الموصل: جرح لم يشف في وجدان أمة وقد وثقته العديد من الافلام العالمية
علي المسعود
الموصل جرح لم يشف في وجدان أمة وقد وثقته العديد من الافلام العالمية
في يوم 10 يونيو/حزيران 2014، حدثت نكسة حزيران العراقية ، حين سيطر تنظيم الدولة الإسلامية بالكامل على مدينة الموصل،وتم تحريرها بالكامل في النصف الثاني من عام 2017 . واصبحت تلك الفترة الزمنية مادة دسمة للعديد من ألاشرطة السينمائية ، تناول العديد من المخرجين العراقيين والاجانب هذه الفترة التي وثقت جرائم هذا التنظيم بحق المدنيين وبحق الانسانية . ساتناول هنا فيلمان يحملان نفس العنوان "الموصل" شاهدتهما مؤخراً، الفيلم ألاول وثائقي ، وكان من اخراج المخرج "دانيال جابرييل " في أول تجربة أخراجية له ، ُعرض فيلم "الموصل" لأول مرة في مهرجان كليفلاند السينمائي الدولي في 5 أبريل 2019 . والثاني الفيلم الهوليودي الذي أنتجته شركة نيتفلكس، الذي أطلق في 26 نوفمبر الماضي ، في الفيلم الوثائقي"موصل"اختار المخرج "دانيال جابرييل" لأول مرة سرد هذه القصة من خلال عيون الذين كانواعلى الأرض والذين عانوا وقدموا التضحيات من أجل دحر هذا التنظيم ، يتألف الفيلم الوثائقي المؤثر من مجموعة لقطات قتالية وكذالك مقابلات قام بها الصحفي العراقي "علي مولى" خلال فترة من أكتوبر 2016 إلى أغسطس 2017. أستطاع الصحفي علي مولى في الوصول بشكل غيرعادي إلى مخيمات اللاجئين وكذالك معتقلي داعش ، والوصول الى مناطق القتال - غالبًا ما كان معرضًا لخطر كبيرعلى حياته وطاقمه- وقام المخرج الأمريكي دانيال جابرييل بتحريره في سرد مؤثر للحياة خلال" المعركة الحاسمة". إختار غابرييل وهو(وهوضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية قام بست جولات في العراق وأفغانستان خبرته الشخصية تضيف إلى مقاربة لأجواءالفيلم الحقيقية) التركيز على الخسائر البشرية وأراء ومشاعر الناس والمشاركين في القتال ، وفي هذا الفيلم يعمل الصحفي العراقي"علي مولى" كمعلق ودليل له في تأملاته حول الوضع في وطنه ، وقد إعطاءه هذا الفيلم وظيفة مذيعًا تحريريًا يساعد المشاهدين الأقل دراية بالسياسات الاجتماعية اليومية في العراق، لأن هذا الفيلم هو دراسة وثائقية عن تحرير مدينة الموصل العراقية من تنظيم الدولة الإسلامية . الفيلم يبدأ بعد إجتياح تنطيم الدولة الاسلامية المعروف ب (داعش )، وبسبب المقاومة الضعيفة استطاعت داعش ان تفرض سيطرتها على مدينة الموصل والتي يبلغ تعداد سكانها 1.2 مليون نسمة، يفتتح الفيلم بعد مرور 27 شهراً وبمشهد في مدينة بغداد في أكتوبرعام 2016 في ساحة التحرير، بغداد وقد بدأ ضعفها بعد العاصفة التي تلوح على بعد 400 كم وبالتحديد في مدينة الموصل ، ثم يقدم لنا الصحفي على مولي نفسه وسوف يكون هو الراوي لاحداث هذا الفيلم ، " إسمي على مولى ، وصفتي صحفي أجريت العديد من المقابلات مع العشرات من المنشقين من داعش، وكمداولة في فهم أهدافهم ومعتقداتهم ودوافعهم"، ولكنه عاد من هذه المقابلات باسئلة أكثروأجوبة أقل، ورحلته نحو أعالي نهردجلة حيث تغفو مدينة الموصل وهي قلب الدولة الاسلامية، وهناك تحالف كبيرلاستعادة الموصل وتحريرها من الدولة الاسلامية، كل الطوائف وأطياف الشعب العراقي أتحدوا لطرد تلك الجرثومة التي استباحت اجمل المدن وأحلاها بعد وضع خلافاتهم جانباً ، لان الخوف من صراع طائفي هو مايخشاه الكثيرين بعد تجاوز تلك المرحلة ، وقد حصل الصحفي "علي مولى"على معلومة ، وهي حقيقة مؤلمة ومن من مصادر حكومية كيف استطاعت داعش الاستحواذ على الاراضي وعلى الاعتدة والسلاح للجيش العراقي بعد أن إستسلم الجيش العراقي الذين تركوا وراءهم الاسلحة والاعتدة الامريكية ومن ضمنها الدبابات والعربات المصفحة ،الخلافات السياسية والطائفية أضعفت رغبة المدنيين في الدفاع