حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23990 نقاط : 218414 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: البدائل الممكنه لمواجهة الجفاف في العراق : الدكتور هيثم الشيباني الثلاثاء 5 يونيو 2018 - 1:51 | |
| البدائل الممكنه لمواجهة الجفاف في العراق : الدكتور هيثم الشيباني
| |
البدائل الممكنه لمواجهة الجفاف في العراق الدكتور هيثم الشيبانيخبيرفي البيئهالبدائل الممكنه لمواجهة الجفاف في العراق1. مقدمه :ربما كان مقالي السابق ( كارثة الجفاف في العراق ) قد كون صورة قاتمة ومؤلمة.لكن العراق على مر العصور أثبت أنه قادر على النهوض , ولا يليق به القنوط والاستسلام وأرضه ولادة بالمبدعين بسواعدهم القوية والمبدعات بالدعم والاسناد , لأجل اعادة البناء مرات ومرات ومن يقرأ التأريخ يعرف معنى ما أقول.https://algardenia.com/maqalat/34807-2018-03-31-14-32-20.htmlوحتى تعود أرض الرافدين الى عافيتها وتعود مياهها تنساب رقراقة تتفتح من خيراتها الزهور والخضروات والفواكه ,وتنهض نخيلها وتتدلى منها التمور التي كانت يوما أطيب التمور في الدنيا. وسمي العراق قديما بأرض السواد نسبة الى الأراضي الزراعية التي يجتمع فيها الشجر والماء والزهر والثمر,حيث البساتين والمزارع والحدائق التي تمثل هناء الحياة اليوميه مع كل ما ينعكس من الثقافة والفنون والآداب ,فأول ما يلفت النظر هو النخيل وشجر البرتقال والتين والتفاح وعريش العنب . وفيها يتحقق الخير والراحة ومتعة النظر والروح ويسرح الخيال ويمتد التأمل. ومن يجلس فيها يسمع خرير الماء وزقزقة العصافير من بعيد. يصنع الشحرور, كأنه في تغريده يعلن أن الأثمار قد أينعت من كل الألوان , والبرقوق كأنه لون الحسان, و تذهل عقل كل إنسان , والزهر كأنه اللؤلؤ والمرجان , والورد يشبه خدود الحسان, والأرض مفروشة بشقائق النعمان . وتعود شخصية البستان المرحبَّة المريحة المطمئنة الهادئة كما في كل الأزمان . وتعود المزارع والبساتين إلى بيئتها البارده اللطيفه و رذاذها المنعش الذي يظلله الشجر فيحميه من وهج الشمس , ويزيده خرير الماء سحراً . ثم ينحسر الحر باستمتاع يكاد لا يكاد ينتهي . والعرب تسمي النخيل جنة , والجنة الحديقة ذات الشجر والنخيل وجمعها جنان. ويقال لا تكون الجنة في كلام العرب, إلا وفيها نخل وعنب. والجنة هي دار النعيم في الآخرة, من الاجتنان لتكاثر أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها . وتجد الواحة فهي موضع الآبار والمياه في البوادي , هي رحمة للإنسان ومنظر تقر به العين. فالواحة في البادية لؤلؤة وكنز , لا يدرك جمالها ولا يعرف قدرها إلا من اضطر إلى ركوب البوادي وتعرض لرياح السموم ووهج الشمس وعواصف الرمال.2.الحاجه الى خطط تنمويه :مع النمو السكاني الكبير ومعاناة الكثير من الدول من ظاهرة شحة المياه , تبرز الحاجة للوصول لطرق جديدة للحصول على المياه العذبة , غير الطرق التقليدية المتبعة منذ وقت طويل, وكذلك فإن التوسع في الصحاري والمناطق النائية تفرض المزيد من الجهود للوصول المياه بشتي الطرق . فوفقاً لمنظمة الصحة العالمية إن 780 مليون شخص في العالم لا يحصلون على مياه نظيفة, و3.4 ملايين شخص يموتون سنوياً بسبب الأمراض التي تنقلها المياه. حيث أن الماء هو أكثر العناصر الأساسية اللازمة للحفاظ على حياة وصحة الانسان ,و تبلغ نسبة الماء في أجسادنا ما يقرب من 80 ٪ , كما أن الدماغ البشري يحتوي على 70% من وزنه ماء.