في الذكرى ال 72 لمذبحة دير ياسين / د. لطفي الياسيني
يا ديرياسين يا جرحا غدا فينا
رغم المعاناة ......مازلنا براكينا
اليوم ذكراك....ذاكرتي لتسعفني
مازلت اذكر .....والاعوام تقصينا
اثنان سبعون ... ما زالت تنازعني
لقريتي الام....اشتاق الطواحينا
تلك المشاهد مازالت تعاودني
رغما عن الجرح يا احياء ماضينا
فيها ترعرعت ايام الشباب وما
نسيت يوما حواكيري ....طوابينا
اشتاق للخبز...للاعراس....اذكرها
تلك النواميس رغما عن تجافينا
اتوق للبيدر الغالي .....لحارتنا
وبئر قريتنا.....شهدا اهالينا
اتوق للعشب ....للأزهار ...قريتنا
مفتاح منزلنا .....تلك الكواشينا
اتوق للدار .....والاسوار تمنعني
وحارس الدار عند الباب ناسينا
اكاد اوشك ان اطوي الحياة هنا
والعين ترنو لسفح التل تبكينا
مازلت في القدس كم اشتاق رؤيتها
والجرح في القلب ما اقسى تجافينا
يارب هل لي قبيل الموت الثمها
اضمها نحو صدري لحظة.....حينا
اقبل الارض والاحجار امسكها
واقطف الورد ....اشتم الرياحينا
عاركت اطوار اعوامي بلا ابت
والام شيعتها واليتم يضنينا
اني وحيد بهذا الكون وا....اسفي
اصارع الداء ....مزقوا لي الشرايينا
والاهل والناس والاحباب تهجرني
في هدأة الليل لا همس يسلينا
ماذا جنيت لكي احيا بلا امل
اوشكت اطوي يا اهلي الدواوينا
واسلم الروح للمولى ....لبارئها
واهجر الاهل ....لبينا منادينا
ما نحن الا ضيوف في منازلنا
حان الرحيل فما احلى تلاقينا
مني اليك سلام الله ما بقيت
روحي احبك ايه.... دير ياسينا
كرسي الاعاقة يحملني اطير جوى
من دون ساق ... على العكاز .. نادينا
لو ملكوني ... كنوز الارض قاطبة
لما تنازلت ... عن شبر ... اراضينا
بالله ان مت ... يا اهل الرباط هنا
وصيتي الدفن .... فيها رغم غازينا
اني شهيد العلا ... والقدس تشهد لي
اني الفدائي ..... من خمس وستينا
**************
د. لطفي الياسيني