ضاحي خلفان: 110 صفات للشيخ زايد تؤكد أنها القوى الناعمة لقيادته
زايد رحل ولكنه في الحقيقة لم يرحل، فهو معنا دائما وأبدا في الوجدان.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: محمد الحمامصي
كان بحرا زاخرا بالدرر
يضع الفريق ضاحي خلفان في كتابه "القوة الناعمة للصفات القيادية لزايد" مائة وعشر صفات قيادية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة، كاشفة عن تجليات هذه الصفات وعمقها ودلالاتها في شخصية القائد المؤسس وانعكاساتها وتأثيراتها على الشعب الإماراتي خاصة والشعب العربي عامة، راسما صورة نادرة لحكيم العرب تشكل نموذجا ينبغي أن يكون قدوة وأسوة لكل قائد إلى تخليد ذكرى مضيئة ومتوهجة تتدارسها الأجيال جيلا بعد جيل.
الفريق ضاحي خلفان في كتابه الذي أطلقت قنديل للطباعة والنشر والتوزيع (إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم)، ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 28 يفرد لكل صفة من الصفات المائة وعشر التي عددها للشيخ زايد فصلا خاصا، كاشفا عن رؤية عميقة للشخصية وملامحها وأبعادها.
يهدي الفريق خلفان الكتاب إلى جميع "عيال زايد" وكل رفاق زايد وكل العرب وغير العرب الذين أحبوا زايد، وقال إن هذا المؤلّف سطرته من واقع ما شاهدته وما سمعته خلال مسيرة زايد المباركة التي شهد لها القاصي والداني ببلوغ ذروة المجد والرقي.
رحل زايد ولكنه في الحقيقة لم يرحل، فهو معنا دائما وأبدا في الوجدان، حيثما ذهبنا في مختلف إمارات الدولة وخارجها فلا بد أن نرى اسهاماته في مختلف مجالات الحياة".
ويلفت إلى أنه كان يرى أن الكتابة عن الشيخ زايد كتابة سهلة لا لشيء إلا لأنه الشيخ زايد في حد ذاته قيمة مسطرة على صفحات التاريخ بماء من ذهب، تراه متلألئا لا لبس ولا غموض في قراءة صفحات تاريخه الناصع البياض.
وقال "كل ما كان عليّ هو أن أعدّ السمات التي كنت أراها بارزة في شخصيته وأتحدث عنها ولو بقليل من الشرح، لتكون كلماتي قد وصلت إلى القارئ الكريم.
أعلم تمام أن الصفات القيادية في كثير من القادة إن زادت قد تصل إلى عشرين صفة قيادية، لكن زايد كان بحرا زاخرا بالدرر التي لا تخطئها العين، لم يكن قائدا عاديا ولكن - كما قال الشيخ سيف بن زايد آل نهيان: "كان زايد قائدا استثنائيا بكل ما تعني الكلمة من التميز والجودة الشاملة، كان مهندسا لقيادة فريدة في زمن شح فيه تحقيق الانجازات. فقد جاء اتحاد الامارات العربية المتحدة في أعقاب هزيمة 1967 وأثناء تفرق العرب واختلافهم الشديد آنذاك. كانت فترة من أحلك الفترات التي مرت على الأمة. لقد رأى زايد الخير رؤية تمثلت في في ضرورة قيام دولة اتحادية فور انسحاب بريطانيا من المنطقة وتأسيس دولة تجمعنا لما فيه خير أمتنا واستقرارنا".
انطلق الفريق خلفان من "القدرة على التفكير الاستراتيجي" قال "إذا كان التفكير هو إعمال العقل في الشيء الذي يفكر فيه، فإن الشيخ زايد أعمل عقله وتفكيره بحيث يكون ما يفكر فيه عملا مميزا غير مسبوق له أبعاد استراتيجية قصيرة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى لذلك استطاع أن يؤسس لاتحاد عربي أصبح يشار إليه بالبنان، ويضرب به المثل اليوم في التماسك والتقدم والازدهار، لم يطلع زايد من قبل على تجارب الآخرين لا في الغرب ولا في الشرق، علم أن تجربة عربية للوحدة فشلت وللأسف بين سوريا ومصر، واعتقد البعض أن الوحدة سبق لها وأن فشلت عربيا، إذن فإن الاتحاد سيلاقي نفس المصير!!
