مجزرة دير ياسين
حاول بعض المؤرخين الصهاينة التقليل من أهمية وحجم المجازر الصهيونية التي ارتكبت؛ فاعترفوا بمجزرة دير ياسين وبعض المجازر الصغيرة، ليحصروا جرائمهم فقط بدير ياسين ويغطوا على عشرات الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. فدير ياسين قرية عربية فلسطينية تبعد حوالي 6 كم للغرب عن مدينة القدس، وعدد سكانها عام 1948 كان 750 نسمة، وعدد منازلها 144 منزلا. في عام 1943 كان فيها مدرسة للبنات وأخرى للذكور.
في عملية مفاجئة بدأت قوات العصابات الصهيونية "اتسل والأرغون والهاجاناه" ليلة 9 نيسان 1948 مزودة بالاستراتيجية الإرهابية الصهيونية القائمة على قتل المدنيين لتحقيق أمانيهم، بالتسلل إلى القرية بهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وذلك بذبح سكان القرية وتدمير منازلها وحرقها على سكانها وهم في غفلة من ذلك، ولم ينج من تلك المذبحة الإرهابية البشعة إلا القليل من السكان ليصفوا للعالم بأسره مدى الهمجية التي وصلت لها الصهيونية، فقد بدأ الهجوم والأطفال نيام في أحضان أمهاتهم وآبائهم، وقاتل العرب كما يقول مناحيم بيغن في حديثه عن المذبحة، دفاعاً عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة، فكان القتال يدور من بيت إلى بيت، وكان اليهود كلما احتلوا بيتاً فجروه، ثم وجهوا نداء للسكان بوجوب الهروب أو ملاقاة الموت، وصدق الناس النداء فخرجوا مذعورين يطلبون النجاة لأطفالهم ونسائهم، فما كان من عصابات شتيرن والأرغون إلا أن سارعت، بحصد من وقع في مرمى أسلحتهم، وبعد ذلك أخذ الإرهابيون يلقون القنابل داخل البيوت ليدمروها على من فيها، في صورة همجية قل ما شهدت مثلها البشرية إلا من حثالات البشر، وكانت الأوامر تقضي بتدمير كل بيت، وسار خلف المتفجرات إرهابيو الأرغون وشتيرن فقتلوا كل من وجدوه حياً، واستمر التفجير بهذه الهمجية حتى ساعات الظهر من يوم 10 نيسان 1948، ثم جمعوا من بقي على قيد الحياة من المدنيين وأوقفوهم بجانب الجدران والزوايا وأطلقوا النار عليهم، وأخرجوا من داخل المنازل نحو 25 رجلاً، نقلوهم في سيارة شحن، واقتادوهم في جولة انتصار، في حي محانيه يهودا وزخرون يوسف، وفي نهاية الجولة، أحضروهم إلى مقلع للحجارة يقع بين تحوعات شاؤول ودير ياسين، وأطلقوا الرصاص عليهم بدم بارد، ثم أصعد "محاربو" اتسل وليحي النساء والأطفال، الذين قدر لهم أن يبقوا على قيد الحياة إلى سيارة شحن ونقلوهم إلى بوابة مندلباوم، ثم جاءت وحدة من الهاجاناه، فحفرت قبراً جماعياً دفنت فيه 250 جثة أكثرهم من النساء والأطفال والشيوخ .
ووصفت إحدى الناجيات من تلك المجزرة، واسمها حليمة عيد، ما حدث لأختها فقالت إنها "شاهدت جندياً يمسك بشقيقتها صالحة الحامل في شهرها التاسع وهو يصوب رشاشه إلى عنقها ثم يفرغ رصاصة في جسدها، ثم يتحول إلى جزار فيمسك سكيناً ويشق بطنها ليخرج الطفل مذبوحاً. وفي موقع آخر من القرية شاهدت الفتاة حنة خليل رجلاً يستل سكيناً كبيرة ويشق بها جسم جارتها جميلة حبش من الرأس إلى القدم، ثم يقتل بالطريقة ذاتها على عتبة المنزل جارها فتحي. كما وصفت صفية، وهي امرأة في الأربعين، كيف فوجئت برجل يفتح سرواله وينقض عليها فقالت: "رحت أصرخ وأولول، وحولي النساء يُكرهن على مصيري ذاته، وبعد ذلك، انتزعوا ثيابنا وجردونا منها ليلامسوا نهودنا وأجسامنا بحركات لا توصف وقد عمد بعض الجنود إلى قطع آذان النساء للاستيلاء على بعض الحلي الصغيرة".
