والآتي أسوأ
تم
سعاد عزيز
والآتي أسوأ
ماهو حال نظام سياسي محاصر دوليا و يعاني من أوضاع إقتصادية وخيمة جدا و مرفوض إقليميا و يطالب شعبه بالتغيير و تصر معارضته على إسقاطه وهناك صراع و تکالب غير مسبوق بين أقطابه على السلطة و النفوذ؟ من دون شك ليس هناك من بإمکانه التأکيد على إن حاله يبعث على الطمأنينة، إذ أن کل الامور تشير الى أن معطيات التشاؤم متوفرة الى أبعد حد، وهذا هو تماما حال نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الوقت الحاضر!
إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، التي تعتبر بنظر المراقبين السياسيين و حتى الاوساط الايرانية الحاکمة نفسها أکثر من جرس إنذار و بداية لمنعطف من الصعب جدا العودة منه، لم يکن ممکنا أبدا إندلاع هکذا إنتفاضة رفضت و بشکل صريح النظام ککل أي جناحيه، من دون أن تکون هناك مقومات و مبررات و عوامل حيوية لإندلاعها، حيث إن الاوضاع و الامور قبل هذه الانتفاضة تحديدا کانت على أسوأ ماتکون و قد أخبحت الان أسوأ بکثير، وهو أمر صار الشعب الايراني يعمله علم اليقين فلايوجد تحسن في الاوضاع وانما دائما الاتجاه من السئ الى الأسوأ، وهو ماطفح بکيل الشعب الايراني ولم يعد يتحمل الصبر على ذلك.
ماحدث و جرى في يوم الاربعاء الاحمر، المصادف للثلاثاء 13 من الشهر الجاري، عندما خرج الناس للإحتجاج في قرابة ثلاثين مدينة إيرانية و هتفوا بنفس الشعارات السياسية التي تنادي بإسقاط النظام و تغييره، کان بمثابة إشعار للعالم کله من إن السلطات الايرانية لم تتمکن من إخماد و قمع الانتفاضة کما فعلت مع إنتفاضة عام 2009، وإن الانتفاضة لازالت من حيث المبدأ مستمرة و أشبه ماتکون بالنار التي تحت الرماد.
منظمة مجاهدي خلق التي إتهمها و يتهمها النظام من فنها کانت الانتفاضة الاخيرة تخطيطا و تنفيذا مثلما إتهموها بضلوعها في إنتفاضة عام 2009، لم تعد لوحدها تحذر من سوء و وخامة الاوضاع في داخل إيران و تؤکد على إن هناك إندلاع جديد للإنتفاضة بل إن العديد من القادة و المسؤولين الايرانيين يؤکدون على ذلك و بشکل بات ملفتا للنظر، فهاهو مسعود نيلي، المستشار الاقتصادي الأعلى للرئيس الإيراني، يصف الانتفاضة الاخيرة التي عمت سائر أرجاء إيران، بـ"القرصة" ومنذراً بأن الآتي قد يكون أسوأ!
نيلي، الذي أدرك خطورة الاوضاع و جديتها حذر التيارات المتصارعة على السلطة فقال: "علينا أن نعترف ببعضنا البعض لكي نتمكن من اجتياز هذا المعبر الصعب وإلا سنواجه عواقب وخيمة وقد نصل إلى نتيجة تجعلنا جميعا نندم". وهنا يجب أن نتذکر ماکان قد أکد عليه روحاني نفسه قبل فترة و الذي أعاد تکراره نيلي: "نحن جميعاً نركب نفس السفينة فإذا غرقت غرق الجميع"!!