يتطلب تصميم سياسة فعاله لمواجهة الجفاف أكثر من مجرد توظيف خبراء في الأرصاد الجويه والزراعه,ومن أجل ذلك دعت المنظمة العالميه للأرصاد الجويه علماء الاجتماع وخبراء الاقتصاد الى اجتماع رفيع المستوى لوضع سياسات وطنيه لمواجهة الجفاف. فالجفاف يؤثر على كافة القطاعات مثل الزراعه والصناعه وامدادات المياه والكهرباء والغذاء , وهم على علم أن الجفاف يؤدي الى مصرع ونزوح الملايين من البشربشكل يفوق ما تحدثه الفيضانات والزلازل والأعاصير مجتمعة.وهذا ما أيده ميشيل جارو , الأمين العام للمنظمة العالميه للأرصاد الجويه , وقال روبرت ستيفانسكي , رئيس الأرصاد الجويه الزراعيه , أن التخطيط لمواجهة الجفاف أفضل كثيرا من البقاء في ادارة الأزمات كطريقة وحيده فقط.وقال أناثا كومار دريابا رئيس البرنامج الدولي للأبعاد البشريه للتغيير البيئي العالمي أن السياسة الوطنيه الناجحه للتعامل مع الجفاف هي سياسة تنميه وطنيه ناجحه.وهي جعل السكان والأنظمة قادرين على الصمود بشكل كافي أمام الجفاف وغيره من الكوارث مع الاستمرار على التنميه.ان هذا يشمل الاستخدام المستدام للمياه والأراضي و كافة القطاعات مثل الصحة والاقتصاد.يتطلب تصميم وتطبيق شبكة للانذار المبكر للمجاعة , وتقديم السيناريوهات المحتملة للحكومات ووكالات الإغاثة لمساعدتهم على التخطيط .3. المشروع الصينيان أحد الانجازات الاقتصاديه الناجحه عالميا , هو المشروع الصيني لمكافحة التصحر, الذي ساهم بشكل كبير في زيادة الانتاج الزراعي وتحسين المستوى المعيشي والبيئي في اقليم منغوليا.وعليه اتفقت أمانة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر , بدعوة 15 صحفيا من دول آسيا والشرق الأوسط, على زيارة مدينة شي فونغ في اقليم منغوليا الداخليه في الصين لمدة ثلاثة أيام, لغرض التعرف على كيفية محاربة التصحر .و ناقش الصحافيون وخبراء الأمم المتحدة والخبراء الصينيون الموضوع , في ظل الأوضاع الإيكولوجية والسياسية التي يمر بها العالم , ومحاولة التقصي عن نماذج ناجحه لمحاربة التصحر. وقد أثبت الصينيون أن استعادة اللون الأخضر أمر يتحقق بالجد والمثابره .ان ما يدفع للاطلاع على التجربة الصينيه في محاربة التصحر ,هو أن سكان العالم يزيدون في كل دقيقه 150 فرداً جديداً, ومقابل هذه الزياده يموت بسبب الجوع 16 شخص منهم 12 طفلاً, ويفقد 23 هكتاراً من الأراضي بسبب عوامل التصحر و10 هكتارات بسبب تدهور نوعية التربة و25 هكتاراً من الغابات والأشجار. وصرحت واجاكي موانجي, مسؤولة الإعلام في الاتفاقية , أن العالم سيواجه تحديات كبيره خلال العقود المقبلة , فمن المتوقع أن يبلغ تعداد سكان الأرض 9 بلايين نسمة في عام 2050 , وأن يزيد الطلب على الغذاء بنسبة 50 في المئة في عام 2030 , وأن يزيد الطلب على الطاقة بنسبة 45 في المئة , وعلى المياه بنسبة 35 في المئة.و لغرض تلبية الطلب المتزايد على الغذاء , يجب زراعة نحو 120 مليون هكتار إضافي من الأراضي , ما يعادل مساحة دولة مثل جنوب افريقيا. وفي الوقت الراهن , فإن 1,5 بليون نسمة يتسببون في تهديد الأمن المائي والغذائي العالمي من خلال قطع الأشجار , ما يضاعف المخاطر البيئية التي تهدد العالم,تعد آسيا أكثر قارات العالم تأثراً بالظاهرة خصوصا في منطقتها الوسطى.لكن الصين وضعت برنامجاً وطنياً للحد من التصحرعلى مدى خمسة عقود , خصوصاً في الإقليم الشمالي المقابل لوسط آسيا حيث تأثرت الأراضي بشكل كبير.لقد تمكنت مجموعة من الباحثين الصينيين في أكاديمية الصين للعلوم , حيث أعلنت تشانغينغ تطوير معجون يساعد تربة الصحراء على الحفاظ على المياه و العناصر الغذائية والهواء. حيث إن هذا الفريق من الباحثين طورو عجينة مصنوعة من السليلوز النباتي , عندما يضاف هذا المعجون إلى الرمال , يساعد على الاحتفاظ بالمياه والعناصر الغذائية والهواء .وحسب الاكاديمية فأن هذا المعجون اثبت نجاحه بعد تجارب عديدة قام بها الباحثون , وإن واحدة من تلك التجارب تمت في صحراء منغوليا شمال الصين , وتحولت الصحراء إلى أرض خصبة, فنجحت في زراعة الأرز والطماطم والبطيخ وزهرة الشمس, وذلك بعد معالجتها بالاسلوب الجديد.صرح كزو كينج , نائب مدير المكتب الوطني لمحاربة التصحر , إن هناك مشاريع عدة في شمال البلاد أطلق عليها اسم مشروع السور الأخضر , للحد من عوامل التصحر والتغيرات الإيكولوجية في المزارع والغابات. وذلك من خلال برامج توعية وتثقيف المزارعين, والمزج بين التقنيات الحديثة والتقليدية في الزراعة , والاستعانة بسلالات نباتية معدلة وراثياً تقاوم نقص المياه وظروف المناخ الصحراوي. وينفذ المشروع بالتعاون مع جامعة سيول وهيئة الغابات في كوريا الجنوبية والعديد من الدول. وأوضح كزوكينج أن نتائج العمل المتواصل بدأت تتضح في السنوات الأخيرة , فتنخفض معدلات التصحر وتزداد رقعة الأراضي الزراعية بنسبة 10 في المئة. ومن المتوقع أن تتقلص الأراضي الصحراوية بسرعه في شمال الصين لغاية سنة 2020.خلال زيارة إلى مزارع تايبنجدي , أوضح المسئولون المحليون أنهم وجدوا أن محاربة التصحر تتصل مع محاربة الفقر والحفاظ على التنوع البيولوجي. وتقول جيا جزياوجزيا، مديرة مكتب محاربة التصحر في إقليم منغوليا الداخلية, إن التصحر في الإقليم أدى الى هجرة العديد من المزارعين من قراهم , وكذلك المواشي بسبب نقص المياه والغذاء. وحيث أن القوانين الصينية لا تسمح للمواطنين بامتلاك الأراضي , فقد عرضت الصين سياسة جديدة لتشجيع المزارعين على اقتحام الجبال الصحراوية المحيطة بالمزارع , من خلال عقود مقاولة معهم لتشجير الصحراء وتثبيت التربة مقابل ثمن , إضافة الى حصولهم على حق امتلاك الأرض وتوريثها لأولادهم.لقد ارتفع الدخل السنوي للمزارع من 300 يوان (50 دولاراً) عام 1990 الى 10 آلاف يوان (1700 دولارتقريبا ) عام 2010 , مما انعكس بشكل إيجابي على المستوى التعليمي والصحي لأسر المزارعين ونوعية حياتهم.