الإمارات تحذر من تداعيات خطاب روحاني على أمن المنطقة
الخارجية الإماراتية تستدعي القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية بأبوظبي احتجاجا على تصريحات طهران التحريضية.
الأحد 2020/08/16
طهران تفاقم التوتر مع أبوظبي بأسلوبها العدائي
ترحيب عالمي باتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل لدوره في تعزيز السلم في المنطقة
طهران تعتبر الإمارات "هدفا مشروعا" لاعتداءاتها
أبوظبي - حذرت الخارجية الإماراتية الأحد من تداعيات تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني على أمن المنطقة واستقرارها على خلفية "تهديدات" وردت في خطابه ردا على اتفاق السلام مع إسرائيل.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة الخميس توقيع اتفاق مع إسرائيل يشمل السلام بالشرق الأوسط في خطوة تاريخية لاقت ترحيبا دوليا واسعا، بينما انتقدتها إيران التي تعتبر إسرائيل وأميركا عدوتان.
وكان روحاني قال السبت حسبما نقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية "إننا نحذر الامارات من فتح أبواب المنطقة لدخول الكيان الصهيوني، وإن فعلت سوف نتصرف معها بشكل مختلف"، في تهديدات ضمنية لدولة الإمارات.
ولإيران سوابق في تنفيذ اعتداءات إرهابية على منشآت نفطية بالخليج العربي وقبالة السواحل الإمارتية أحدثها في سبتمبر/أيلول الماضي، فيما تثير الأنشطة الإيرانية ونفوذ ميليشياتها الممتد إلى أكثر من دولة، قلقا دوليا مستمرا حيال أمن منطقة الشرق الأوسط.
واعتبر الرئيس الإيراني أنّ أبوظبي "ارتكبت خطأ كبيرا جدا ونأمل أن تتراجع عن هذا الخطأ وتنتبه الى طريق الخطأ الذي سلكته والذي لا يخدم حكامها ولا يخدم أمنها".
في المقابل اعتبرت الخارجية الإماراتية في بيان "هذا الخطاب غير مقبول وتحريضيا ويحمل تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج العربي".
وردا على تصريحات روحاني استدعت الإمارات الأحد القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية في أبوظبي الأحد وسلّمته مذكرة احتجاج.
ونبهت المذكرة إلى "مسؤولية إيران تجاه حماية بعثة الدولة في طهران ودبلوماسييها وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وبناء على خلفية سوابق الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية الأجنبية في إيران".
وأكّدت أبوظبي "رفضها المطلق للغة الخطابات التحريضية من السلطات الإيرانية عقب معاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل معتبرة ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية واعتداء على السيادة".
والعلاقات بين إيران والإمارات متوترة منذ 2016 حين خفّضت أبوظبي مستوى التمثيل الدبلوماسي مع طهران بعيد مهاجمة سفارة السعودية في العاصمة الإيرانية على خلفية إعدام رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر في المملكة.
وذكرت صحيفة 'كيهان' الناطقة باسم التيار المتشدد في النظام الإيراني السبت أن الإمارات أصبحت "هدفا مشروعا" للقوات الموالية لطهران بعد توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل.
روحاني يحرض على الإمارات بعد اتفاقها الطموح مع إسرائيل
والأحد رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بمعاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، كما أكد عدد من أبرز القادة ورؤساء الدول حول العالم على أهميتها في إنقاذ عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وأصدرت وزارات الخارجية في العديد من الدول حول العالم بيانات تأييد وترحيب بالخطوة التي وصفوها بـ"الفارقة" في مسار تعزيز السلم الإقليمي والعالمي، وسط إشادات بالدور الإماراتي الفاعل في هذا الإطار.
ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمعاهدة السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأميركية، مشيدا بالبيان المشترك حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأعرب غوتيريش عن أمله في أن تخلق هذه الخطوة فرصة للقادة الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة الانخراط في مفاوضات هادفة من شأنها تحقيق حل الدولتين بما يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقيات الثنائية.
إن الخطوة الإماراتية مفيدة للاستقرار الإقليمي ومهمة ل؛لال السام بين إسرائيل والفلسطينيين
كما رحبت كافة دول الاتحاد الأوروبي بمباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة. وقالت متحدثة باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي في بروكسل إن الأنباء الواردة من دولة الإمارات وإسرائيل ممتازة، ونشيد بها وان العلاقات هي لصالح البلدين والاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعمل على الدفع بحل الدولتين وتيسير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وذكر بيان صدر في بروكسل عن الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية و الأمن باسم جميع دول التكتل، إن الإمارات العربية المتحدة و إسرائيل شريكان مهمان للاتحاد الأوروبي وإن إقامة علاقات ثنائية بينهما خطوة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة ككل.
وأضاف البيان سنظل ملتزمين بإحلال سلام شامل ودائم في المنطقة بأسرها ومستعدين للعمل من أجل هذه الغاية مع شركائنا الإقليميين والدوليين، واعتبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي التزام إسرائيل بتعليق خطط ضم مناطق من الأراضي الفلسطينية المحتلة من جانب واحد خطوة إيجابية.
ورحب الممثل الأعلى الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن جوزيب بوريل بمعاهدة السلام بين الامارات واسرائيل، وقال بوريل في تغريده له اليوم إن هذه الخطوة مفيدة لكلا البلدين ومهمة للاستقرار الإقليمي.
واعتبر أن تعليق ضم أجزاء من الضفة الغربية خطوة إيجابية حيث يجب الآن التخلي عن الخطط بالكامل، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي يأمل في استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول حل الدولتين على أساس المعايير الدولية المتفق عليها.