تنظيم «الدولة» فخخ جامع النوري ومنارة الحدباء قبل شهور وسط خلافات بين قادته
دمّرهما لحرمان القوات العراقية من نصر رمزي... والعملية أقرّت بعد حصار الجانب الأيمن للموصل
Jun 23, 2017
الموصل ـ «القدس العربي»: كشفت مصادر لـ«القدس العربي» أن عملية تفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التاريخية في الجانب الغربي من مدينة الموصل، التي أقدم عليها التنظيم أول أمس الأربعاء، كانت مقررة منذ وقت، حيث تم تفخيخ الجامع والمنارة، وسط خلافات بين قادة «الدولة الإسلامية» حيال الخطوة.
وكانت خلية الإعلام الحربي أعلنت، مساء أول أمس الأربعاء، أنه «مع تقدم قوات جهاز مكافحة الاٍرهاب واقترابها من جامع النوري بمسافة 50 مترا أقدم مسلحو التنظيم على تفجير الجامع ومنارة الحدباء التاريخية».
وحسب المصادر «المنارة والجامع تم تفخيخهما منذ شهور. وكانت مسألة تفجيره شبه محسومة بل وواجبة، وقد كلف مختصون بهذا الأمر لضمان نجاح العملية، رغم اعتراض بعض قادة التنظيم».
وأشارت المصادر إلى «خلافات كانت قد نشبت بين عدد من قيادات التنظيم داخل الموصل منذ شهور، عندما أقرت العملية وبوشر بالتفخيخ مع حصار الجانب الأيمن للموصل».
ويروي أحد شهود العيان والذي كان يسكن قرب الجامع عند بدء معارك الجانب الأيمن قبل شهور، أن «عناصر التنظيم أوقفوا الصـــــلاة فيه مع بداية المعارك».
وتابع: «قاموا بشكل يومي بنقل مواد التفجير إلى الجامع بنية تفجيره عند اقتراب المعارك منه».
ويبدو أن تنظيم «الدولة» كان يدرك معنى وصول القوات العراقية للجامع واعتلائها المنبر الذي ألقى منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خطابه الأول، فعمد إلى تفجيره لما له من مكانة ورمزية عند أنصاره، فمظهر الجنود العراقيين وهم يعتلون الجامع ومشهد العلم الذي سيرفع فوق المنارة، هو إعلان عن انتصار القوات العراقية، بل ونهاية «دولة الخلافة» في مهدها ومعقلها الأبرز الموصل.
وجامع النوري أو الجامع الكبير أو جامع النوري الكبير، هو جامع تاريخي يقع في الساحل الأيمن (الغربي) للموصل. وتسمى المنطقة المحيطة بالجامع محلة الجامع الكبير. بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز التسعة قرون. يُعتبر الجامع ثاني جامع يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي. أعيد إعماره عدة مرات كانت آخرها عام 1363 هجرية، ولأهميته التاريخية اختاره البغدادي زعيم تنظيم الدولة لإعلان «الخلافة»، وانطلاق عهد دولته الجديد منه، وبذلك كسب الجامع أهميته الرمزية علاوة على الأهمية التاريخية التي يحظى بها.
ومنذ معارك الموصل احتلت صورة منارة الحدباء عناوين الصحف والحسابات التي تدعم القوات العراقية، لما تمثله من أهمية معنوية للمعركة، وأن الطرف الذي سيتمكن من السيطرة عليها، سيكون هو المنتصر. وبعد أن سيطرت القوات العراقية على الجانب الشرقي من الموصل وشرعت بخوض معارك الجانب الغربي، حاولت طوال 6 أشهر التقدم باتجاه الجامع من الجهة الجنوبية للمدينة القديمة، ولكنها كانت تلاقي مقاومة شرسة اجبرتها على تغيير خططها، والتوجه لبقية أحياء الجانب الغربي، بغية عزل المدينة القديمة واقتحامها بعد محاصرة التنظيم فيها.