وهذا ما يؤكد أن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعتها دوله شيوعيه ,هو حل مثالي شجع الآف المزارعين لمعالجة مشكلة التصحر فتحسنت حياتهم الماليه , كما تحولت الصحراء الى مزارع لإنتاج الفواكه . أما على المستوى البيئي , فقد شاركت زراعة الأشجار في إبطاء سرعة الرياح بنسب تتراوح بين 40 و54 في المئة , إضافة الى زيادة معدلات الرطوبة بنسبة 7 في المئة , مما ساعد في عودة التنوع البيولوجي الى المنطقة بعدما انخفض بتأثير التصحر.في منطقة وينجنيوت الشمالية الممتدة على مدى 400 ألف هكتار من الأراضي الصحراوية , لغرض تنفيذ مشروع مكافحة التصحر. قاموا بالخروج إلى المناطق الصحراوية المحيطة بالمزارع , حيث يقوم كل مزارع بزراعة أنواع من النباتات والشجيرات الصغيرة على هيئة مربعات لأغراض مشاريع تثبيت التربه.وتعد مشاريع محاربة التصحر في إقليم منغوليا الداخلية الأنجح على مستوى الصين , نظراً للانسجام المشترك بين المزارعين والخبراء والتقنيين. وقد تم تكريم العديد من مزارعي شي فونغ على المستوى القومي في السنوات الأخيره. يقول الدكتور منصور دياي , من اتفاقية مكافحة التصحر, ان قارة آسيا هي أكثر قارات العالم تضرراً من التصحر والجفاف وتدهور الأراضي والغابات. وذلك بسبب الجور على الأراضي الزراعية وزيادة انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تقدر بمعدل 6000 طن إضافي كل دقيقة. لذلك فإن تجربة إقليم شي فونغ جديرة بالتقدير و الاعجاب , وذلك لأنها تبعث الأمل في إمكانية محاربة التصحر وتحقيق فوائد اجتماعية واقتصادية , والتصدي لقضايا أخرى مثل الفقر والمرض وخسارة التنوع البيولوجي ونقص المساحات الخضراء وتحقيق شيئ من الاكتفاء الغذائي للأجيال القادمة.تعد تجربة الصين إحدى النقاط المضيئة محلياً ودولياً . وهذا يتوافق مع ما تم طرحه في قمة ريو +20 من اتفاقات , ومنها خفض معدلات التصحر وتدهور الأراضي والغابات الى صفر بحلول سنة 2030 من خلال تشجيع المشاريع الوطنية وتبادل الخبرات التقنية بين الدول , إضافة الى أهداف التنمية المستدامة وأجندة 21 بشأن التصدي لقضايا البيئة ومنها قضية مكافحة التصحر , كما يمكن تحقيق أرباح اقتصاديه من المشاريع البيئه وتطور حياة أعداد كبيره من المزارعين.4. تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسيه .وهي من أهم الطرق العمليه في تأمين المياه العذبه , لغرض تحلية الماء المالح من البحروالمياه الجوفيه , الا أن ذلك يتطلب توفر طاقة كبيرة لتشغيل مثل هذه المشاريع. ولا شك أن من الممكن تأمين تلك الطاقة من محطات الطاقة الكهربائيه , لكن الوقود اللازم لتوليد الطاقه مثل النفط أو البنزين أو الغاز كبير التكاليف وملوث للبيئه.فالحل الأمثل هو استخدام الطاقة الشمسيه لتلافي ما تقدم من سلبيات.وقد وجد العلماء أن انتاج الماء العذب من الماء المالح باستخدام الطاقة الشمسية , سوف يشكل نقطة تحول كبيره في تقنية تحلية المياه.يستخرج الملح حاليا من الماء بواسطة أجهزة تحلية باهضه الثمن ,ومستهلكة للطاقة بشكل كبير , ويوجد منها 18 ألف منشأة في 150 دوله حول العالم, حيث يعتمد هذا النظام على غلي المياه المالحه ,ثم تكثيف البخار لانتاج المياه العذبه ,كما يتطلب غلي المياه كمية هائلة من الحراره , وعليه تأسس مركز (معالجة المياه بتقنية النانو) ,في جامعة رايس لهذا الغرض.