الحشد الشعبي شبهة وجناية طائفية يقودها نغول ايران في العراق شبكة ذي قار عبد المنعم الملا أختلف العراقيين فيما بينهم حول ما يسمى بمليشيا الحشد الشعبي، فمنهم من يعتبر هذه المليشيا مكونٍ خارج عن القانون ومنهم من يعتبره منقذاً وامتداداً للمؤسسة الامنية والعسكرية العراقية التي انتهت تماماُ بعد احتلال العراق 2003 ةقرار المجرم بريمر بحلها. وللوقوف على جدلية الموضوع بخصوص هذا المكون علينا أن نقف عند حقيقة أصل هذا المكون الطارىْ.
فبعد 2003 سادت ظاهرة انتشار المليشيات والعصابات في شوراع العراق من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه، واصبح لهذه المليشيات قوة فعلية على الأرض، نُفذ من خلالها العديد من العمليات الاجرامية والتفجيرات الوحشية وسط الجموع المدنية الأمنة، سواء تلك في المحافظات المنكوبة او الموجودة في بغداد. الغالبية العظمى من هذه المليشيات الطائفية مدعومة من ايران ومن الحرس الثوري الايراني تحديداً، وفيلق القدس الايراني بقيادة قاسم سليماني الحاكم الفعلي للعراق، ولهذا السبب تستغل هذه المليشيات ضعف السلطة ( الدولة ) العراقية وقواها الامنية والعسكرية المنبطحة بالمطلق الى سلطة سليماني والولي الفقيه في ايران.
بحيث اصبح انخراط العديد من هذه المليشيات والعصابات في اجهزة الدولة ومؤسساتها الامنية امراً غير مستغرب وباتت تنفذ عملياتها مستخدمة وسائل ووسائط الاجهزة الحكومية فيها، دون رادع أو قانون يجرؤ على محاسبتهم أو وقف عملياتهم الاجرامية، ( قاسم الاعرجي وزارة الداخلية لديها اتصالات مع العصابات والمليشيات / NRT وصحيفة الاندبندنت البريطانية / تشرين الثاني 2017 ) .
ولاضفاء شرعية اكثر لهذه المليشيات تم جمع هذه المليشيات السائبة لتشكل مليشيا واحدة مع الاحتفاظ لكل مليشيا باالاسم الاصلي تحت مسمى الحشد الشعبي بموجب فتوى السيستاني، فتوى الجهاد الكفائي، وهو المرجع الفارسي الذي افتى في الايام الاولى لاحتلال العراق بحرمة مقاتلة الاحتلال، وهو نفسه الذي افتى بضرورة دعم الاحزاب الطائفية المشاركة في انتخابات العملية السياسية التي فرضها الاحتلال عنوة رغم قناعته الكاملة من أن غالبية المشاركين في العملية السياسية من احزاب وشخصيات ماهم إلا شلة من السراق والفاسدين والقتلة والمجرمين * ( عام في بغداد / بول بريمر 12 ايار 2003 ) ، فمنهم من كان مطلوباً لدول اقليمية ودولية مثل جمال جعفر محمد علي ابراهيمي أو الملقب بأسم أبو مهدي المهندس وهو أحد أبرز قيادي الحشد ونائب هادي العامري قائد مليشيا الحشد الشعبي، والجدير بالذكر أن كلا المذكورين ترعرعوا وقاتلوا مع ايران ضد العراق ابان حرب الايرانية العراقية.
ولم يقتصر انخراط ودمج الحشد الشعبي على المؤسسات الامنية والعسكرية، بل تعدى الأمر ليصل إلى مشاركته ( أي الحشد الشعبي ) في الانتخابات البرلمانية العراقية المدعومة من امريكا وايران وبشكل مطلق، ليفوز هادي العامري بالمرتبة الثانية بعد سائرون والتي كانت تشكل جزءاً من الحشد ايضا تحت اسم مليشيا سرايا السلام. وبغض النظر عن الخروقات وعمليات التزوير التي رافقت هذه الانتخابات، وباعتراف حيدر العبادي رئيس الوزراء وعضو حزب الدعوة العميل الذي ينتمي اليه نوري المالكي وباقي الرهط الفاسد المسيطر على مقاليد السلطة في بغداد. ولاننسى ملايين الدولارت التي كانت تهرب باسم هادي العامري عبر منفذ المنذرية مع ايران، بصنايق مموهة كتب وضعت تحت اعلانات هادي العامري وقائمته.