عن مدينتهم ، بحيث نظر البعض الى داعش كمحررين في البداية ومدافعين عن السنة والذين بمقدورهم صد النفوذ الايراني على حكومة بغداد ، ولكن هذا ليس رأي العشائر السنية كما تحدث الشيخ صالح وهوالمرافق لفريق العمل في الفيلم والذي يطلق على نفسه التمساح ، وفي مشهد سيريالي يصادف فريق العمل مجموعة أغنام يغطيها السواد خلال الرحلة وقبل الوصول الى مدينة الشرقاط ، وعند السؤال عن سبب هذا السواد الذي يغطي أغنامه يرد الصبي الراعي"من الدخان ، كان لونهم بيض وهسه صاروا أسود "، ويكشف يديه هي الاخرى اصبحت سوداء". ويوضح الصبي الراعي إن هذا السواد بسبب الدخان الكثيف الدائم والناجم عن براميل الكبريت التي أفرغها تنظيم داعش في بئر واشتعاله مما أدى إلى إختناق جميع النباتات. هذه السحابة السوداء في نهاية المطاف بمثابة استعارة مناسبة للغاية للمنطقة نفسها حيث تشير الى إمكانية العودة الدولة الإسلامية في أي وقت وفي حالة استغلال هذا الانقسام الطائفي المستمر. وعندما سُئل أحد الأولاد الأكبر سنًا عن تعليمهم ، أطلق ضحكة ساخرة قبل أن يكشف أنه لم يذهب إلى المدرسة منذ الصف الرابع لأنه لم تكن هناك مدارس باقية. تعمل هذه الفكاهة القاتمة كآلية تأقلم مؤسفة على زيادة عاطفية المشهد . ثم يسلط الفيلم الضوءعلى"أم هنادي" المرأة القيادية وسط جيش من الرجال، وبالرغم من إنها من الطائفة السنية لكنها تخدم مع المليشيا الشيعية والتي تسمى "الحشد الشعبي"، وهي التي فقدت زوجها عند تصديهم لداعش، وبالاضافة الى واجباتها القتالية ، فهي تنهض في السادسة صباحا تعمل الفطور للمقاتلين ، وهي تحمل السلاح للأخذ بثار زوجها الحبيب وتقول أم هنادي" انا لي عائلتين هما بناتي وأطفالي والعائلة الثانية هي القوة القتالية المسؤولة عنها أنا"، وهي حريصة على عائلتها لانها مطلوبة رقم واحد من قبل تنظيم الدولة الاسلامية وهي التي دفنت تسعة شهداء من عائلتها ولم يبقى لديها إلا ألاطفال والبنات، تقول"أم هنادي" أنا المراة الوحيدة نعم، ولكن المقاتلة هي التي تشجع أبناءها وتوصلهم الى ساحات القتال للدفاع عن الارض والعرض، المرأة المقاتلة هي التي تخرج بالزغاريد للقطعات الامنية وقطعات الحشد عندما يقتحمون المنطقة وتحريرها، انا خسرت الحبيب وهو زوجي" وخانتها الدمعة حين مرّ ذكر الزوج الحبيب ، لان الحبيب لايعوض ، كان الحب صادق كما تقول ام هنادي" احببت زوجي ابو شيماء وتعلقت به ، وحين استشهد في عمق اربعة كيلو مترات داخل قطعات العدو خلف الساتر، خرجت راجلة عليه ومشيت هذا المسافة وحدي حاملة رشاشتي وعٌدت بجثة زوجي الشهيد ، لم يدخل قلبي الخوف رغم ان الارض كانت مزروعة بالألغام ، حبنا للعراق يعطينا القوة ، وبدون هذه التضحيات لايحصل تحرير للارض من دنس المحتل " ، تضيف ام هنادي : داعش لم تؤذينا لانها عدوتنا ونعرف كيف نواجهها وجه لوجه ، ولكن العدو الاكبر هم عملاء داعش المزروعين في وسطنا والمتركزين مع الاسف في دوائر ووزارات وأصحاب مناصب حكومية ومنها أمنية ، والناس التي بايعت داعش وتخاذلت وسلمت الموصل وصلاح الدين ، هؤلاء عادوا وحصلوا على المكاسب والمناصب ، الشعب العراقي لايعرف التفرقة ، انا لااعرف شنو يزيدي وشنو صابئي وشنو شيعي وشنو سني ، وانا اعتبر الطائفية هوسلاح اصعب من السلاح الفتاك وهو السلاح النووي ". بهذا الحديث تنهي ام هنادي المراة العاطفية والمقاتلة حكايتها، ونستلهم من حكايتها الشجاعة وهي حقاً بطلة لرواية حزينة. يلتقي الفيلم بعضوالبرلمان احمد السعدي وهو الناطق باسم الحشد الشعبي حين أكد في حديثه" اتفقنا ان يدخل الموصل قوات من الجيش والشرطة الاتحادية والحشد العشائري لتجاوز التجاذبات الطائفية والقومية والاختلافات الاخرى التي يروج لها البعض، ويكون تواجد قوات الحشد الشعبي خارج مدينة الموصل ". الفيلم يبين بالرغم من أن الانتقام هو نزعة بشرية وهو محفز قوى للجنس البشري ومع ذالك يبدو ام هنادي والسعدي غيرمتفقين فيما يخص هذا الانتقام ، الصحفي المولى معجب بصراحة السعدي حين يؤكد ان الاهالي في الموصل يتخوفون من المليشيات الشيعية بقدرتخوفهم من داعش ، ويتساءل :" أذاً، كيف للثقة أن تبنى في هكذا نوع من المتحالفين؟ "، ياله من تحالف غريب تشكّل لمواجهة داعش . يستمر الفيلم في عرض الصور للمدينة المدمرة والمقابلات مع المقاتلين ومنهم النقيب قوات خاصة علاء وهو رب عائلة ومحامي ايضأ ، تطوع للخدمة في الجيش العراقي للمساعدة في ارجاع مدينته وتحريرها ، بالنسبة للنقيب علاء فأن هذه الفترة الحرجة والمضطربة في تاريخ العراق، هي فرصة لأزدهار البلاد وأكتشاف ذاته ، كما هي فرصته في الصراع من أجل البقاء حين يصرح النقيب علاء" بعض الدول التي خاضت الحروب تؤثر بها الحروب بحيث تحدث ثورة فكرية ودرس يعتبروه ، وبعض الدول تتراجع الى العصورالوسطى ، مثل اليابان بعد الحرب العالمية الثانية وبرغم القنابل التي القيت على مدينتى هيروشما وناكازاكي الا إنها نهضت من جديد واصبجت في مصافي الدول المتقدمة" ، جماعة النقيب علاء الذين يظهرون عمق الصداقة والعلاقة الطيبة بينهم ويشكلون أسرة واحدة ، هناك ايضاً، النقيب بطرس من وحدة امن نينوى الذي يكشف جرائم داعش بحق المسيحين و تدمير الكنائس، وكذاك العقيد نضال الذي يدقق حشود اللاجئين الذين يرمون العودة الى ديارهم بعد التدقيق فيما أذا كانوا بينهم مندسين أو مخربين أو دواعش متخفين بين اللاجئين ، ويظهر المخرج مشاهد من عودة الحياة الى المناطق المحررة وأفتتاح المطاعم و المحلات وفرحة الناس وأحتفائهم بمقاتلي الجيش العراقي ، ويلتقي مع النائب السابق عارف طيفور، وبدل ان يتحدث عن المأساة وايجاد الحلول للعوائل المهجرةالتي أصبحت بلا مأوى، راح يتحدث بنفس طائفي مقيت عن الأصطفاف الطائفي (المشتركات مع الاخوان الشعية) والحدود مع السنة وحملهم كل جرائم صدام بحق الكرد ، وهذا أقبح شخص رأيته في هذا الشريط الذي أساء الى الصورة الجميلة لتكاتف المقاتلين من مختلف القوميات والمذاهب حاول الفيلم إبرازها. في زيارة المخرج مع الصحفي على مولى الى مخيم اللاجئين، نشاهد النساء وهن يخلعنّ الخمار كدليل على خلاصهنّ من كابوس داعش الاسود، في المخيم فقط النساء والاطفال ولكن أين الرجال؟ ، والجواب ان الجميع محتجزين لدى الاجهزة الامنية لغرض التحقيق والاستجواب لاستئصال أي عميل داعش متخفي بينهم ، وفي النهاية دخل فريق العمل مع الفرقة الذهبية لمكافحة الارهاب مدينة الموصل بعد تحريرها في العاشر من تموز من عام 2017 وأعلن العراق نصره على داعش، الكاميرا تتجول في شوارع فارغة ودمار شامل ، ثمن النصر كان غالياً والشعب العراقي سيدفع الثمن غالياً ولاجيال قادمة، الخسائر البشرية التي لم يتم حسمها لحد ألان، الشهداء والجرحى وألاف العوائل التي دمرت بيوتهم وأصبحوا نازحين ، وهناك ألاهموهو الثمن ألاخلاقي . يصل الفيلم في نهايته الى نتيجة حتمية وهي أن العراقيين بحاجة الى التصالح من أجل تحقيق العدالة ، وضد الرغبة في الانتقام . بعض من معالم الموصل التاريخية محيت للابد ، من ضمنها جامع النوري الذي صمد خلال الثمانية مائة وخمسين عاما من تاريخه بوجه الغزوات حتى تدمرها من قبل داعش بالاضافة الى سرقتهم الاثار المهمة، ويتنهي الفيلم بمقولة منسوبة الى "ستيفن هيسبل" : "هناك الذين ينسون تاريخهم ، عليهم ان يعيشوه من جديد"، ولكن ماذا عن الذين يدمرون تاريخهم بانفسهم ؟. أما فيلم"موصل" الذي قامت بأنتاجه شركة نتيفلكس وهو من تأليف وإخراج " ماثيو مايكل كارناهان" في تجربته الاخراجية الاولى، فيما تم انتاجه من قبل الأخوين أنتوني وجو روسو، وهما منتجا فيلم "المنتقمون – نهاية اللعبة. ومثل