[٢٨/٨ ١٢:٥٩] الطغراءي: هديتي للشاعر الدكتور لطفي الياسيني حفظه الله
[٢٨/٨ ١٣:٠٠] الطغراءي: المسارات الجهاديّة
في شعر
الشّاعر الدّكتور لطفي الياسيني
بقلم: حسين أحمد سليم
باحث و مهندس فنّان عربي من لبنان
الشّعر المقاوم، وليد المعاناة الوطنيّة و الإنسانيّة، التي يعيشها الشّاعر تحت وطأة القهر و الإحتلال الغاصب... و يولد الشّعر المجاهد و المكافح في ظلّ هذا الواقع المرير، يحكي سيرة جهاديّة مغايرة عن فنون الشّعر الأخرى، تتجسّد في مضامين أبياتها صنوف المعاناة، و تعكس حالات الرّفض الجهاديّة و حركات فعل المقاومة... و الشّعر هنا، هو سيل دافق, هادر، جارف, حارق، يتأجّج في صدورنا و حنايانا, و هو القوّة الخارقة, التي تحوّل قلوبنا, إلى جمر مستعر... و هو السّلطة التي تحوّل عيوننا إلى قناديل تنبثق منها شرارات الثورة, و هو السّحر المميّز الذي ينقلنا إلى قلب المعركة, و يحوّل وجودنا الروحيّ و المادّي إلى طاقة إستشهاديّة معطاء دون قيد أو شرط... فتولد اللوحة الكتابية الفنّيّة قصيدة شعرية مقاومة...
تلك اللوحة الكتابيّة الفنيّة الشّعريّة المقاومة بكلّ معالمها و مضامينها, و رغم الألم التّاريخيّ و الجغراففيّ الذي يعانيه المقاوم و المجاهد الشّاعر الدّكتور لطفي الياسيني, فهو ينثر من عناصر قصائد شعره وجع الواقع امرير العالق في أوتار الأحاسيس و المشاعر, و الذي يضمّخ حركة إهتزاز المشاعر الإنسانيّة, برائحة و عبق الكفاح المتنامي لتحرير الأرض المقدّسة, أرض فلسطين المحتلّة، لتنهل قريحة الشّاعر الدّكتور لطفي الياسيني، من واقع الحال و مكامن الذّكريات المؤلمة, و حركة فعل الرّؤى للغد الآت... يؤرّخ الياسيني سيرة حياته و سيرة فلسطين و العرب، بخواطر من الماضي للحاضر فالمستقبل, يسترجع مذكّرات الأمس المليئة بمعاناة الآلام و الأوجاع، يترجمها في أفق الحاضر لرسم معالم المستقبل... فإذا الكون بإمداداته المتّسعة و فضاءاته اللامتناهية في متناول الشّاعر الياسيني، ليقدّم لوحة إبداعات أعماقه على صفحة من ضوء مرسومة بالحروف و الكلمات و المقاطع و البحور و العروض... و بقدرة عجيبة تجترح فعل التّماس البعد الفنّي لبناء هرميّة النّصّ في قصيدة شعريّة مجاهدة و مقاومة في مكانها و زمانها المناسبين... هذا الوحي العجيب الذي يخلقه الواقع المرير من جرّاء إحتلال و إغتصاب الأرض الطّاهرة فلسطين, و الشّاعر الياسيني، بحكم سعة معرفته و خبرته، له القدرة على تحويل الأحاسيس إلى صور شعريّة من نوع آخر، و لها خصوصيّة تعكس فعل التّفرّد في منهجيّة التّعبير, عمّا يجول في النّفس من شجوّ, و من إنفعالات شتّى، تفتح النّوافذ على مساحات الرّؤى الفكريّة الفنّية و الشّعريّة, أمام ناظريّ الشّاعر الياسيني... و كلّما إزدادت في شحناتها تلك الأحاسيس، بفعل حركة الشّعر الرّحويّة, كلّما كانت الولادة الشّعريّة الفنّيّة لقصيدة مقاومة و مجاهدة...
ففي حركة فعل المقاومة الجهاديّة من أجل الأرض و الوطن و الإنسان و الحياة، و في لحظة حركة فعل الثّورة على المغتصب، تك المنفلتة من قيود المكان, و من فعل حركة الزّمان, تولد لحظة الخلق و الإبداع الشّعري... و في تلك الفضاءات الخياليّة الممتدّة, الموغلة في الإتّساع اللانهائيّ, هناك, تتجلّى على ذمّة ماورائيّات القدر, لتبتدئ اللحظة اللامحدودة, التي تحمل السّر الدّفين عند الشّاعر الياسيني, التي تجسّد فعليّا، سمة الإستمرار في كنه الحياة... من ذلك الحال المغمور, تنطلق الخيوط النّورانيّة الفضّية الطّيف, بالإهتزازات الأثيريّة المتماوجة, لتتولّد الأحاسيس الثّوريّة, و تتكاثر المشاعر الكفاحيّة, و تقترن ببعضها العض, فعل حركة رفض مطلق للواقع القاهر, لحركة إغتصاب الوطن، فتنهمر من السّحب الفكريّة اللامتناهية, المضمّخة بحب الوطن فلسطين و الإستشهاد من أجله، معالم البوح الثّوريّ, إنهمار المطر العاصفف فوق الأرض العطشى لمقاومة الإحتلال الغاصب... فعل حب و عشق لفلسطين عند الشّاعر الدّكتور لطفي الياسيني...
الكتابة الشّعريّة الجهاديّة عند الشّاعر الدّكتور لطفي الياسيني… حالة من نوع آخر، مودعة في بواطن حناياه الفكريّة، أكبر من أن تعرّف بحروف أو كلمات أو أقوال أو قصائد أو خواطر, و أوسع من أن تحدّ بكتاب, أو موسوعة... أو حتّى بترجمة مادّية, أو تحصر بمشاعر شعريّة ثوريّة... و نبقى عاجزين عن أيفاء الشّعر بنبضه العارم، عند الشّاعر الياسيني, و الإخلاص لنبضات عقله الشّعريّة, و الدّخول إلى حنايا الأفكار لديه, و الإبحار في شفافيّة الرّوح عنده, و التّحليق في طورها و سحرها اللانهائي, خارج حدود الزّمان, و أبعد من محدوديّة المكان, و من الصّعب إعطاء الشّعر حقّه عند الشّاعر الياسيني من لمسات الجمال, و نقاء العذوبة, و صفاء التّسامي, و لوعة الشّجوّ, و توكيد الحقّ و الحقيقة, ذلك فعل الخلق و الإبداع الشّعري...