حناني ميــــــا الإدارة العامة
معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 23991 نقاط : 218444 التقييم : 15 العمر : 82
| موضوع: ماهو أصل الكلدان وماهي لغتهم؟ السبت 8 يونيو 2019 - 2:07 | |
|
ماهو أصل الكلدان وماهي لغتهم؟ « في: 19:28 22/01/2015 » إختلف المؤرخون في الأتفاق على أصل الكلدان، منهم من قال بأنهم عرق متميز من السومريين الذين أسسوا أول حضارة معروفة في جنوب بلاد مابين النهرين وتمكنوا بمرور الزمن من السيطرة عليها. هذه الفكرة تتناقض مع الكتابات الأولى عنهم والتي تؤكد بأنهم من الأقوام السامية، فقد كتب يوسيفوس في كتابه (Antiquities of Jews) بأن أصل الكلدان هو من أرفكشاد بن سام(1). ومن المثير للأهتمام، التأكيد الذي ورد من المفسر اليهودي كيداليا بن يحيى (1515-1587) بصدد ماذهب إليه يوسيفوس حول أصل الكلدان، حيث ربط اسم كلدو بالأحرف الثلاثة الأخيرة من أسم أرفكشاد (Khaf-Shin-Dalet) ويكتب KESED ويعني (كلدو،بلاد الكلدان) التي يُنسَبُ اليها أل Kasim ، أي الكلدان. من بنى مدينة أور؟ يعتقد بعض المؤرخين بأن مدينة أور عند ولادة أبينا ابراهيم لم يكن يُطلَقُ عليها أسم أور الكلدانيين، لأنهم ينسبون أصل الكلدان الى Kesed أبن ناحور (شقيق أبراهيم) وأنهم لم يكونوا قد نموا ليكونوا أُمّةً كبيرة. إلاّ أن غالبية المؤرخين ترفض هذه الفكرة وتؤيد ماذكره يوسيفوس وابن يحيى حول أصل الكلدان، وأن مدينة أور بناها أور ابن أرفكشاد (أبو الكلدان)، لذلك كان يُطلق عليها أسم أور الكلدانيين عند ولادة أبينا أبراهيم، وهذا ما أكده أيضاً الكتاب المقدس. بأختصار، هذا يدل على أن الكلدان هم (من الشعوب السامية) التي بنت مدينة أور وأُطلِقَ أسمهم عليها. هل كان نبوخذ نصر ملكاً كلدانياً؟ نَسَبَ التلمود اليهودي أصل نبوخذ نصر الى نمرود، والمعروف أن نمرود لم يكن سامياً بينما الكلدان ساميون، هذا جعل الكيثرين يعتقدون بأن نبوخذ نصر (أشهر ملوك الكلدانيين) ليس كلدانياً! ولحسن الحظ، جاء نفي هذا النسب عن طريق ابرز مُفسري وعلماء التلمود من اليهود أنفسهم الذين ذكروا بأنه لايجب قراءة التلمود حرفياً وتفسيره بهذا الموجب، وحيث أنه لايوجد مصدر واحد ينسب نبوخذ نصر الى نمرود، فإنه -أي التلمود- لم يكن يعني حرفياً بأن نبوخذ نصر كان حفيد نمرود، أو حتى ينتهي نسبه إليه(2). عوضاً عن ذلك، أوضحوا بأن التلمود كان يجري مقارنة جزئية بين نمرود الحاكم الشرير الذي إضطهد أبراهيم، ونبوخذ نصر، الذي كان ملكاً سيئاً أيضاً -بحسب اليهود- لأنه إضطهدهم. هذه المقارنة شبيهة اليوم بمقارنة كل دكتاتور بكل من (ستالين، هتلر، صدام حسين وغيرهم)ووضعه في خانتهم، فهل كان صدام روسياً أو ألمانياً؟ أقروا بهذه الحقيقة بعدما تأكدوا من عدم وجود أية أدلة قاطعة عن علاقة نبوخذ نصر أو الكلدان بالشعوب الحاميّة كما ذكر البعض. ماهي لغة الكلدان؟ الذين شككوا بوجود لغةً خاصة للكلدان، أو ذكروا بأنها إنقرضت تماماً بزوال إمبراطوريتهم أو حتى قبل سقوطها، بنوا معظم قناعاتهم على ما جاء في التلمود أيضاً (لنفس الأسباب التي أنطلق منها-التلمود- في ربط نبوخذ نصر بنمرود). لو صدّقنا ما جاء في التلمود، فأن الكلدان لم تكن لديهم لغة خاصة بهم وتكلموا الآرامية، وهذا ما يُعَوّل عليه البعض كثيراً بأنهم آراميون دون وجود دليل مادي قاطع يثبت ذلك. لكن الحقيقة تقول غير ذلك، لأنه كان للكلدان لغتهم الخاصة قبل أن تنحصر في البلاط الملكي وتفقد (جوهرها) لأسباب عديدة سنأتي الى ذكرها، ويستعملوا اللغة الأرامية التي كانت منتشرة في ذلك العصر. والسؤال هنا: ماذا كانت لغة الكلدان الأصلية إذاً؟ يؤكد الكثيرون من المختصين بأن لغة الكلدان لها جذور أكدية أو حتى أقدم من ذلك بكثير، أي سومرية. قال راشي(3) أن التلمود لم يكن يعني بأن لغة الكلدان (المحكية) قد إندثرت بشكل نهائي، ولكن قام الكلدانيون بأستعمال (اللغة الآرامية) التي أخذوها من شعب آخر (الآراميين) لكونها اللغة السائدة في ذلك العصر، حالهم حال شعوب عديدة أخرى في المنطقة تَبَنّتْ هذه اللغة. وهذا لايعني مطلقاً بأن الكلدانيين والآراميين قوم واحد، فالآراميون سكنوا في الجزء الشمالي من بلاد مابين النهرين (حيث ارام)، أما الكلدان فسكنوا في الجزء الجنوبي منها (حيث بابل وسومر). ويؤيد مفسرو التلمود مثل رابي ألكابيتز (1500-1580) هذا الرأي ويرى بأن الكلدان من عهد نبوخذ نصر والملوك الذين جاؤوا بعده كانوا يتكلمون الآرامية بعد أن أخذت اللغة الكلدانية بالأنحصار في البلاط الملكي وكانت تُدَرّسُ فيه لأفراد الحاشية فقط، إلا أنها كانت موجودة، حيث ورد ذكرها في سفر دانيال (٤:١). وهذا يدل على أن اللغة الكلدانية الأصلية لم تكن الآرامية كما يدّعي البعض، فلو كانت الكلدانية هي الآرامية نفسها لأنتفت الحاجة الى تدريسها في البلاط الملكي للمحافظة عليها لأنه من المفترض أن ملوك الكلدان، كما العامة، كانوا يجيدون الآرامية(4). ويضيف ألكابيتز بأن اللغة الكلدانية أنقرضت في عهد ملك الفرس أخشورش بتأثير من اليهود الذين كان لهم نفوذ واسع في بلاطه (إقرأ سفر أستير). وفي هذا الصدد، رفض كل من ماهارشا ورابي ألتر (1847-1905) مرة أخرى فكرة القراءة الحرفية لما جاء في التلمود، وإنما عوضاً عن ذلك، يجب فهم وتوضيح محتوى النص بالشكل الصحيح (5). وأن التلمود بإشارته الى عدم إستمرار اللغة الكلدانية لايعني بأن لغتهم الفعلية (المحكية) لم تستمر، وأكدوا بأنه كان يشير هنا الى إختفاء الجوهر الأساسي (المبادئ الأساسية) للغتهم، أي التدوين، بمعنى إنهم تخلوا عن حروف وقواعد لغتهم وتبنوا الآرامية، وهذا هو سبب بعد اللهجة (اللغة) الكلدانية والآشورية المحكية مثلاً عن الآرامية (السريانية) الفصحى مقارنة باللغات الأخرى كالأنكليزية والفرنسية لتداخل معظم مفردات هذه اللغات وإندماجها مع الآرامية الفصحى التي كانت طاغية. هذا يعني بأن لغة الكلدان الأصلية هي الأكدية/السومرية، وعندما فقدوا (جوهر) لغتهم كانوا بحاجة لأستعارة هذا الشئ من الآرامية للحفاظ على إستمراريتهم. ملاحظة: هنا لابد أن أشير بأن التلمود بإدعائه إنقراض اللغة الكلدانية هو تأكيد منه على وجود هذه اللغة، لأنه كيف يمكن للغة غير موجودة أصلاً أن تنقرض؟ أنه يناقض نفسه بنفسه. الخلاصة: ١- الكلدان من الأقوام السامية التي ينتهي نسبها الى أرفكشاد بن سام بن نوح. ٢- الكلدان هم من بنوا مدينة أور ونُسبَتْ إليهم. ٣- الملك نبوخذ نصر كلداني. ٤- أصل اللغة الكلدانية هو الأكدية/ السومرية، تبنوا جوهر (مبادئ) اللغة الآرامية عندما أخذت لغتهم المكتوبة بالأندثار، وهذا لايعني بأن الكلدان والآراميون شعب واحد. ٥- كان لليهود دور كبير في القضاء على اللغة الكلدانية (المكتوبة) بعد سقوط الدولة الكلدانية وذلك لنفوذهم الواسع لدى ملوك الفرس وحقدهم على الكلدان الذين دمروا مملكتهم وهيكلهم وسبوهم الى بابل، لذلك نفهم ما جاء في تلمودهم حول الكلدان وملكهم الأشهر نبوخذ نصر والذي نفاه علماؤهم ومؤرخوهم أنفسهم. حتى أن أحد أبرز علماء التلمود اليهود أشار ساخراً الى إحدى آياته التي جاء فيها بأن الله تَنَدّمَ لأنه خلق الكلدان! إنها روح الأنتقام والتشفي والتشهير بالكلدان، لهذه الأسباب يرفض علماء ومفسري التلمود البارزين قراءته والأخذ به حرفياً. جاك الهوزي corotal61@hotmail.com الهوامش: 1Kitvei Yosef ben Matityahu, Kadmoniut HaYehudim Vol. 1 (Jerusalem: Reuven Mass, 1939) pg. 27 2R. Hayyim Yosef David Azulai (1724–1806) in his work Petah Einayim (to TB Hagiga 13a) notes that a contradiction between selections of Tosafot to differing tractates is not considered a contradiction because they were authored by different people. However, Tosasfot HaRosh, which was ostensibly written by one person, namely R. Asher ben Yehiel (1250–1327), also contains this contradiction: In Tosafot HaRosh to TB Hagiga 13a, he writes that Nebuchadnezzar was not literally a descendant of Nimrod, while in Tosafot HaRosh to TB Yevamot 48a, he writes that he was. This contradiction has yet to be resolved 3To TB Megillah 10b, as explained by R. Yosef Hayim of Baghdad (1832–1909) in his Talmudic work Ben Yehoyada (there 4Ibn Ezra (Daniel 2:4) writes that when the Bible says that Nebuchadnezzar’s necromancers spoke to him in Aramaic, this refers to the Chaldean language, which was spoken by the king. See also M. Amsel, Shut Hamaor Vol. 1 (Brooklyn, 1967) pp. 472–474 5Sfat Emet (to TB Megillah 10b ماهو أصل الكلدان وماهي لغتهم؟ |
|
| |
|
لطفي الياسيني معلومات إضافية
الأوسمة : المشاركات : 80135 نقاط : 713946 التقييم : 313 العمر : 118 | موضوع: رد: ماهو أصل الكلدان وماهي لغتهم؟ السبت 8 يونيو 2019 - 3:02 | |
| تحية الاسلام والعروبة ابرق اليك تحية خاصة من مسرى رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن مهد السيد المسيح عليه وعلى امه افضل الصلاة والسلام ان كل مفردات ثقافتي والمعاجم قاطبة لا تفيك حقك من الشكر والاحترام والاكبار لك مني عاطر التحية واطيب المنى ودي قبل ردي | |
|