العديد من الأعمال الدرامية الحربية الحديثة الأخرى في القرن الحادي والعشرين تدور أحداثها في الشرق الأوسط . ومع ذلك ، هناك شيء غريب للغاية حوله - لا يوجد جنود أمريكيون فيه. ولا يتعلق الأمر بالحرب أو إنهاء الحرب، بل يتعلق أكثر بحماية وتنظيف البلد ، قصة الفيلم وهي قصة حقيقية أبطالها رجال تابعين الى قوات الرد السريع المعروفة (سوات)، هذه الفرقة القتالية بالاضافة الى مهمتهم الاساسية هي محاربه الارهاب المتمثل بداعش ، لديهم مهمة خاصة تجاوزت الاوامر، ولايكشف عن طبيعة هذه المهمة حتى نصل الى نهاية الفيلم ، الفيلم مبني على أحداث حقيقية ومحورالفيلم هو تقرير نشر في صحيفة "ذي نيويوركر" الأميركية في يناير 2017 تحت عنوان : "المعركة اليائسة لتدمير داعش " بقلم" لوك موغلسن " ،
(The Desperate Battle to Destroy ISIS)
ويوثّق عملية عسكرية تقودها قوات فرقة "نينوى" للرد السريع، لتحرير الموصل من سيطرة "تنظيم الدولة الإسلامية""داعش". وبعد عامين تحوّل التقرير، الذي أثار جدلاً واسعاً الى فيلماً عالمياً من أعمال "نتفليكس". فيلم "الموصل" أول فيلم عالمي ناطق بالعربية حيث يعتمد على اللهجة العراقية ، قصة الأحداث هذه المستوحاة كتبها وأخرجها الرجل الذي كتب كل من"المملكة" و"الحرب العالمية زد وغيرها، وما إن تم بث الفيلم حتى أثيرت ضجة واسعة لدى المتابعين العراقيين بين رفض وترحيب بالفيلم، وقد رحب كثيرون بوصول الفنانين والمخرجين العراقيين إلى منصات عالمية، وأشادوا بالعمل بشكل عام ، في حين اصطاد آخرون ملاحظات واعتبروها أخطاءً كبيرة في سياق الفيلم. بداية الفيلم كانت مدخل للتعريف عن فرقة ننيوى للرد السريع المسماة (سوات)، والحرب بين تنظيم الدولة الاسلامية والقوات العراقية في مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق، الحرب على وشك أن تنتهي، داعش التي عرفت بهذا الاسم تفر هاربة بعد أحتلالها لسنوات هذه المنطقة ومارست فيها القتل والتعذيب والاغتصاب وباساليب تعود الى القرون الوسطى، وحدها فرقة "سوات نينوى" للتدخل السريع من قاتلت داعش يوميا دون كلل أوملل ، وهي فرقة مكونة من نخبة من قوات الشرطة الذين ينتمون الى المدينة ، قتلت فرقة نينوى للتدخل السريع العديد من افراد داعش"، ربما هذه العبارة التي وردت في أفتتاحية الفيلم "وحدها فرقة سوات نينوى التي قاتلت داعش"، قوبلت بالرفض والاعتراض من قبل الكثيرين لكونها تهميش وأقضاء لجهود وبطولات العديد من القوات، مثل قوة مكافحة الارهاب بقيادة البطل عبد الوهاب الساعدي، وقوات الجيش العراقي بمختلف الصنوف وقوات الحشد الشعبي وكذالك قوات البيشمركة، ولكن مهمة فرقة سوات نينوى تشبة مهمة فريق عمل فيلم "إنقاذ الجندي ريان " ألذي أنتج عام 1998 والذي أخرجه المخرج الكبير "ستيفن سبيلبيرغ" ، ومن بطولة توم هانكس والذي حصل على5 جوائز اوسكار. فرقة سوات نينوى بقيادة الرائد "جاسم" ، الفرقةالوحيدة التي لاتؤمن بمسألة التوبة بل تعاقب أفراد التنظيم من الاسرى في الموقع وفي الحال. تنفذ الفرقة مهمتها الاخيرة، قبل اندحار داعش."كاوا "المجند الحديث في الشرطة العراقية البالغ من العمر 20عامًا يجد نفسه وسط هجوم شنه داعش، على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية يبدو في طريقه للخروج من الموصل ، إلا أن تعاملاتهم في - تجارة المخدرات مقابل أسلحة، وسرقة الأموال من المواطنين الباقيين وخطف واغتصاب النساء - ما زالت تجعلهم مجرمين وخارجين عن القانون، يعتقد كاوا أن نهايته ، وبعد أن فقد كل أمل ، تقترب منه فرقة"سوات نينوى" بقيادة الرائد جاسم لأنقاذه ، يظهرون في الوقت الذي أطلق فيه الشرطي الشاب كاوا (آدم بيسا) طلقته الأخيرة في معركة القاء القبض على المهربين تلك المهمة التي أوكلت الى عمه بتنفيذها والذي أستشهد في المعركة، المعركة كانت محصورة في واجهة محل بالطابق الأرضي حتى يظهر الرائد جاسم ورجاله في عربات همفي مزينة بشعار جمجمة وعظمتين متقاطعتين ومحملة بالبنادق والخناجر والقنابل اليدوية ، والدروع الواقية من الرصاص. يتحققون من أسماء الأشخاص من خلال قائمة طويلة يحملونها للتحقق مرتين مما إذا كان الفرد مرتبطًا بداعش ، ويختارون جيوب المقاتلين القتلى للحصول على المال ، ويضيفون أية أسلحة متروكة إلى مخبأهم الخاص وهدفهم هو قتل أي داعشي يرونه ، وأيضاً استعادة المدينة التي يحبونها ، وعندما يُقتل عم كاوا في المناوشة ، يقدم له الرائد جاسم فرصة للانضمام إلى فريق التدخل السريع وإقامة العدل. الرائد جاسم يأمر الشرطي المستجد كاوة"خذ قبعة عمك ، وقم بتغيير القمصان وأنت واحد منا، أرفع سلاحك وأبق عينيك مفتوحتين"، هذه هي تعليمات الرائد جاسم الوحيدة له . يتم أخذ "كاوا "تحت جناح الرائد جاسم المخضرم ، الرائد جاسم لا ينقذ كاوا فحسب ، بل يعرض عليه أيضًا أن يكون جزءًا من فريقه لأنه يعتقد أن كاوا الذي فقد عمه في القتال سيحصل على فرصة للانتقام من أجل أحبائه الذين فقدهم. "كاوا " كان متشككًا في البداية ، وأيضا يشعر بعدم ثقة باقي المجموعة به الذين يشكون في أن كاوا قد يكون شرطي فاسد أومخبراً لداعش، عدم الثقة بين كاوة و باقي عناصر الفرقة اعطى جمالية للسيناريو . في فيلم "الموصل" سلسلة من مشاهد الحركة والمعارك والتي تكشف للمتفرج جانب من صعوبة المهمة ولا يفعل كارناهان أي شيء مبهر هنا، حيث لا توجد لقطة فردية مدتها 12 دقيقة، كما هو الحال في فيلمه "الاستخراج"، وعلى الرغم من أن معظم مشاهد القتال تحدث في المباني التي يقوم الفريق بإخلاءها إلا أنه لا توجد استخدامات إبداعية لتصوير تلك المشاهد. ميل الرائد جاسم لجمع القمامة سواء كان ضمن فريق التدخل السريع الخاص بالشرطة في مبنى سكني مدمر أو في مخبأ سري لمجموعة ميليشيات الحشد الشعبي ، ووضعها بشكل صحيح في سلة مهملات، هو دليل على رغبته في تنظيف المدينة حيث عاش حياته كلها. يتحدث العديد من أعضاء فريق سوات عن الأقارب الذين فقدوهم أوالجروح التي عانوا منها هم أنفسهم ، وهي قصص تعمل كمحرك عاطفي لقسوتهم المفهومة تجاه داعش . تعتمد بعض اختيارات كارناهان على بعض الصور النمطية للتأكيد على فظاعة الدولة الإسلامية. كما يقدم المخرج مدينة "الموصل"بصوره المكثفة التي لا هوادة فيها والتي لا يمكن إنكارها - والتي تتخذ كلا النهجين في نفس الوقت كما لو كانت تحاول التوفيق في مصداقية الاحداث. من خلال متابعة الشرطي "كاوة "، يتقدم السرد حيث أظهر له الرائد جاسم مدينة الموصل المحطمة والمدمرة. كاوة كان يحاول فهم دوافع فرقة نينوى بعد اعتراضه على قتل العدو وهو الذي يؤمن بإعتقالهم وأحالتهم الى المحاكم وبعدها يقرر مصيرهم بدلا من قتلهم ، من خلال كاوا نتعرف على الرائد جاسم ، الشخصية الأكثر إنسانية في الفريق والأكثر خبرة وهو الذي قرر أن يجعل فرقة نينوى جماعة تخرج عن أوامر إدارته حتى لا تفسد السياسة خطوته في تنظيف المدينة ويريد إنقاذ المواطنين والبدء ببناء مدينته من جديد. إنه مثال لما يمكن أن يكون عليه ضابط الشرطة المثالي ، وهذا أمله وهو ما يجعله نابضًا بالحياة، الرائد جاسم منهك ولكنه متفائل. إنه ينقذ الأطفال عندما يستطيع ويدفع المال من أجل فرضهم على العائلات ويحثهم على رعاية الطفل حتى تبدأ "إعادة البناء". في كل مكان يتوقفون عنده نراه ينحني لالتقاط القمامة ، ولحاجته الى السلاح ودون الرجوع الى مخازن وحدته الذي انسلخ عنها ، يضطر الرائد جاسم الى مقايضة السلاح بالسكائر مع فصيل من الحشد الشعبي وتحت أمرة الضابط الايراني "اصفهاني" واعتقد هذه الرواية مقحمة على النص الاصلي للتقرير لان الحشد الشعبي لم يدخل مدينة الموصل بل بقى على أطرافها .
قصة ماثيو مايكل كارناهان هي رحلة عبر جحيم مدينة يمكن أن تكون وارسو عام 1945، أو مدينة بيروت عام 1979 - قصفت، مليئة بالجثث، مليئة بالقناصة القتلة الذين"يعاقبون"المدنيين الذين يحاولون الفرار من بقايا داعش المحتضرة. إنه فيلم يحتوي على تفاصيل جريئة ومفاجآت مذهلة. تحتفظ قوات "سوات"المجهزة جيدًا بالفؤوس والأزاميل الصغيرة معهم. نعم ، يمكن أن تكون أسلحة لكن استخدامها الرئيسي هو إحداث ثقوب في الجدران حتى يتمكنوا من إطلاق النار من خلالها ، في أكثر مشهد مؤثر في فيلم الموصل، حين أوقف جاسم عربة الهمفي في منتصف الطريق ، لمجرد حضور طفلين صغيرين يقفان بالقرب من جثة والدتهما، الصبيان الباكيان ينتظران والدهم لأنهما وعدوه ، في حين يعلم جاسم أنه لن يأتي ، جاسم يترجى الأطفال ويطلب منهم الحضور معه قائلا: "لا تخاف، يمكننا إعادة بناء كل شيء، علينا فقط قتلهم جميعًا أولاً ". يشعر جاسم أن هؤلاء الأولاد سوف يتحولون إلى مقاتلين أيضًا ، وبالتالي يجب منحهم لعائلة حيث يمكنهم التعلم والتطور. الرائد جاسم هو المثال المناسب للضوء المتوهج بين السحب السوداء التي تحوم فوق العراق والذي تتقارب أفعاله مع كلماته المؤثرة، أعتقد أنها تدعم ببراعة فكرة الرائد جاسم عن من يريد تنظيف أرضه . وهكذا حتى أفعاله تدعم كلماته مما يجعل شخصيته قوية. لذا فإن شخصية جاسم هي شريان الحياة في الموصل، وأعتقد يستحيل الحديث عن الفيلم دون تسليط الضوء على الرائد جاسم ، في أحد مشاهد القتال العنيف وعندما يحتاج جاسم ورجاله المقاتلين إلى إسناد المدفعية الثقيلة والدعم، يقترح جندي في فرقة جاسم الحصول على مساعدة من الأمريكيين، يرد عليه الرائد جاسم وبعنف:"لاتفكر بطلب المساعدة من الامريكان، إنهم يسوّون كل شيء بالأرض لأنهم ليسوا مضطرين لإعادة بناء أي شيء". هذه العبارة قاسية وعميقة لأنها ما فعلته أمريكا أو روسيا أو أي دولة أخرى على أرض عربية لمساعدتها في الحرب، وهكذا يفهم جاسم المسألة ، أي أنه الآن على العراق والعراقيين أن يقاتلوا أنفسهم للدفاع عن أرضهم . الشرطي " كاوة "يبحث عن ألاجوبة حتى النهاية. في النهاية ، علم أخيرًا أن ضباط الشرطة هؤلاء قد اعتقلوا هؤلاء المجرمين في وقت سابق ، لكن عندما انضموا إلى داعش بعد دخول داعش وبدأوا في قتل أفرادعائلة قوات نينوى. وهكذا بدأ الرائد جاسم المهمة في أنقاذ أسرهم . وقبل نهاية الفيلم يسقط الرائد جاسم شهيدا ويتابع المقاتلين هدفهم وهو لمّ شمل أحد أعضاء فريق، وهو وليد (الممثل الأردني إسحاق الياس) مع زوجته (حياة كميل المولودة في بغداد) وابنته الصغيرة (سيما الخالدي). تتدفق الشمس إلى الغرفة من خلال الستائر البرتقالية المتصاعدة ، مما يخلق توهجًا ذهبيًا حين يعانق الرجل العسكري(وليد) زوجته وابنته ويفكك غطاء رأس فتاته الصغيرة في لفتة محبة، ما يُقصد به أن تكون لحظة خلاص ، الواضح أن حماية عائلاتهم هي أحد الأسباب الرئيسية للقتال، فقط في الدقائق الأخيرة نتعرف على الهدف الحقيقي لفريق (سوات) . برأي مشهد مقتل الرائد جاسم جاء باهتا وغيرمؤثر بالرغم من ثقله في الفيلم ، ونفس الشئ مشهد الختام، وهولقاء وليد بعائلته لم يكن على مستوى التضحيات وجاء هو الاخر لاطعم و لالون ولا رائحة ولم ينفذ بشكل صحيح . تم تصوير الفيلم بالكامل باللهجة العراقية المحلية ، وبدلاً من تقديم الشخصيات وخلفياتهم في الحوار التعريفي، يغوص كارناهان مباشرةً في أهوال الحرب، لذا يتّسم "الموصل" بالواقعية وفي قالب توثيقي بعيد عن التكلّف. لا مشاهد بطولية مبتذلة، ولا حوارات رنّانة باتت مبتذلة، تتناول شعارات وطنيّة نمطية. كلمة واحدة تتردّد : "أمان"، في إشارة إلى مسح مباني المنطقة وتأكّد عناصر "سوات" من خلوّها من جنود التنظيم . وجهة نظري، يرتكز فيلم الموصل على الأداء المذهل للممثل سهيل دباج المولود في العراق ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2008 ، يستحق هذا الفنان جائزة الأوسكار لأدائه دور الرائد جاسم بهدوءه وأسترخاءه . صاحب وعيون فولاذية وذو قلب طيب وهو قائد ملهم ، في أداء دباج المليء بالعاطفة ما يساعد في جعل الموصل لا تُنسى حقًا. يقول الرائد جاسم : "يمكننا إعادة بناء كل شيء ، علينا فقط قتلهم جميعًا أولاً "، هذا السطر البسيط من قائد مجموعة نينوى يلخص إلى حد كبير الموصل وبعض أعمال العنف التي نراها يشارك فيها أبطالنا. بطل الحرب الكلاسيكي الذي يوازن بين التفاني الذي لا هوادة فيه في المهمة والاهتمام الحقيقي برجاله وأعادة بناء مدينته الموصل العظيمة ، لذا فمن السهل أن تنسى أنك تشاهد تصويرًا دراميًا لهذه القصة الحقيقية (بدلاً من توثيقها). إنها واحدة من تلك الحكايات التي لا تصدق هذه قصة من أحداث العراق مع شخصيات عراقية تروى بالعربية. قد يكون الأمريكيون وراء الكاميرا ولكن العراقيين هم الذين يقاتلون من أجل وطنهم ويتألمون من أجل السلام في خضم كل هذه الدماء . لكن مشاهد الحركة المتواضعة وكذالك الى افتقارة الى الموسيقى التصويرية التي تساهم في رفع قيمة المشاهد المؤثرة ، كل هذه الملاحظات لا تشكل بالتأكيد حكماً بالإعدام على فيلم "الموصل". لحسن الحظ لا تحتاج قضية الموصل إلى معارك مبتكرة لإثبات قضيتها وعمق الماساة ، اختار مخرج الفيلم تسليط الضوء على ما يعنيه حقًا العيش في حالة دائمة من الخوف والغضب وما يتطلبه الأمر لاستعادة منزله وإعادة بناء عالم محطم . ما تكلفة كل هذا. فيلم "موصل" هو أول فيلم هوليودي ناطق باللغة العربية وبالتحديد اللهجة العراقية ويجسدها ممثلون عرب، انتجه الاخوين" أنتوني وجوزيف روسو" اللذين قدما للسينما العالمية أفلاماّ هي الأعلى دخلا في تاريخ السينما العالمية مثل "المنتقمون نهاية اللعبة" الذي حصد مايقارب ثلاثة مليار دولار، وعند سؤالهما عن الدافع في إنتاج هذا الفيلم في مقابة مع قناة "البي بي سي"، أجاب المنتج جوزيف روسو" وسائل الاعلام تتمتع بنفوذ قوي، و تتمكن من رواية القصة من منظور مجموعة من الجنود العراقيين كأبطال في مهمة يجب القيام بها، كانت مأساة بالنسبة لنا، لذا استخدمنا نفوذ علامتنا التجارية التي صنعناها من خلال افلام أفينجرز لصنع هذا الفيلم، عندما قرأنا المقال في الصحيفة بكينا بحلول نهايته ، كانت مؤثرة جدا، أردنا أن نكافئ هؤلاء الابطال ونعرض قصتهم وبلغتهم ولهذا كان الفيلم ناطق باللغة العربية، هذه هي قصتهم وهذه هي حكايتهم ، ونحن لانريد أن تبدو مصادرة من قبل صناع افلام امريكيين خدمة لأجندة ما ، عدا رغبتنا بتكريمهم وماحاربوا من اجله، وأن تظهر الكرامة الانسانية هي سمة عالمية، لدينا الحق فيها ونمتلكها جميعاً. والفيلم يلخص حقا مدى التعقيد في المشاعر أزاء الغزو الامريكي للعراق، وبروز داعش في أعقاب ذالك الغزو، والعراقيين الذين شعروا أنهم مهاجمين ، وعليهم ألان أن يقاتلوا من أجل استعادة بيوتهم وعوائلهم من هذه الفوضى التي عمت البلاد بعد الغزو كانت لديهم مشاعر معقدة للغاية بشأن كل ذالك، ولهذا رفضوا حتى المساعدة الامريكية في حربهم مع داعش". واجه الاخوين روسو تحديا أكبر في العثورعلى ممثلين عراقيين، يعلق احد الاخوين وهو أنطونيو :" بسبب ماحدث في العراق، ولإن المجتمع الفني والكوادر الفنية الذي كان موجودا هناك تعرضت الى التشتت، وكان هذا الامر الاصعب في أن تفتش