قال الشَّاعر الفلسطيني د. لطفي الياسيني / زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
حفلُ التقاعدِ ليسَ اليومَ يعنيني ___إنِّي مللتُ من الشَّعب الفلسطيني
مجاراة بعنوان :
الجوع كافر ____________________البحر : البسيط
يا قدسُ إنِّي بغزَّةَ هاشمٍ طيني ___ أرنو إليكِ على بعدٍ لِتُدنيني
فالشَّوقُ قد بلَّلَ الأعتابَ مِن زمنٍ ___يجلوالمحبَّةَ لا هانت فلسطينِي
والمالُ يحظى بِهِ قومٌ بلا تعبٍ ___ والفقرُ قبضتُهُ تُشقي الملايينِ
في كُلِّ مجتمعٍ يعلو بِهِ جشعٌ ___ لابدَّ من جائعٍ يشكو السَّلاطينِ
أين العدالةُ يا مَنْ عِشتَ ممتلئاً؟___ من كلِّ لونٍ ترى تحثو لتمكينِ ....................
أمسيتُ أشتاقُ خبزاً كي يداويني___ من شرِّ جوعٍ تنامى في المصارينِ
لا شيئَ آكُلُهُ بعدَ الصِّيامِ ولا ___ منِّي السُّؤالُ مضى حتَّى يوافيني
من كانَ يصحبني في يومِ مسغبةٍ ___للأهلِ في زمنٍ ما عاد يرويني
والفقرُ جالَ وما زالت بوادرُهُ ___ تمضي إلى صقرٍ قد لاذَ بالتِّينِ
من عزَّةِ النَّفسِ لم يعلمْ بِهِ أحدٌ ___ والجوعُ هدَّ كياناً ... للمساكينِ
..................
لا يسألونَ سوى المولى ولا عجبٌ___ إذ ليسَ يرحمهم ما كانَ يشويني
جوعٌ يقرقِرُ في بطنٍ وقد فرغت ___من كُلِّ شيئٍ وما ترضى بتهويني
من كانَ في السِّجنِ قد عانى بِهِ أملُ___ إذ كانَ يحيا على ملح كتسكينِ
يُسقى بماءٍ ولا شوقٌ ... يُقرِّبُهُ ___ من أيِّ زادٍ سيقصيهِ عن الدِّينِ
حرِّيَّةٌ قد طفت فوقَ الهوانِ ومن ___قد عاشَ عبداً فلا يحظى بتسكينِ
..................
إذلالُ مَن بضروبِ القهرِ يُلقمُهُ ___ ما لا يطيقُ من الأقذارِ والشِّينِ
يا ربِّ فرِّج كروباً أنت تعلمها ___فالجوعُ يكفرُ في قلبِ المعانينِ
قد تاهَ عقلٌ ولا شيئٌ سيمنعُهُ ___ مِن أيِّ فعلٍ كأفعالِ المجانينِ
قد لا يُعاقبُ محرومٌ لسرقتِهِ ___ ما قد يصونُ حياةً لا لتحسينِ
ما عاد قانونٌ يُزجي لنا حقّاً ___ في العيشِ إلاَّ بتقديمِ القرابينِ
.................
هيَّا استعدُّوا سأبقى في مرابعكم ___ كالنِّسرِ أخطفُ ما قد باتَ يعنيني
لا موتَ أقسى من الإذلالِ في وطنٍ ___يسخو لأعداءٍ والحرُّ يقليني
إني أُجاهدُ أهلاً قبلَ مَنْ ظلموا ___ بالسَّلبِ أوطاناً فالحصرُ يؤذيني
قد هانَ من فاوضَ الأعداءَ في وطنٍ ___ حتَّى تربَّعَ صهيونٌ ليُقصيني
صلَّى الإلهُ على الهادي وصحبتِهِ ___ والآلِ ما دامَ فضلُ الله يكفيني
................
الاثنين 9 شوال 1441 ه
الأول من يونيو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام