تدافع الحشود في تشييع سليماني يؤدي لمقتل أكثر من 50 شخصا… وقائد «الحرس الثوري»: سندمّر «مكانا محببا لقلوبهم»!
منذ 3 ساعات
0
حجم الخط
كرمان ـ «القدس العربي» ـ وكالات: تجمع حشد كبير في كرمان الإيرانية، أمس الثلاثاء، لحضور مراسم دفن الجنرال قاسم سليماني، متوعدين بالانتقام لمقتله بهتافات، قبل دفنه في هذه المدينة الواقعة في جنوب شرق إيران.
وامتلأ وسط المدينة، مسقط رأس قائد فيلق القدس الراحل، بمد بشري شبيه بالذي شهدته البلاد الأحد والإثنين الماضيين في طهران، ومدن أخرى في البلاد، خلال التشييع الشعبي لجثامين سليماني ورفاقه الذين قتلوا معه في ضربة أمريكية، الجمعة، في بغداد.
- اقتباس :
- وزير الخارجية الإيراني يصف الاغتيال بـ«إرهاب الدولة»… والبرلمان يعتبر «كل القوات الأمريكية إرهابية»
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن 50 شخصاً على الأقل قٌتلوا في تدافع، أمس الثلاثاء، عندما احتشد عشرات الآلاف لتشييع سليماني في مسقط رأسه، مما اضطر السلطات لإرجاء دفن الجثمان عدة ساعات. وبدأ دفن سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني عصرا في مدينة كرمان، بعد أربعة أيام من مقتله في ضربة بطائرة مسيرة أمريكية في العراق يوم الجمعة، مما تسبب بسقوط المنطقة في دوامة أزمة جديدة، وأثار مخاوف من اندلاع صراع أوسع.
وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية «قبل دقائق قليلة نقل جثمانه إلى قسم الشهداء في مقبرة كرمان»، مضيفة أن عملية الدفن بدأت.
وذكرت الوكالة نقلا عن عباس أميان كبير الأطباء الشرعيين في كرمان، أن عدد قتلى التدافع خلال الجنازة بلغ 50 قتيلاً. وقال مسؤول في خدمات الطوارئ لوكالة فارس للأنباء، إن 213 شخصا آخرين أصيبوا.
إلى ذلك، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي للحشد في كرمان أن «طرد الولايات المتحدة من المنطقة بدأ». وأضاف: «إرادتنا حازمة. نقول أيضاً لأعدائنا إننا سننتقم، وإذا ضربوا (مجدداً) سوف ندمر مكاناً محبباً لقلوبهم»، في قول اعتبره مراقبون تلميحا ممكنا للسفارة الأمريكية في بغداد. وتابع: «هم يعرفون عن أي أمكنة أتحدث». وأكد قائد الحرس الثوري وأمامه نعشا سليماني وذراعه اليمنى العميد حسين بورجعفري من ساحة أزادي في كرمان، أن «الشهيد قاسم سليماني أقوى وأكثر حياةً بمماته»، و«هو أخطر الآن بالنسبة للعدو». وفي خطوة رمزية لتزامنها مع مراسم دفن سليماني، اعتمد مجلس الشورى الإيراني الثلاثاء بشكل طارئ قانوناً يعتبر كافة القوات الأمريكية، بما في ذلك وزارة الدفاع «إرهابية».
وكان البرلمان الإيراني قد أقر أخيراً قانوناً يعتبر القوات الأمريكية المنتشرة في القرن الأفريقي إلى آسيا الوسطى، مروراً بالشرق الأوسط إرهابية. لكن النص الجديد أدرج وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) وكافة القوات الأمريكية والمسؤولين عن اغتيال سليماني، وكل شخص معنوي أو حقيقي مرتبط باغتيال سليماني، في إطار هذا التصنيف.
ومنذ اغتيال سليماني زادت الخشية عالمياً من تصعيد إضافي في منطقة الشرق الأوسط. وفيما يدعو القادة المدنيون والدينيون والسياسيون في إيران إلى ردّ مزلزل انتقاماً لمقتله، تتزايد الدعوات في العالم إلى «خفض التصعيد» .
إلى ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جعل منطقة الشرق الأوسط في أسوأ أحوالها بالنسبة للولايات المتحدة، وإنه زاد من أعبائها المالية فيها. ووصف ظريف في تصريح لقناة «سي أن أن» الأمريكية، اغتيال قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في العراق، بـ«إرهاب الدولة».
وذكر أن طهران تنظر إلى العملية على أنها «اعتداء مسلح ضد الدولة الإيرانية». وأضاف أن إيران سترد على عملية اغتيال سليماني، مستدركاً بأن الرد سيكون «متزناً ومطابقاً للقوانين». وتابع: «أيام القوات الأمريكية في المنطقة باتت معدودة، ليس بسبب إجراءات ستُتّخذ ضدها، بل لأن هذه القوات باتت غير مرحب بها في المنطقة».