الاماكن التي لجأت اليها تلك الطاقات الفنية لذا وجدنا بعض الممثلين في ويلز في المملكة المتحدة ، وديترويت في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم في تونس وفي مرسيليا ، ثم أن حظر السفرالى الولايات المتحدة جعل من الصعوبة في الوصول الى الناس العراقيين والاستعانة بهم. الممثل الرئيسي في الفيلم العراقي سهيل هو أحد افضل الممثلين ، هرب من العراق منذ عدة سنوات ، وهو يعيش ألان في مدينة نيومكسيكو ، وجدناه يعمل في دار لرعاية المسنين أنه ممثل مدهش، وقد قارنته ديدلاين هوليود ديلي ب(توم هانكس). الممثل سهيل دباج الذي برز في دورا بسيطا في الفيلم الامريكي "خزانة الألم " وكان من إخراج كاثرين بيغلو في 2009، لكنه يقدم في هذا الفيلم أداءا متميزا ومدهشا حين جسد دور قائد فرقة قوات التدخل السريع، مع العلم انها شخصية حقيقة ولازالت على قيد الحياة وهو الرائد (مزهر) الذي لم يلقى حتفه كما عمل المخرج مع الرائد جاسم ، وفي حديثه في نفس اللقاء يخبرنا الممثل (سهيل) انه ادخل في دورة تدربيبية في احد المعسكرات لمدة اسبوعين للتدريب العسكري، الممثل سهيل دباج من العراق مولودعام 1965، درس التمثيل في جامعة بغداد وتخرج بدرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة عام 1990 وغادر العراق عام 1997 ليعيش في الأردن، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة عام 2008 ويقيم حاليًا في البوكيرك في نيو مكسيكو. يتحدث اللغتين الإنجليزية والعربية، ويستطيع التحدث بأربع لهجات من أصل خمس لغات عربية. وشارك ايضأ الممثل ـ ثائر الشايع بدور حوكا وهو المولود في البصرة في 25 آب / أغسطس 1981 وانتقل إلى ويلز في نفس العام الذي نشأ فيه إنه صاحب شركة إنتاج التي تعمل منذ عام 2009 ،عمل مع المسرح الوطني في ويلز في مناسبتين . كتب وأنتج سلسلة من الأفلام القصيرة ، أما الممثل آدم بيسا الذي قام بإداء دور الشاب الكردي" كاوة"سبق وان شارك بفيلم ( إقتلاع) في عام 2020 والموصل 2019 وفيلم المبروكة 2017 ، الممثل قتيبة عبد الحق الذي قام بدور كمال ، مممثل / كاتب أردني. كان أول ظهور له في التمثيل في الإنتاج المحلي لـ "البؤساء" (2015). ظهر في العديد من الإعلانات التجارية عبر الإنترنت والتلفزيون محليًا وإقليميًا وكذلك في العديد من الأفلام العالمية والمحلية منذ ذلك الحين.
في سؤال وجه الى مخرج الفيلم بعد عرضه في مهرجان البندقية السينمائي الدولي(خارج المسابقة)، هل كان من المهم بالنسبة لك وللفريق الاحتفاظ بالفيلم باللغة العربية لمنحه إحساسًا بالأصالة ؟، أجاب ماثيو مايكل كارناهان :" لقد أجبت بشكل أساسي على السؤال هنا. أردت أن يكون حقيقي بقدر ما يمكنني فعله من الممثلين إلى اللغة ، وبالتحديد اللهجة المحلية، هذه لهجة من اللهجات العربية في العراق وفي بغداد بالتحديد ، والتي تبدو مختلفة تمامًا عن العربية التي يتم التحدث بها في المغرب حيث قمنا بالتصوير ، وشعرت أن رواية هذه القصة بأي طريقة أخرى غير مثيرة للاهتمام ، وهو شيء لن يرضى عليه الناس . لا أريد أن أحكي قصة عن جندي يشبهني ويظهر للفريق الطريقة الصحيحة للقتال هؤلاء الرجال يقاتلون منذ سنوات حتى الآن ، وهم يعرفون عنه أكثر من أي شخص آخر في العالم ، كنت أرغب في أن أنصف هؤلاء الرجال ، لذا نعم ، كانت كل هذه الأسباب وراء رغبتي في القيام بذلك بالطريقة التي فعلناها ".
أستغرق تصوير الفيلم أكثر من شهرين، حيث أنتج في مدينة مراكش المغربية، وبتكلفة مالية بلغت 20 مليون دولار، ومن إنتاج الأخوين، جو وأنتوني روسو، كما شارك في تنفيذه المخرج العراقي محمد الدراجي .