كما صرح العالم وخبير معالجة المياه في جامعة رايس كويلين لي وهو أحد المشاركين في دراسة عنوانها(التحليه المباشره للمياه بواسطة الطاقة الشمسيه ) , قد تغير حياة ما يقارب مليار نسمه من الذين يعانون من نقص مياه الشرب النقيه.يعتمد نموذج جامعة رايس بتكساس لتحلية المياه المالحه على مبدأ عمل ما يسمى ب( غشاء التقطير ) حيث يسري الماء المالح الساخن في جهة من الغشاء المسامي , بينما يسري الماء العذب البارد في الجهة الأخرى , والنتيجة هي أن بخار الماء يسحب من الجهة البارده . وعلى الرغم من أن تكاليف الطاقة أقل في هذا النموذج , الا أن الحاجة المستمره للتسخين فيه , تعني أنها لا تزال كبيرة .تعتبر التقنيه النانويه ذات فعالية أكبر , فهي تستخدم هندسة الجسيمات النانويه والتي بمقدورها تحويل أشعة الشمس الى حرارة , مما يغنينا عن استخدام كمية كبيرة من الطاقة لتسخين المياه. ويطلق عليها اسم تقنية (غشاء التقطير الشمسي المفعل بفوتونات النانو ). يقول ( لي ) في هذا الصدد : يمكنك حساب مساحة غشاء التقطير التي تحتاجها اعتمادا على الطاقة الانتاجيه التي تريدها . 5.طرق مبتكره لتحلية المياه :أولا. وسيلة مبتكره للحصول على ماء للشرب:بادرت مجموعة من الباحثين الدنماركيين , الى ابتكار طريقة لسد نقص مياه الشرب, على نطاق الأشخاص الذين يتواجدون قرب البحيرات والأنهار , لتنقيتها من البكتريا الملوثه للمياه.حيث توصل الباحثون إلى ابتكارجهاز فريد بسيط , قد يجد حلا لمشكلة نقص مياه الشرب , طوله 22 سم ولا يضم مواد كيمياويه ولا بطاريات,وفي الجهاز مرشح يستطيع تنقية المياه من البكتريا بنسبة 99.9%,اضافة الى منع انتقال الكثير من الطفيليات الموجوده في المياه مثل الكوليرا والسالمونيلا والقولونيه وغيرها. هذا يستهدف هذا الاختراع الحد من الوفيات الناجمة عن تلوث مياه الشرب في البلدان النامية , كما يمكن استخدامه خلال السفر في البر والغابات , بما يكفي لسد احتياجات شخص واحد لعام كامل .ان هذا المرشح سهل الاستعمال , إذ لا يتطلب سوى وضعه في بركة أو بحيرة , ومن ثم تدخل المياه من خلال فوهته , حيث تعلق البكتيريا في أليافه الخارجية المصممة خصيصا لهذا الغرض .كما و أن الغلاف الخارجي للجهاز مصمم من البلاستيك , فيما تخلو أغشية الترشيح المزود بها من المواد الكيميائية تماما , ولا يحتاج لأي نوع من الطاقة أو البطاريات , ويوفر مياها خالية بالكامل من أي طعم أو رائحة .وذكرت الشركة المصنعة أن المرشح غير قادر على إزالة المواد الكيميائية والملح والمعادن الثقيلة . وهذا يعني أنه من غير الممكن استخدامه في تحلية مياه البحر , إلا أنه سيكون أرخص وسيلة لتنقية المياه , حيث لن يزيد سعره عن الـ20 دولارا .ثانيا. الحصول علي الماء من الهواءيتصور البعض أن المقصود بهذا العنوان هو تحويل الهواء الى الماء , لكن الفكرة بسيطة جدا وهي القيام باستخلاص بخار الماء من الهواء , وهي ليست اقتصادية في المرحلة الراهنه لكنها تستخدم عند الضرورات القصوى. لقد تعددت التجارب الناجحه في هذا المجال وهذا ما يشجع نحو تطويرها بشكل مستمر.هناك جهاز طرحه مهندس ألماني يدعى هوبري هامز ( مختص بتقنية تكييف هواء المناجم) ,عباره عن نظام يجمع بين تقنية تكييف الهواء , وتقنية سحب الماء من الملابس بواسطة أجهزة تجفيف الغسيل, يرسل الهواء عبر شبكة معدنيه دقيقه بارده يتكثف عليها الماء الموجود في الهواء بشكل قطرات ماء.وتزداد كمية الماء المكثف حسب حجم الثقوب في الشبكه , فتتراوح بين 24 – 60000 لتر من الماء يوميا حسب الحاجه.وذكر المهندس أن الماء المكثف بهذه الطريقه هو ماء صالح للشرب, حسب مواصفات منظمة الصحه العالميه , وانه يحاول الاستفاده من الكميات الهائله من مياه البحار والأنهار التي تتبخر دون أن يستفيد منها الانسان . ويزيد حجم الماء الموجود في الهواء( رطوبة الجو)عن حجم مياه كافة أنهار العالم مجتمعة.ولا يخلو هواء الصحراء الحار من الماء بالطبع , وهناك مناطق صحراويه حاره ترتفع فيها درجة الحراره الى 20 درجه فقط في حين ترتفع فيها الرطوبه الى 75% . وكمعدل يختزن كل كيلوغرام من الهواء 16 غم من الماء,والنسبة الأخيره هو الماء الذي ينوي هامز اعتصاره من الهواء. ويرى هامز أن من الممكن توفير الكهرباء لأجهزته في المناطق التي لا يصلها الكهرباء , عن طريق تقنية الخلايا الضوئيه التي تستمد طاقتها من الشمس أو من المراوح الهوائيه.هناك تقنية تعتمد على استخراج المياه من الرطوبه بأقل التكاليف , وتدعى( شبكة تجميع المياه) .تم عمل تجربة لها في احدى الدول العربيه وهي المملكة المغربيه , واختار المشرفون على المشروع في المغرب مناسبة اليوم العالمي للمياه , في 21 آذار (مارس) الماضي لفتح أنابيب التزويد الرئيسيه. ومنذ ذلك التأريخ , استفاد 92 منزلا , أي نحو 400 شخص , من الماء الصالح للشرب.الفكرة قائمة على شباك يقوم بتجميع أكبر قدر ممكن من الماء بعد تكثيفه ثم يتحرك الماء الى أسفل بفعل الجاذبيه ليتجمع في انبوب يقوم بنقل الماء الى الخزانات أو شبكة المياه العموميه.ان( شبكة تجميع المياه والخزانات) منظمة خيريه غير هادفه للربح , تمت برعاية فوج كويست , متخصصه في تخطيط وتشغيل المياه في البلدان الناميه منذ عام 1987 , وقد قامت المنظمه بعمل مشاريع في ثماني بلدان مختلفة , وتقدم الدعم والمشوره في هذا المجال الحيوي , من أجل توفير الماء لسكان المناطق المحرومه , ويمكن الاتصال بالمنظمه عند الحاجة لتطوير مجتمع محلي بشرط توفر البيئه المناسبه. 6. أمثلة لا يمكن تجاهلهاأولا.نجحت سنغافورة في هذا المجال , فقد بدأت منذ بداية الألفية الثانية عمليات تكرير مياه البحر , وقامت بحفر أنفاق على مساحة 48 كيلومترًا , لنقل مياه الصرف الصحي من الأحياء السكنية إلى مصانع معالجة تلك المياه والقيام بتنقيتها عبر مصاف صغيرة , كذلك تعريضها للأشعة ما فوق البنفسجية.يعتبر دوليا مشروع NEWater في سنغافورة , له مكانة جيدة , فهو يغطي نحو ثلث مساحة البلاد من المياه , وبحلول عام 2060 من المتوقع أن يؤمن أكثر من 50 في المئة , وفقًا لموقع دويتش فيله الألماني.ثانيا. نجحت أبوظبي ضمن دول الخليج في تحلية مياه البحر ,وأصبح هذا الخط ينقل المياه المحلاة من مدينة أبوظبي , إلي مدينة العين , مما جعل أبوظبي من أكبر دول المنطقة في مشروعات تحلية مياه البحر.أما المياه العذبه في مناطق أبو ظبي الصحراوية البعيده , فتقوم بتوفيرها محطات هيتاشي لتحلية المياه بالطاقة الشمسيه.ثالثا. تحلية المياه في السعودية. تتصدر السعودية دول العالم في إنتاج المياه المحلاة بإنتاج تجاوز مليار وستة ملايين متر مكعب من المياه سنوياً بنسبة 18% من الإنتاج العالمي. ولا تزال المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في السعودية تحافظ على مكانتها كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم , بإنتاج بلغ (1006.6) مليون متر مكعب , وبلغ حجم الطاقة الكهربائية المولدة في محطات التحلية البالغ عددها 27 محطة تحلية عاملة (24.884.807) ميجاوات في الساعة. حتى شهر مارس 2015 , كان الإنتاج قد بلغ أكثر من مليار متر مكعب من المياه المحلاة سنوياً. يغذي أكثر من 40 مدينة ومحافظة وقرية , منها الرياض . عرفت البلاد تحلية المياه المالحة منذ أكثر من 100 عام, وذلك لدعم مصادر المياه العذبة بعد أن لوحظ معانات الحجاج والمعتمرين عند وصولهم إلى ميناء جده , من قلة المياه العذبة المتاحة والتي بالكاد كانت تكفي ساكنيها. ان محطات التحلية وتوليد الطاقة الكهربائية بمشاركة القطاع الخاص , مشاريع لإنتاج الماء والطاقة , والتي يتم تنفيذها من قبل القطاع الخاص بأسلوب البناء والتملك والتشغيل لمدة عشرين عاماً. وتكون بشكل شركة مساهمة مقفلة , يتملك القطاع الخاص نسبة (60%) ,وصندوق الإستثمارات العامة نسبة (32%) , والشركة السعودية للكهرباء (8%) من الأسهم , وتقوم الشركات خلال مدة (20) عاما ببيع الإنتاج من الماء والطاقة الكهربائية إلى شركة الماء والكهرباء بموجب اتفاقية , ومن ثم تقوم شركة الماء والكهرباء ببيع الماء للمؤسسة العامة لتحليه المياه المالحة , وبيع الطاقة الكهربائية للشركة السعودية للكهرباء , وتتولى كل من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة , تنفيذ المشاريع التكميلية لخطوط نقل المياه المنتجة من موقع المشروع إلى المدن المستفيدة , وكذلك تتولى الشركة السعودية للكهرباء تنفيذ مشاريع خطوط نقل الطاقة الكهربائية المنتجة من المشروع إلى المدن المستفيدة. توجد أيضا محطات مدن صناعية و هي محطات تحلية المياه المالحة التابعة للهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية ( مدن) , لغرض توفير المياه للمدن الصناعية في السعودية. أما المشاريع المستقبليه فكلها محطات تحلية المياه بالطاقة الشمسيه.لقد تم تشغيل وحدة تكثيف وتقطير مياه البحر المالحة في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر , والتي نزعت من إحدى البوارج الغارقة مقابل سواحلها ونصبت في مينائها , وتم تسميتها باسم الكنداسة , وهذه أول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة , لأن تلك التقنية كانت تستخدم فقط في السفن التجارية و العسكرية .رابعا. الجزائربعد أن واجهت الجزائر محنة الجفاف فقد جربت تحلية مياه البحر , لمواجهة هذا الخطر الذي يجتاحها من سنة لأخرى , وتناقصت المياه الحلوه في بعض المدن وخاصة المدن الكبرى كالعاصمة و هران بسبب حجمهما الواسع.