وقال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «لا يحترم القوانين الدولية، وهو مستعد لارتكاب جرائم حرب». وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية «أخلّت باستقرار منطقة الشرق الأوسط»، وأن ترامب حوّل المنطقة إلى أسوأ حالة ممكنة بالنسبة لبلاده. وأردف قائلاً: «سبق للرئيس ترامب أن صرح بأن الحروب في الشرق الأوسط كلفت بلاده 7 تريليون دولار، عليه الآن أن يضيف تريليوناً آخر إلى هذا المبلغ».
أمير قطر بحث هاتفيا مع ترامب سبل تخفيف حدة التوتر في العراق
ذكرت قناة الجزيرة القطرية أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، بحث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء «المستجدات في العراق والسبل الكفيلة بحل القضايا الخلافية في المنطقة وتخفيف حدة التوتر». جاء ذلك في أعقاب مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، في ضربة أمريكية عند مطار بغداد يوم الجمعة. وتسببت هذه الواقعة في تصعيد كبير للتوتر في المنطقة.
عبد المهدي يؤكد تبلغه بانسحاب القوات الأمريكية من العراق رغم نفي واشنطن
أعلن رئيس الوزراء العراقي المستقيل، عادل عبد المهدي، الثلاثاء، تسلمه رسالة من الأمريكيين الإثنين «موقعة» من قائد العمليات العسكرية الأمريكية في البلاد تفيد بـ«إعادة التموضع بهدف الانسحاب من البلاد»، غداة إعلان واشنطن أنها أرسلت عن طريق الخطأ.
وأعلنت الولايات المتحدة الإثنين أنّها أبلغت العراق «عن طريق الخطأ» أنها تعدّ لسحب قواتها من أراضيه.
وفي رسالة رسميّة موجّهة إلى قيادة العمليات المشتركة العراقية، أكّد مسؤولان عسكريان أمريكي وعراقي صحّتها، قال الجيش الأمريكي إنّ قوات التحالف التي تقودها واشنطن بصدد «اتخاذ إجراءات معينة لضمان الخروج من العراق» وستنفّذ عمليات «إعادة تمركز خلال الأيام والأسابيع المقبلة» .
لكنّ رئيس أركان الجيش الأمريكي سرعان ما أعلن أنّ الرسالة عبارة عن «مسودّة»، وتم إرسالها عن طريق الخطأ.
وقال الجنرال مارك ميلي «إنّه خطأ ارتكبه ماكينزي»، في إشارة إلى قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال فرانك ماكينزي، مشدّداً على أنّ هذه الرسالة «مسودّة» و«ما كان يجب أن تُرسل» .
وأكد عبد المهدي الثلاثاء أنها كانت «رسالة رسمية في السياق الطبيعي و ليست ورقة وقعت من الطابعة أو أتت بالصدفة» .
وأضاف «قلنا لهم أيضاً إن الترجمة العربية تختلف عن الترجمة الإنكليزية، فأرسلوا لنا نسخة عربية أخرى تتطابق ترجمتها مع الإنكليزية» .
ونفى وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر أن تكون بلاده قد قرّرت إخراج قواتها من العراق.
وقال «ليس هناك أيّ قرار على الإطلاق بمغادرة العراق… لم يتّخذ أي قرار بالخروج من العراق. نقطة على السطر».
في السياق، دعت فصائل عراقية مسلحة الثلاثاء إلى عقد اجتماع لمواجهة «الحرب ضد المقاومة»، بعد الغارة الأمريكية الأسبوع الماضي في بغداد، التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، حسب ما أعلن أحد هذه الفصائل الثلاثاء.
وأكد نصر الشمري المعاون العسكري لحركة «النجباء»، المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، أن «المقاومة كبدت القوات الأمريكية في العراق خسائر جسيمة حيث دفعتهم في السابق إلى الخروج من العراق» .
وأضاف «من الأجدر بنا أن نكون كفصائل مقاومة ككيان واحد للتعامل مع واشنطن التي تصنفنا في نفس الخانة» .
وحركة «النجباء» المدعومة من إيران هي أحد الفصائل المناهضة بشدة للوجود الأمريكي.
وأضاف الشمري في بيانه أن «العدوان الأمريكي على الحشد الشعبي كان الساعة الصفر لبدء الحرب على المقاومة» .
ولم يشر بيان «النجباء» إلى الفصائل المشاركة في الاجتماع، لكنه من المتوقع أن يدعو الفصائل الموالية لإيران، بالإضافة إلى جيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
وكان الصدر قد أعلن في رسالة إلى البرلمان العراقي عن «تشكيل المقاومة الدولية» .
وأعاد الصدر إحياء «جيش المهدي» الذي كان له دور كبير في مقارعة الأمريكيين عقب دخولهم إلى العراق.(تفاصيل ص2)
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *