قصة قصيرة - كريم
عادل العطار
( كريم ) .. طالب في مرحلة الإعدادية ،،مجتهد ،، محبوب من اهله و الجميع ،،هادئ ،، حليم لا يغضب بسهولة ،،انه كان يعين أصدقاءه في تفسير وحل المسائل قبل كل امتحان ،،كان محط محبة من مدرسه قبل رفيقه ،،دفعا لعدم الغش ان تكون الامتحانات النهائية في مدرسة مختلطة ،،
جلس كريم في رحلته المخصصة بأسمه ،،وكله ثقة انه سيكون الاول على الجميع وانه سينال كليةالطب ،،ذلك حلمه الكبير ،، ويحقق وصية ابيه ،،
مسك ورقة أسئلة الامتحان العربي وأخذ يقرا السؤال الاول ،،
.. رباه انها بسيطة جدا ،،
.. سأبدأ بأبسطها وهو سؤال الإعراب ،،
.. اعرب ما يلي ،،
.. ( قِفا نَبكِ مِن ذِكرى حَبيبٍ وَعِرفان وَرَسمٍ عَفَت آياتُهُ مُنذُ أَزمانِ ) ،،
وقبل ان يبدأ بالإجابة ،،
وقعت عينيه على طالبة بجانبه ،،
كانت جميلة جدا ،، شعرها ناعم ،، وجهها القمر ،،
اخرسه حياءها ،،
سلبت قلبه ،،
وتوقف وجهه عن الحركة ،،
تنبهت هي به ،،
ورممقته بنظرة هادئة ،،
سقط قلمه على الارض ،،
آراد ان يلتقطه ،،
سقطت ورقة الامتحان ،،،
أراد ان يلتقطها ،،
تعثرت قدمه فكاد ان يسقط على الارض ،،
جاءه المفتش صارخا وأنذره من الغش ،،
شعر بحرج شديد ،،
.. مالي ،،،
.. ماذا جرى لي .. اريد ان اكتب .. اريد ان احل ،،
.. سأجمع أشيائي وقوتي ،،
.. وأجيب .. نعم .. سأفعل ،،
.. ( قفا نبك ) ،،
.. لا اعرف ،،
.. لماذا ،،
.. هل علينا ان نقف معا ؟
التفت حولها ،،
فرمقته بأبتسامة ،،
كادت ان تقتله ،،
وقف متسمرا مكانه دون حراك ،،
تعصر قلبه وتتدفق الدم الى دماغه الذي كاد ان يفجره ،،
جاءه المفتش وأخرجه من القاعة ،،
بكى مرا ،،
.. كل شئ انتهى ،، انتهى الحلم ،،
.. وبقي لي سراب حلمي الجديد ،،
.. بالأمس
كنت منطقيا في دماغ عقلي ،،
.. واليوم
بت تائها بدماغ قلبي ،،