و قامت وزارة الموارد المائية باجراءات تحلية مياه البحر منذ سنة 2003 لتنويع مصادر إنتاج المياه , بعد انخفاض منسوب السدود وارتفاع الطلب على المياه , وتمت عمليات إنجاز 13 محطة كبيرة الحجم على مستوى عدد من الولايات الساحلية , تنتج كل واحدة منها ألاف الأمتار المكعبة يوميا من المياه.خامسا . تونس.أما في تونس , فان أربع محطات تقوم بتحلية ما يقارب أربعة في المائة من إجمالي الموارد المائية للبلاد , وتستخدم هذه المحطات عملية الترشيح العكسي , وهي عملية تمرير المياه عبر غشاء بثقوب متناهية الصغر تمنع معظم الملح المذاب , اضافة الى معظم الملوثات من المركبات العضوية والميكروبيولوجية من المرور.وجه وزير الموارد المائية والري , الدكتور محمد عبدالعاطي دعوة من أجل التعاون العربي المشترك في مجال تحلية مياه البحر, في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة للمجلس الوزاري العربي للمياه بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية , تهدف إلى إنتاج عربي مشترك لمحطات تحلية مياه البحر وبحوث مشتركة لحل مشاكل المياه , وهذه الدعوة مضافة الى تبريرات المصير العربي المشترك فان معظم الدول العربيه تطل على البحار.7. الاستنتاجات والمقترحات.لقد حان الوقت ليقتحم العراق الطاقة المتجدده من أوسع أبوابها , وهذا مثال جديد على أهميتها , كي تساهم في التصدي لأخطر الكوارث التي تهدد وجود العراق وهي (الجفاف).انها واحدة من الكوارث التي توحد العراقيين ضد عدو واحد , لآنها لا تميز بين الناس ولا بين المناطق ولا حتى بين الانسان والحيوان والنبات . ان التصدي لها بالتخطيط والعلم والتكنولوجيا وهمم العراقيين نساء ورجالا ,يعادل ما تقوم به السياسه الاف المرات.نقترح أن ينهض العراق بشكل موازي الى نهضة القوة الناعمه لاعادة الرافدين الى عافيتهما , واعادة حلم أرض السواد التي عرفها التأريخ البشري الى واقع من جديد.وتتلخص هذه النهضه ببناء منشآت عملاقه على البحر لتحويل المياه المالحه الى مياه حلوه , تستمد الطاقة الكهربائيه من منشآت عملاقة أيضا للطاقة الشمسيه و/ أو طاقة الرياح , على سواحل العراق الجنوبيه .مضافا الى ذلك يقوم العراق بالاتفاق مع دول الخليج العربي والمملكة العربية السعوديه والأردن ولبنان وسوريا , لنفس الغرض بموجب اتفاقيات دوليه ترعاها جامعة الدول العربيه ومنظمة الأمم المتحدة.كما نقترح الاستفاده من تجارب الدول التي أشرنا اليها مثل سنغفورا وأبوضبي والسعوديه والجزائر وتونس.كما يتولى العراق بالتوافق مع الدول العربيه , بنقل الماء بأفضل الطرق التي تحقق الجدوى الآقتصاديه وتوفير شروط الأمان.ثم تنفذ الخطط اللا زمه من قبل الجهات الرسميه العراقيه, لتوزيع المياه داخل العراق وتأمين شرب الماء للسكان والمواشي وسقي المزروعات على مدار العام حسب الحاجه , بموجب خطط مدروسه ودراسات رصينه.واعتبار هذه المشاريع مستدامه لحين اعادة حقوق العراق المائيه كاملة الى نهري دجلة والفرات وكافة المصبات اليهما.من الضروري أن يتم تخصيص الأموال الكافيه في الموازنه العراقيه , من أجل البحث العلمي في مجال الطاقة المتجدده وتأمين المياه للزراعه والشرب بطرق غير تقليديه مثل حالات الجفاف. | |
|