احتضن ملوكاً ورؤساء .. إحياء فندق في كوردستان
شفق نيوز/ الفندق الحجري السياحي في ناحية سرسنك بقضاء العمادية في محافظة دهوك بإقليم كوردستان، يعرفه القاصي والداني في العراق؛ فقد احتضن ملوك ورؤساء ومشاهير البلاد منذ بداية خمسينات القرن الماضي، إذ كان وجهة سياحية مرموقة من حيث الموقع والمعلم .
وظلت ملامح هذا الفندق شامخة في سفح الجبل المطل على مصيف سرسنك حتى عام 1991 ليتوقف بريق الحجر الملفوف على جدرانها الى يومنا هذا؛ إذ جاءت لحظة الاعلان عن قرار بترميم الفندق الحجري وفق شروط المحافظة على معالمها القديمة.
هذا ما اكده لوكالة شفق نيوز، محمد نظيف، مدير سياحة قضاء العمادية، اذ قال "بأمر من رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني سيتم اعادة ترميم الفندق الحجري قريباً"، مشيراً إلى أن اعمال الصيانة والترميم ستجري وفق تصميم الفندق دون تغيير معالمه.
وأوضح نظيف أن "الفندق يتألف من 72 غرفة فضلاً عن ملحقات أخرى كالمسابح والحدائق"، مشيراً إلى أن "تكلفة الكشف السابق للترميم وصلت إلى 5 مليارات دينار، أما الكشف الاخير فهو اوسع واشمل".
وشهد الفندق الحجري في سرسنك عملية ترميم واحدة عام 1970، لتكون عملية الترميم الحالية هي الثانية من نوعها منذ افتتاح الفندق عام 1951 الذي كان موقعاً سياحياً معروفاً في العهدين الملكي والجمهوري في العراق حتى عام 1991 حيث شهدت مناطق اقليم كوردستان انتفاضة جماهيرية ضد نظام صدام حسين ليبقى الفندق مهملاً من دون أن يستقبل السياح والزوار حيث اصبح معلماً اثرياً في المنطقة لعراقته ومعالمه القديمة.
ويعيد قرار إعادة ترميم الفندق الحجري في سرسنك جزءاً هاماً من تاريخ العراق الى الواجهة فهو يطل على قصر الملك فيصل الثاني في سرسنك؛ هذا القصر يحمل بين جنباته أيضاً تاريخاً عريقاً لمرحلة فاصلة من الحياة السياسية للعراق، حيث يقع في اجمل موقع سياحي بمحافظة دهوك.
ويلفت المؤرخون، إلى أن ملك العراق في ذلك الوقت، اختار "سرسنك" التي هي من أجمل المصائف في كوردستان والعراق لبناء "القصر الملكي"، نظراً لمناخها المعتدِل وطبيعتها الخلابة ووداعة سكانها؛ وكان "الفندق الحجري" منذ أكثر من ستين عاماً، مَعلَماً حضارياً ببنائه الفريد ومسبحهِ الجميل وحدائقه الغّناء.