وبعد تسرب أخبار المجزرة حاولت بعثة من الصليب الأحمر زيارة القرية، فلم يسمح لها بزيارة الموقع إلا بعد يوم من طلبها، وحاول الصهاينة أن يخفوا آثار جريمتهم، فجمعوا ما استطاعوا جمعه من أشلاء الضحايا وألقوها في بئر القرية وأقفلوا باب البئر، وحاولوا تغيير معالم المكان، حتى لا يعثر عليه مندوب الصليب الأحمر، لكنه استطاع معرفة مكان البشر ووجد فيه 150 جثة مشوهة، لنساء وأطفال وشيوخ، وفضلاً عن الجثث التي وجدت في البئر دفنت عشرات الجثث في قبور جماعية في حين بقيت عشرات أخرى مبعثرة في زوايا الطرقات وخرائب البيوت.
ـ ذكر رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق الإرهابي مناحم بيجين في كتابه "الثورة" أن الاستيلاء على دير ياسين "كان جزءاً من خطة أكبر، وأن العملية تمت بكامل علم الهاجاناه وبموافقة قائدها، وأن الاستيلاء على دير ياسين والتمسك بها يُعَد إحدى مراحل المخطط العام رغم الغضب العلني الذي عبَّر عنه المسؤولون في الوكالة اليهودية والمتحدثون الصهاينة".
ـ ذكرت "موسوعة الصهيونية وإسرائيل" التي حررها العالم الصهيوني روفائيل باتاي أن لجنة العمل الصهيونية "اللجنة التنفيذية الصهيونية" وافقت في آذار من عام 1948 على "ترتيبات مؤقتة، يتأكد بمقتضاها الوجود المستقل للإرجون، ولكنها جعلت كل خطط الإرجون خاضعة للموافقة المسبقة من جانب قيادة الهاجاناه".
ـ كانت الهاجاناه وقائدها في القدس ديفيد شالتيل يعمل على فرض سيطرته على كل من الإرجون وشتيرن، فلما أدركتا خطة شالتيل قررتا التعاون معاً في الهجوم على دير ياسين. فأرسل شالتيل رسالة إليهما تؤكد لهما الدعم السياسي والمعنوي في 7 نيسان، أي قبل وقوع المذبحة بيومين، جاء فيها: "بلغني أنكم تخططون لهجوم على دير ياسين. أود أن ألفت انتباهكم إلى أن دير ياسين ليست إلا خطوة في خططنا الشاملة. ليس لدي أي اعتراض على قيامكم بهذه المهمة، بشرط أن تجهِّزوا قوة كافية للبقاء في القرية بعد احتلالها، لئلا تحتلها قوى معادية وتهدِّد خططنا".
ـ جاء في إحدى النشرات الإعلامية التي أصدرتها وزارة الخارجية الصهيونية أن ما وصف بأنه "المعركة من أجل دير ياسين" كان جزءاً لا يتجزأ من "المعركة من أجل القدس"!!
مجزرة قرية قالونيا
كانت قرية قالونيا تقع على الطريق العام للقدس – يافا وتبعد عن الأولى 7 كلم. في عام 1931 بلغ عدد سكانها 632 نسمة، وكان عدد منازلها 156منزلاً، وكان فيها مسجد ومدرسة ابتدائية. في عام 1945 كانت أراضيها مقسمة كالتالي، 846 دونمًا مخصصة للحبوب و1022 دونمًا من البساتين والأراضي المروية و200 دونم مزروعة بأشجار الزيتون.
