أكراد العراق يقررون مصيرهم اليوم وسط تهديدات إقليمية ورفض دولي
بغداد تدعو لوقف تجارة النفط مع الإقليم... وإيران تغلق حدودها الجوية معه
Sep 25, 2017
بغداد ـ «القدس العربي» من مشرق ريسان: وسط رفض دولي وإقليمي، ومن الحكومة العراقية، حسم رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أمس الأحد، قراره النهائي حول استفتاء استقلال الإقليم، معلناً أن «لا تراجع عن الخطوة»، داعياً سكان كردستان إلى المشاركة في الاستفتاء اليوم الإثنين.
بارزاني أعتبر في مؤتمر صحافي في أربيل، أن «الشراكة فشلت في العراق»، مضيفاً: «اتخذنا قرارنا بإجراء الاستفتاء غدا (اليوم) ومهما كان الثمن (..) فلن ننتظر مصيرًا مجهولا».
ورأى بارزاني أن «ممارسات بغداد دفعتنا للاستفتاء (..) وفكرنا بهذا القرار جليا قبل اتخاذه».
ودعا الحكومة المركزية في بغداد إلى «إيجاد صيغة للعلاقات معها كي يكون الإقليم والعراق جيرانًا». وساق رئيس الإقليم اتهامات لبغداد بخرق الدستور العراقي.
في المقابل، أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن الاستفتاء المزمع «مخالف للدستور والتعايش السلمي، ولن نتعامل معه، وستكون لنا خطوات لاحقة لحفظ وحدة البلاد».
وأضاف «خارطة العراق تتعرض لمحاولة تقسيم على أساس قومي وعرقي، من خلال إجراء استفتاء من طرف واحد يمس وحدة العراق وأمن المنطقة».
وشدد على أن حكومته ستتخذ «خطوات» (لم يحددها) لحفظ وحدة البلاد.
وبعد وقت قصير على كلمة العبادي، دعت حكومة بغداد، الدول الأجنبية لوقف تجارة النفط مع إقليم كردستان، كما طالبت، حكومة الإقليم، بتسليم المواقع الحدودية والمطارات.
في الموازاة، أعلنت طهران إغلاق أجوائها مع كردستان تلبية لطلب مقدم من الحكومة العراقية في بغداد.
وقال المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن الوطني الإيراني، كيوان خوسري، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية: «بناء على طلب من الحكومة المركزية العراقية لإغلاق الحدود مع إقليم كردستان، ونظراً لعدم جدوى المحاولات السياسية التطوعية لبلادنا وإصرار مسؤولي إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء في المنطقة، تقرر بناء على طلب من الحكومة المركزية العراقية تعليق الرحلات الجوية من أربيل والسليمانية إلى إيران».
كذلك، انطلقت أمس مناورات عسكرية يجريها الحرس الثوري الإيراني قرب حدود كردستان، تزامنت مع قصف لوحدات من المدفعية الإيرانية، ضد مناطق الغابات الحدودية التابعة للإقليم استهدف جماعات كردية مناهضة لطهران.
في الموازاة، دخلت مذكرة تفويض البرلمان التركي للحكومة بإرسال قوات مسلحة خارج البلاد، للقيام بعمليات عسكرية في سوريا والعراق عند الضرورة، حيز التنفيذ مع نشرها، أمس الأحد، في الجريدة الرسمية.
وأكد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن» بلاده لن ترحب أبداً بأي كيان جديد على حدودها الجنوبية». وأعتبر أن «الاستفتاء غير مشروع، وإدارة الإقليم مسؤولة عن عواقب إجرائه».
وفي اتصال هاتفي بين الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره الإيراني حسن روحاني، اتفق الطرفان على أن «عدم إلغاء استفتاء كردستان العراق سيحدث فوضى في المنطقة».
إلى ذلك، حذرت السفارة الأمريكية في العراق رعاياها الأمريكيين من اضطرابات محتملة أثناء عملية الاستفتاء.