أعلن متحدث عسكري أميركي أن أمر انسحاب الجنود الاميركيين من سوريا تم توقيعه. وقال المتحدث "الأمر التنفيذي المتعلق بسوريا قد جرى توقيعه"، دون أن يعطي تفاصيل
إضافية.
وقالت مصادر أميركية إن من المتوقع أن يكون الإطار الزمني من أجل انسحاب القوات الأميركية من سوريا ما بين 60 إلى 100 يوم.
وينتشر حاليا نحو ألفي عسكري من القوات الأميركية في هذا البلد. وتعد خطة الانسحاب تحولا مفاجئا للاستراتيجية الأميركية، خاصة بعدما عدل الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته التي كررها مراراها في وقت مبكر من هذا العام، وقرر الإبقاء على نحو ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا لمحاربة "داعش".
يأتي القرار بعد مكالمة هاتفية بين ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، الذي هدد بشن هجوم على وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيس لقوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها الولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم "داعش".
ويعقد دبلوماسيون وعسكريون أميركيون وأتراك اجتماعا في واشنطن في الثامن من يناير المقبل، يناقشون فيه ترتيبات ما بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا وكيفية تأمين الحدود السورية التركية.
بموازاة ذلك، يتم تفكيك نقاط المراقبة الأميركية التي أُقيمت في تل أبيض وعين العرب (كوباني) ورأس العين، مع إبعاد وحدات حماية الشعب الكردية عن الحدود.
وبعد أيام من قرار الانسحاب، بدأت روسيا في تحريك قواتها باتجاه مناطق تسيطر عليها قوات التحالف الغربية، وهو ما اعتبره خبير عسكري جزءا من ترتيبات لملء الفراغ الذي ستخلفه واشنطن.
ووصل رتل عسكري روسي مدعوم بآليات ومنازل متنقلة إلى البادية السورية، وتحديدا منطقة ظاظا جنوب شرقي البلاد، في تحرك اعتبر مقدمة لإنشاء تمركز أو قاعدة عسكرية في المنطقة التي تبعد نحو 50 كيلومترا عن قاعدة التنف، الواقعة قرب الحدود العراقية والأردنية، وتضم قوات أميركية وبريطانية وعناصر من المعارضة المسلحة المدعومة من التحالف الدولي.
ردود فعل دولية
في باريس، عبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "أسف شديد" تعليقاً على الانسحاب الأميركي، مشيرا إلى أزمة في الثقة مع الولايات المتحدة.
وأشار مسؤول فرنسي أن ماكرون قال لترامب: "كن حذرا، نعتقد أن هذا الأمر مبكر بعض الشيء". وغالبا ما يوصف ماكرون بأنه زعيم له تأثير على ترامب وتربطه به علاقة شخصية وعلاقة عمل جيدة.
من جهتها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، إن قرار ترامب بالانسحاب من سوريا ظنا منه أن تنظيم داعش قد هُزم "خطير للغاية".
وأضافت في تصريحات إذاعية أن فرنسا لا تتفق مع التحليل القائل بأن التنظيم قد انتهى. "إنه قرار خطير للغاية ونعتقد أنه ينبغي إكمال المهمة".
كما أفاد مسؤول بقصر الإليزيه بأن مسؤولين بالرئاسة الفرنسية اجتمعوا مع ممثلين لقوات سوريا الديمقراطية، التي يهيمن عليها الأكراد، في باريس، وأكدوا دعم فرنسا لهم، وذلك بعد إعلان أميركا سحب قواتها من سوريا.
وفي لندن، قالت بريطانيا إن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديدا حتى وإن كان لا يسيطر على أراض، وذلك تعليقا على قول ترامب إن التنظيم مني بالهزيمة في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان بعد أن بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا "لا يزال يتعين عمل الكثير، ويجب ألا نفقد رؤية الخطر الذي يشكلونه. داعش، حتى وإن كانت بلا أراض، ستظل تهديدا".
من جانب آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إسرائيل ستصعد معركتها ضد القوات المتحالفة مع إيران في سوريا، بعد انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
وقال مكتب نتانياهو إنه تحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن سوريا، و"ناقشا سبل مواصلة التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد العدوان الإيراني".
وقال بعض المسؤولين الإسرائيليين إن تحرك ترامب الذي أعلنه، الأربعاء، قد يصب في مصلحة إيران، التي قد تتمكن من نقل قواتها وأسلحتها من العراق إلى سوريا.