في 12 نيسان 1948هاجمت قوة من "البالماخ" الإرهابية قرية قالونيا، وقضت يومين في نسف بيوتها الحجرية. قال اليهودي الانجليزي هاري ليفين الذي رافق قوة البلماح أثناء مهاجمة القرية أنها "كانت تبدو كبركان ثائر، قصف مدفعي وإطلاق نار عشوائي كان يأتي من كل حدب وصوب"، وأنه أحصى 14 جثة، إلا أن "عدد القتلى كان أكبر من ذلك بكثير".
مذبحة ناصر الدين
في عام 1931 كان عدد منازل قرية ناصر الدين 35 منزلًا، وفي عام 1945 بلغ عدد سكانها 90 مواطنا فقط. تقع القرية على تلة تشرف على بحيرة طبريا، واشتهر سكانها بتربية الماشية وزراعة الحبوب على مساحة وصلت 4172 دونمًا. قصد الصهاينة من وراء تدميرها إشاعة الرعب لدى سكان مدينة صفد والقرى المجاورة، فكانت اول قرى قضاء صفد تتعرض للتدمير.
في 14 نيسان 1948 اشتدت حدة القتال في مدينة طبربة بين العرب والصهاينة، وكان التفوق في الرجال والمعدات في جانب الصهاينة منذ البداية. وجرت محاولات لنجدة مجاهدي طبرية من مدينة الناصرة وما جاورها. وجاءت أنباء إلى أبناء البلدة عن هذه النجدة وطُلب منهم التنبه وعدم فتح النيران عليها. ولكن هذه الأنباء تسربت إلى العدو الصهيوني الذي سيطر على مداخل مدينة طبرية فأرسلت منظمتا "ليحي والإرجون" في الليلة المذكورة قوة إلى قرية ناصر الدين تنكر أفرادها بالملابس العربية، فاعتقد الأهالي أنهم أفراد النجدة القادمة إلى طبرية فاستقبلوهم بالترحاب، وعندما دخل الصهاينة القرية فتحوا نيران أسلحتهم على مستقبليهم، ولم ينج من المذبحة سوى أربعين من سكان القرية ال 90 استطاعوا الفرار إلى قرية مجاورة. وقد دمر الصهاينة بعد هذه المذبحة جميع منازل ناصر الدين.
مذبحة تل لتفنسكي
تل لتفنسكي كان معسكراً سابقاً للجيش البريطاني، وبعد اخلائه سكنته بعض العائلات الفلسطينية التي هربت من قراها إلى يافا، بحكم وجود المعسكر في قضاء المدينة ووقوعه بين قريتي العباسية وسلمة. في 16 نيسان 1948 قامت عصابات صهيونية مسلحة بمهاجمة المعسكر، وأطلق أفرادها النيران على ساكنيه، فقتلوا نحو 90 منهم معظمهم من النساء والأطفال.
مجزرة طبريا
بتاريخ 19 نيسان 1948 نسفت العصابات الإرهابية الصهيونية أحد منازل مدينة طبريا، فقتلت 14 شخصاً من سكانها كانوا يختبئون في ذلك المنزل.
مجزرة مدينة حيفا
بتاريخ 22 نيسان 1948هاجم الغزاة الصهاينة، بعد منتصف الليل، مدينة حيفا، قادمين من هادار الكرمل "الحي اليهودي في أعالي جبل الكرمل"، فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني العامة، وقتلوا 50 فلسطينياً وجرحوا 200 آخرين. وقد فوجئ سكان المدينة فاخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى منطقة الميناء لنقلهم إلى مدينة عكا، وأثناء هربهم هاجمتهم المواقع الصهيونية الأمامية فاستشهد 100 شخص من المدنيين، وجرح 200 آخرون.
مجزرة القدس
ارتكبها الصهاينة في 22 نيسان 1953 واشتشهد فيها 10 مدنيين فلسطينيين.
مذبحة غزة الثانية
للتذكير، حصلت مذبحة غزة الأولى مساء 28 شباط 1955.