بحضور الرئيس الفرنسي السابق جائزة كردية كبرى تمنح لصحفية عربية
اربيل – احمد الامين:منحت جائزة شفاء گردي، وهي اكبر جائزة صحفية اطلقتها شبكة روداو الكردية، بدورتها الاولى الى صحفية عربية من لبنان تعمل في قناة الان. ووسط احتفال مبهر تسلمت [size=32]جنان موسى الجائزة وتوجت عن سلسلة تغطيات قامت بها في قواطع ساخنة في لبنان والعراق وسوريا وباكستان وليبيا ومالي.[/size]
وقالت لجنة الجائزة المؤلفة من جان عراف واكو محمد وادرين ويلز وجويك كرم، ان الصحفية جنان موسى خاطرت بحياتها في سبيل نقل الحوادث والحقائق واعدت تقارير تلفزيونية في ظل ظروف خطرة. وتوجت الجائزة التي تتضمن مبلغا ماليا وتمثالا ذهبيا صممها فنان كردي من ايران، باسم شفاء گردي، الصحفية والمذيعة في شبكة روداو. وقالت الهيئة التحضيرية للجائزة انها خصصتها لتمثل تحية لذكرى الصحفية الشجاعة شفاء گردي وجميع الصحفيين والمراسلين الذين ضحوا بحياتهم وهم يؤدون مهمتهم المشرفة المتمثلة في نقل الحقيقة، كما انها تكريم لجميع ضحايا تنظيم داعش والذين حاربوا الارهاب وضحوا بحياتهم ليكون عالمنا اكثر امانا يعمه السلام. وتوزعت صور عشرات الصحفيين الشهداء في هذه المجال، على جدران قاعة الاحتفال في فندق روتانا – اربيل بحضور الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وشخصيات حكومية وحزبية ورؤساء منظمات وصحفيين دوليين وبدأت مراسم حفل الافتتاح بالوقوف حدادا على ارواح المضحين، كما عرض فيلم وثائقي يجسد ابرز التغطيات التي قامت بها كردي ويقف عند محطات بارزة من حياتها ومسيرتها الصحفية ثم تحولاتها المهنية من الاستوديو التلفزيوني الى جبهات الحرب.
والقى هولاند كلمة حيا فيها الصحفيين الذين وثقوا بالصور والاقلام حياة الحرب في المناطق التي تولوا العمل فيها، كما شكر اقليم كردستان على مبادرته ازاء المهمات الاعلامية التي قام بها الصحفيون وتم تخليدهم بعد رحيلهم المفجع. واستشهدت شفاء گردي (1986 – 2017) جراء انفجار عبوة مزروعة في منطقة الخسفة في مدينة الموصل، وهي تغطي قصة خبرية عن واحدة من اسوأ جرائم داعش. كما القى نقيب الصحفيين مؤيد اللامي كلمة اجمل فيها اعداد شهداء الصحافة وقال ان عددهم منذ نيسان 2003 وحتى اليوم بلغ نحو 450 شهيدا وعد ذلك شهادة على الدور الوطني الذي اضطلع به الصحفيون في مقارعة الارهاب. فيما اكد ان اعداد ضحايا داعش منهم بلغ نحو 52 صحفيا. وشكر مدير شبكة روداو اكو محمد جميع المشاركين في المراسم السنوية الاولى للجائزة، مشيرا الى ان الشبكة اختارت ان تتوج اعمال وانجازات الصحفيين في جميع انحاء العالم عبر جائزة تحمل اسم زميلة قدمت الانموذج المهني على اداء الصحفيين في الظروف الخطرة. وتعهد بان تكون الجائزة اسهامة لدعم الحريات الصحفية والدفاع عن كرامة الانسان التي حاول داعش تدنيسها. وقال ان الصحفيين شهود على الحوادث لكي يعرفها العالم والحقائق لكي تصل الى الرأي العام. وكان رئيس لجنة الجائزة جويك كرم قد قال ان (اللجنة سعت ما بوسعها الى اصدار قرار منصف) لانها كانت امام اسماء كثيرة وتغطيات رائعة. واكد ان (المعايير التي اعتمدتها اللجنة في اختيار الفائزة تمثلت بالشجاعة والمهنية فضلا عن القصة الجيدة وهي احد الاسس المهمة) ووصف حاملة اسم الجائزة شفاء گردي بانها (غادرتنا لتبني قصتها).
ووسط تصفيق حاد تسلمت جنان موسى الجائزة ثم عرض فيلم وثائقي تحدث عن ابرز التغطيات التي قامت بها في المناطق الساخنة وعكست شجاعة المرأة الصحفية وقدرتها على تولي اعظم المسؤوليات وقالت في كلمة موجزة (ليس سهلا ان تتعامل مع جبهات الموت والقذائف والخوف من الاختطاف).
واعلنت عن (سعادتها بتسلم الجائزة التي تحمل اسم زميلة من كردستان قارعت تنظيم داعش وفضحت اساليبه وافعاله) ثم كشفت عن نيتها التبرع بالقيمة المالية للجائزة الى احدى منظمات او جهات الاغاثة والمساعدة الانسانية، لكنها اشارت الى انها ستعلن عن الجهة على حسابها في موقع تويتر. ثم صدحت الانغام والحناجر باعذب الالحان والاصوات من التراث الكردي ولاسيما تلك الاغنية التي انشدها مطرب معروف وتخلد تضحية شفاء گردي.