البصرة الثائرة هي كل العراق
شبكة ذي قار الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس / أكاديمي عربي من العراق
خمسة عشر عام عجاف ظالمات قاسيات لا نبالغ إن قلنا انها لم يمر لها مثيل على شعب في كل تاريخ العالم ربما باستثناء واحد هو شعب فلسطين الشقيق مع فوارق كمية ونوعية ترتبط بالزمن والجغرافية ونوع العدوان . صبر العراقيون صبر أيوب وزادوا عليه وقدموا ملايين الرقاب العزيزة على مذبح الحرية . تمسكوا بحبال الحكمة والتعقل وتعلقوا بمديات المطاولة بالأنفاس الغالية ومنحوا الفرصة لمن يستحق ولمن لا يستحق وهم يرون بأم أعينهم عمائم تسرق نفطهم وتهربه وآيات وحجج تتاجر بالمخدرات وترتشي وتفسد في الأرض وسياسيون يبيعون المناصب ويستغلون بجشعهم وشراهتهم الوقحه الشوارع والموانئ والمطارات ويتاجرون بالكهرباء وبالماء والخدمات على حساب الشعب والوطن . شاهدوا بأعينهم الحرام بكل أنواعه يمارسه القادمون الى الوطن تغطيهم أتربة دبابات وأحذية الغزاة من الكفار والوجوديين والشواذ بعد أن وقعوا صكوك تسليمه لامريكا وللصهيونية ومنحوه هبة لايران المعتدية القاتلة المجرمة الفاجرة مقابل فرص عاهرة لسلطة لا تحكم خلفياتها ونهب للمال العام والخاص لم يعرف له شبيه من قبل …. شاهدوا كل هذا وهم يجوعون ويعطشون ويعانون الفاقة والحرمان ويقاتلون الارهاب الذي صنعه نوري المالكي وخامنئي .
كان أهل البصرة العرب الاصلاء يرون مدينتهم تفرس ومذهبهم يدنس ودينهم يضيع الى جانب خيراتهم التي حباهم بها الله . كانوا يرون نفطهم يهرب الى ايران وغيرها وماءهم يجف ويعلوه طفح التلوث حتى ماتت غابات نخلهم ونفق سمكهم وشحت عليهم حتى رائحة الخبز. لقد شهدوا بأم أعينهم إلانتقام الفارسي من البصرة لانها قاتلت الغزو الفارسي في قادسية صدام المجيدة وانتصرت عليه وكان لها شواهد أبكت العجم في الفاو ونهر جاسم وغيرها كثير .
ويوم طفح كيلهم وخرجوا سلميين مسالمين ينصحون قبل أن يصرخون أحتقرتهم السلطة التي لم يمض زمن طويل على هرب رأسها ( المحافظ ذو الجنسية الاسترالية ) محملا بحقائب الدولارات التي نهبها وعبر ايران القاتلة وحين صرخوا مطالبين بالخبز والكرامة والماء الصالح لغسل اليدين قبل أن يكون صالحا للحياة كان الرد عقابا عدوانيا من ايران وعبيد ايران في سلطة البصرة المحلية حيث قطعت الكهرباء بالكامل وتحولت روافد الماء القادمة من ايران الى شحة محملة بالسموم .
كان رد أدعياء الديمقراطية ليس الاهانة والاحتقار لشعب الذرى والكرامات ولمدينة العلم والتاريخ والحضارة فحسب بل زادوها الى المواجهة بالعنف والعنف المفرط وصولا الى الرصاص الحي الذي أسقط شباب البصرة المطالبين بحقوقهم مضرجين بدماءهم بين قتيل وجريح .. وكأن السلطة الاحتلالية القذرة التي صبر عليها شعب البصرة تنتقم لذاك الاستفتاء الذميم للانفصال بفيدرالية الذي أبكت نتائجه الشعبية عمار الزنيم وحزبه الفارسي اللئيم..
البصرة لم تنتفض للماء والكهرباء والغذاء والدواء والخدمات والكرامة المهانة لخمس عشرة سنه فقط بل ثارت لعراقها المحتل الواقع في كوارث التدمير الممنهج على يد أميركا وايران . البصرة ثارت ضد الطائفية وحكم العمامة الفارسية فداست على قدسية مزيفه ودين لا ينتمي الى الله ومذهب زنيم لا ينتمي لدين . البصرة ثارت ثأرا للفلوجة والحويجه والموصل . البصرة ثارت تطالب بالدماء الغزيرة التي سفكها نوري المالكي تحت ذريعة محاربة داعش وهو يوسع في حقيقة الامر الاحتلال الايراني في مدن العراق العصية.
قلنا في بداية انتفاضة البصرة والجنوب انها بداية لثورة تحرير العراق , هي ثورة عشرين جديدة بل وقادسية جديدة وقلنا انها لن تتوقف بل ستتصاعد ليس لاننا نعرف ان كيل الشعب قد طفح وان الصبر قد عبر حدوده بل لأننا نعرف ان السلطة الحاكمة في العراق عاجزة وغير قادرة بل هي أصلا غير راغبة ولا تمتلك ارادة تصحيح أوضاع رثة خلقتها هي والاحتلال المركب للعراق ولشعبه .
انها فرصة العراق من دهوك الى أم قصر في أن يلتحق بشجعان مدينة المدن وشعب القادسية , فرصة لانطلاق ثورة التحرير التي بدونها سيظل الظلم ويتوسع ويزداد . ان إنتصار السلطة المجرمة الان على ثورة البصرة سيكون له ثمن غالي جدا يدفعه كل شعب العراق وستطول سنوات الهلاك وترتفع كلف التحرير . لذلك نطالب شعبنا الذي مزق ثياب القدسية الرثة ورماها تحت أقدام شبابه الثائر في المثنى وكربلاء والنجف وذي قار وميسان وبغداد والكوت بأن يلتحق بثورة البصرة لانها ثورة كل العراق . نطالب شباب العراق بأن يصنعوا غدهم المشرق من بين طيات الظلام الحالك التي مضى عليها خمسة عشر وستطول إن لم يفعل الان .. وليتذكر الجميع:
إن أميركا التي غزتنا وأحتلت وإهانة بلدنا وشعبنا قد نزفت الدم قبل أن تصير دولة عظمى.
وان بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا قد غرقت بدماء فتنة الكهنوت قبل أن تصير دولا تحترم الانسان وتعيش وتدوم من أجله .
وليقتنع الجميع بلا إستثناء ان ايران تحتلنا باسم مذهب هو ليس تشيعنا العربي ولا مذهبنا الجعفري العروبي ولا أي من مذاهبنا الكريمة بل تدميرا لها وإغراقا لها بالخرافة والشعوذة والدجل والباطل . إنها تحتلنا إحتلالا قوميا فارسيا إستيطانيا أسوأ وأخس من الاحتلال الصهيوني المجرم.
تحية لبطولة البصرة والجنوب والفرات تلتحق بتلك التي حيينا بها الانبار وصلاح الدين وديالى وكركوك وأم الربيعين الباسلة..
تحية لدماء مدن البصرة التي عانقت دماء الحويجه والفلوجه .
تحية لثوار البصرة أحياءا وشهداء لانهم ثوار العراق والعروبة والدين الحق حتى النصر والتحرير والاستقلال .
السبت ٢٧ ذو الحجــة ١٤٣٩ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٨ / أيلول / ٢٠١٨ م