ما يعني أن مسألة مشاركة الحشد في العملية السياسية والانتخابات امراً قد دبر له باوامر من ايران، ومثلما أعلن عضو ما يسمى بالمجلس الاعلى بالثورة الثقافية علي بور ازغدي الذي قال ( أن رئيس الوزراء العراقي القادم سيكون جندي من جنود قاسم سليماني ) .
ولربما هذا يقودنا لطرح الراي السياسي من وجهة نظر عسكرية بهذه المليشيا الطائفية، أما الراي السياسي الحكومي السائد فبالتاكيد سيدعم هذه المليشيات لاسباب عديدة، على رأس هذه الاسباب هو القاعدة لمشتركة التي تربط بين هذه المليشيات والمكون السياسي الطائفي المتمثل بالبرلمان والحكومة العراقية فكلاهما يخضع لنفس السلطة الدينية التي يمثلها السيستاني والسلطة السياسية والعسكرية المليشياوية التي يمثلها الحرس الثوري الايراني وبالتالي النظام السياسي والديني في ايران.
ولطالما تعودنا على سماع نعيق صفويي العراق ( سنة وشيعة السلطة ) ، ونغول الفرس ( علي السيستاني وقاسم سليماني ) ، وهم يتحدثون عن امجاد فارسية وهمية حاولوا من خلالها ان ان يكرسوا وجود هؤلاء الامعات والمجرمين على أرض العراق الطاهرة. لكن ما يُستغرب منه هو حديث أحد ( الضباط العراقيين ) كما يدعي ويضع صورة عسكرية له مفتخراً بكل تبجح على موقع للتواصل الاجتماعي، في مناسبة حضرتها قبل فترة ليست بالقصيرة، وهو يتحدث عن الحشد الشعبي بايجابية واريحية وان فيهم ضباط عراقيين من الجيش العراقي.
قاطعته وقلت له، لو كنت ضابطا في الحشد الشعبي فحالك اسوء من حال كل من شارك في هذه الفتوى الخبيثة التي صنعت الحشد الشعبي الاجرامي، ضابطاً كان ام عنصراً اجرامياً مليشياوياً. لأنك ختت شرف المهنة ونكثت بالعهد والقسم الذي قطعته عندما تخرجت من الكلية العسكرية ( إن صح خبره ) التي لم تتخرج منها إلا بعد أن تقسم على كتاب الله بالدفاع عن الوطن والشعب، فمثلك كان له أن يفتخر، حاله حال الكثيرين بل الغالبية العظمى من ضباط ومراتب الجيش العراقي الوطني قبل 2003، لا أن تنخرط مع المليشيات وتصبح قاتلاً مثلهم، بل وتتفاخر أنك منهم للأسف.
ولعل سأل يسأل وما الداعي لخوض هذا البحث عن الحشد الشعبي او من يدافع عنه، والجواب أن المعلومات هي جزءا من بحث قد كتبته عن الحشد الشعبي منذ مدة ولم انتهي منه بعد، وأنه وللأسف من دافع عن الحشد بالأمس بات من منظري الوطنية اليوم ..! وإن دل هذا على شيء فأنه يدل على ان الاحتلال وحكومته العملية قد حققوا الكثير من االمؤامرات والدسائس الخبيثة التي أقرها الدستور البغيض الذي خطه الصهيوني نوح فليدمان، لكن ما شاهدناه ونشهده الى يومنا هذا من ادعياء الوطنية، اقسى بالف مرة مما صور في ذلك الدستور المسخ، بل ومن جميع القتلة والمجرمين المشاركين في الحشد الشعبي، فكيف يستقيم ذلك؟!
وقفت ملياً امام هذه الحادثة ولم اجد تفسيراً لها غير أن المتلونين والمارقين الذين يضعون قدماً هنا واخرى هناك قد كثروا مع طول عجاف سنين الاحتلال وسلطته والعملية السياسية السرطانية التي أثبتت فشلها وباتت ساعة سقوطها وشيكة لا محال بإذن الله وعزيمة الشعب العراقي المقاطع لها، ولربما قد نفذ صبرهم في الثبات على درب النضال والتضحية الذي لم يمشوا منه إلا خطوات قليلة فقط.
لا نريد الخوض اكثر في بحث هؤلاء ولكن سيكفي القول لهم، قبل أن يُنظروا علينا بدروس القيادة والنضال الوطني وكأنهم إله الوطنية ومخترعيها، ولا وطنيين غيرهم ..! نقول إن لصبر حدود تعرفوها فإياكم أن تعبروها ..!
والعاقبة للمتقين
عبد المنعم الملا
لندن ٧ / حـزيران / ٢٠١٨
الجمعة ٢٤ رمضــان ١٤٣٩ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٨ م