بايران (عامل الردع). شنوا الحرب علينا لمدة ثماني سنوات ولذلك كان لنا نحن العراقيين الحق في ردعهم. صدام كان رجلا معتدا بكرامته. وكان عليه أن يدافع عن كرامة العراق. وعليه أن يظهر أنه ليس مخطئا أو ضعيفا. ايران كانت عدونا. وكان علينا ان نتحداهم مهما كان الثمن. الآن ايران تبني برنامجا للأسلحة. والجميع يعلم عن ذلك ولا أحد يفعل شيئا. فما السبب؟"
وحين سئل عما إذا كان من العوامل الأساسية في تدمير بلاده هو تغلب الكبرياء على الحكمة، أجاب عزيز: "نحن عرب، ونحمل القومية العربية. يجب أن نكون فخورين".
وفي هذه المرحلة، لن يقوم بالإفصاح عن أمور ندم عليها، مع أن من الواضح أنه يحمل البعض منها. لن ياتي الوقت للحديث عن الأخطاء إلا إذا تم إطلاق سراح عزيز، وهي إمكانية تعتمد إلى حد بعيد على تغيير الحكومة.
وحين تم ابلاغ إياد علاوي، المرشح الاساسي لخلافة نوري المالكي في رئاسة الحكومة العراقية، أن "ذي غارديان" ستتحدث إلى عزيز في وقت قريب، قال: "أخبروا طارق عزيز أنه صديقي وأنني أفكر فيه كثيرا. إنه رجل جيد وأنا أعرف عائلته جيدا. أتمنى له كل الخير، ومن الخطأ سجنه بهذا الشكل ولهذه المدة الطويلة. إنه رجل كبير في السن".
يقول عزيز إنه لن يصدر حكمه الخاص على رئيسه السابق صدام، حتى يأتي اليوم الذي تأتي فيه حريته.
وأضاف: "إذا تحدثت الآن عما يسبب الندم، سيظن الناس أنني انتهازي. لن أتحدث ضد صدام حتى أكون رجلا حرا. الحكمة جزء من الحرية. حين أكون حرا ويمكنني كتابة الحقيقة يمكنني حتى أن أتحدث ضد أعز أصدقائي".
وقال: "لا أقول إنني رجل عظيم وانني كنت مصيباً في كل ما فعلته. لكنني فخور بحياتي لأنني كنت أنوي خدمة العراق. ورغم ذلك كانت هناك أخطاء، وثمة أمور لم تكن صحيحة بالكامل".
الندم الوحيد الذي سيتحدث عنه هو قراره الاستسلام للولايات المتحدة في الرابع والعشرين من نيسان (أبريل) 2003. وكان قد ودع صدام قبل أيام في بيتٍ بحي المنصور في بغداد، "قلت له إنني أدعم ما فعله وأدعمه كرئيس. ثم قلت وداعا".
وأضاف: "عندما كنت وسيطا، اتصلت مع الأميركيين. ولو أمكنني العودة إلى ذلك الوقت، اتمنى لو أصبحت شهيدا. لكن الحرب كانت هنا وقد احتلت بغداد. أنا مخلص لعائلتي وقد اتخذت قرارا كبيرا. قلت للأميركيين إنهم إذا أخذوا عائلتي إلى عمَان فيمكنهم أخذي إلى السجن. وغادرت عائلتي على متن طائرة أميركية. وأخذت إلى السجن يوم الخميس".
عزيز كثير الثناء على سجانيه، وخاصوصاً على حارس شاب يشعل له سجائره، ويضع دواءه على الطاولة، ويسمح له بالاتصال بعائلته مرة في الأسبوع.
يقول أثناء جلوسه في مكتب ذي هواء مكيف بجوار زنزانته في أحد أحياء بغداد الجنوبية: "الأوضاع هنا ممتازة. معاملة هؤلاء الشبان جيدة وانا لا أقول هذا فقط. انه (السجن) نظيف، الطعام جيد وتوجد حديقة قريبة يمكننا أن نمارس فيها التمارين الرياضية".
حين سأله أحد سجانيه عن ظروفه الحالية مقارنة بظروف المعتقلين في ظل نظام صدام، اكتفى عزيز بالقول: "نعم، لقد كانت هناك بعض الأخطاء".
ووجه عزيز طلبا قد يكون مفاجئا للرئيس الأميركي الحالي، الذي رحب به باعتباره تغير جيد مقارنةً بجورج بوش. عزيز الآن يريد للاحتلال أن يستمر.
وقال: "لا يمكنه أن يتركنا هكذا. إنه يترك العراق للذئاب. عندما تقترف خطأ يجب أن تصلحه، لا أن تترك العراق ليواجه الموت"

تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
أزكى التحيات وأجملها..وأنداها
وأطيبها..أرسلهااليك
بكل ود وحب وإخلاص..
تعجز الحروف أن تكتب ما يحمل قلبي
من تقدير واحترام..
وأن تصف ما اختلج بملء فؤادي
من ثناء واعجاب..فما أجمل
أن يكون الإنسان شمعة
تُنير دروب الحائرين..
دمت بخير
رحم الله والدي ووالديك

» ٢٠ عاما بعد صدام حسين.. رئيس العراق يتحدث عن حال البلد "الآن"
» عزيز العراق ، عزيز الأمة - طارق عزيز ، نموذجاً .. بالزغاريد والهتا
» جيمس بيكر يستذكر اجتماع الفرصة الأخيرة مع طارق عزيز يروي جيمس بيكر تفاصيل اللقاء الأخير بينه وبين طارق عزيز، قبل ساعات من الحرب على العراق، وكيف رفض استلام رسالة جورج بوش التي وجهها لصدام حسين.
» طارق عزيز : أوباما يترك العراق للذئاب
» فيديو / - هكذا استقبل جثمان الشهيد عزيز العراق طارق عزيز من الجاليات العربيه والشعب الارد

صفحة 1 من اصل 1