إلا أن زايد كان تفكيره مختلفا تماما لقد أراد أن يقود تجربة جديدة "اتحاد الامارات" اتحادا يجمعه الوفاق ولا يفرقه الاختلاف في وجهات النظر، مبني على تلاحم شعبي متماسك على المدى البعيد يجعل من الانفصال عن منظومة الاتحاد أمرا لا رغبة لأحد فيه. أدرك أن الاتحاد هو الأنسب والأصح والأكثر ملاءمة لنا جميعا، وعقد العزم على أن يبرهن أن الفكرة التي أعلن عنها قادرة على أن تجعل من هذا الاتحاد دولة عربية تشكل نموذجا فريدا في الرقي". ومن الصفات أيضا "القدرة على تحديد الأولويات، وهنا أشار الفريق خلفان إلى أن "تحديد الأهداف شيء والأولويات شيء آخر، قد يكون هناك من القادة من له القدرة على تحديد الأهداف ولكن في خضم العمل والانشغال بالمسئوليات واخلاط الأهداف وتقارب بعضها قد لا يكون لديه القدرة التي تمكنه من تحديد الأولويات وأيها أهم من الآخر.
وأضاف "لذلك وضع الشيخ زايد الإنسان على رأس أولوياته، وقد فعل خيرا وأصاب الهدف، وركز على التنمية البشرية إيمانا منه بأن الإنسان هو القادر على إحداث الرقي والازدهار والانتاج لوطنه، ولذلك أعطى التعليم كل اهتماماته وكان سخيا على ابتعاث أبناء الامارات ليتعلموا في الدول التي التي لها باع طويل في التعليم، وبنى المدارس في المناطق النائية التي يندر فيها تعليم المرأة، وأرسى قاعدة القضاء على الأمية في مجتمع الإمارات وحققت خطته نجاحا باهرا.
وركز الشيخ زايد على الصحة إدراكا منه أن العقل السليم في الجسم السليم، وأتاح فرص العلاج في الداخل والخارج للمواطنين وأرسى دعائم التآخي والتآزر والتعاون في الخليج العربي والإسلامي، واعتبرها من أولوياته التي يجب أن يسعى إليها جاهدا. أما عن صفة القدرة على تحديد الرؤية فقد قال الفريق خلفان "ضرب لنا الشيخ زايد المثل الأعلى في تحديد الرؤية، كانت رؤيته أن تكون الإمارات دولة اتحادية مستقلة يمكنها أن تمتد لتستوعب دول الجوار في اتحاد خليجي، إن زايد سبقنا جميعا نحو هذه الرؤية الاتحادية حينما جمع الإمارات كلها في وطن واحد، وسعى إلى أن تكون قطر والبحرين من بين أعضائه. رؤية زايد كانت واضحة وجلية في أن الاتحاد قوة والتفرق ضعف، وأن القائد عندما يكون قادرا على تحقيق الاتحاد مع الآخرين إنما يكون قائدا قديرا بالذات عندما تكون التجربة جديدة وغير مسبوقة، وحينما تكون روح التآخي بهذا المستوى من المصداقية والشفافية والنزاهة والوضوح في الرؤية، يكون القائد قد بلغ أوج المستويات القيادية التي يسجل لها التاريخ الفكر شكرا وعرفانا وتقديرا واحتراما وقد استطاع الشيخ زايد أن يخلد اسمه في سجل القادة المبدعين والمتميزين وغير المسبوقين في إنجازاتهم. ولو لم تكن عند زايد هذه الرؤية الواضحة وضوح الشمس لما كان بمقدوره أن يصل إلى ما وصل إليه من شهرة واسعة منقطعة النظير". ومن بين الصفات التي عددها الفريق خلفان في كتابه الذي قدم له الشاعر جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة: التواضع ـ التحلي بالحزم ـ كريم ـ غير مستبد ـ القدرة على الثبات عند المحن ـ القدرة على تحديد الرسالة ـ لم يكن قائدا من أجل نيل الشعبية بل قائدا من أجل شعب ـ قائد مؤمن بالله تعالى ـ قائد يتقبل المسئولية ويتحملها ـ قائد محفر للإبداع والمبدعين ـ قائد جمع بين الأخلاق والسياسة ـ قائد بان ـ قائد صريح ـ قائد صبور وصاحب بصيرة ـ قائد القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب ـ القدرة على المتابعة.. إلخ.
محمد الحمامصي