بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تفجير السفارة العراقية في بيروت... من تأريخ حزب الدعوة القذر
شبكة البصرة
ضياء الصفار
في مثل هذا اليوم 15/كانون الأول/1981 أرتكب حزب الدعوة العميل جريمةبشعة وقذرة بحق السفارة العراقية في بيروت كمؤسسة تمثل العراق على الأرض اللبنانية،كما أنها تشكل أستهداف للعراق وشعبه لأنها أستهدفت موظفي السفارة والعاملين فيها وعدد من مراجعي السفارة، لقد تم الأعداد لهذا الحادث الأرهابي وشارك فيها كل من أيران وسوريا والأحزاب والجماعات والذيول الموالية لأيران الشر تخطيطاً وتجهيزاً فضلاً على الدعم المادي واللوجستي وتكليف حزب الدعوة العميل كجهة منفذة لتفجير السفارة الذي نتج عنها أستشهاد (60) شهيد ومايزيد على (100) جريح. ولعلاقتي بالموضوع من خلال وجود شقيقي الرفيق طلال الصفار/أبو عمر كأحد موظفي الدائرة السياسية في السفارة وأصابته بأصابات بالغة بعد أن قضى ما يقرب الثلاث ساعات تحت الأنقاض، وأستذكاراً لهذا الحادث أقول التالي:
ظهر ذلك اليوم وبعد أن أنهيت واجبي في القيادة القومية كوني كنت عضواً في أحد مكاتبها وعند وصولي الى سكني في المنصور رن هاتف البيت ورفعت سماعة الهاتف وأذا بأحد الرفاق يتصل بي مستفسراً عن أخي طلال!! وسألته مستغرباً عن سبب سؤاله عن أخي؟! فأجابني ألم تسمع بحادث التفجير الذي تعرضت له السفارة العراقية في بيروت فأجبته بالنفي لأَنِّي لا أعلم شيئاً عن الحادث، وفِي ذات اللحظة سمعت والديّ رحمهما الله يصرخون ووالدتي تبكي وتولول وتقول لي (أخوك راح) بعد أن شاهدت الخبر في تلفزيون العراق في ذات اللحظة. بعد ذلك هدأتهم وذهبت عائداً الى القيادة القومية لأجراء الأتصالات مع بيروت، وعند وصولي لم أذهب الى مكتبي في الطابق الرابع وأنما توجهت الى مكتب الأستاذ خضر الدوري/مدير مكتب الأمانة العامة للقيادة القومية فوجدته في مكتبه وكان على أتصال مع مكتب الحزب ومكتب جبهة التحرير العربية في بيروت، وفِي ذلك الأثناء وردت برقية تشير الى أنتشال جثث عدد من الشهداء ومن ضمنهم أسم شقيقي طلال فعُقد لساني وتسمرت قدماي ولم أستطيع النهوض للحظات من الوجد الأنساني التي لا يمكن وصفها وفِي غمرة هذه المشاعر الأنسانية الطاغية على الموقف وأذا بصوت الرفيق العزيز أبو أسماعيل ممثل جبهة التحرير العربية آنذاك يكلمنا عبر الجهاز ناقلاً لنا الموقف العام وعندما سألته عن مصير شقيقي أخبرني بأن الرفيق طلال بخير وقد تم أخراجه من تحت الأنقاض بعد أن قضى ثلاث ساعات تحت الأنقاض وأرسل الى المستشفى لأنه مصاب بجروح عديدة وهنا تنفست الصعداء بالرغم من عدم أستطاعتي التحدث معه، وبعد (15) دقيقة أستطعت تأمين الأتصال به والتحدث معه وبالرغم من أنها لم تكن سوى دقيقتين لأنه يعاني من آلآمه الجسدية والنفسية، لكنها كانت مريحة لي وللعائلة فقد أتصلت بهم وأخذت الولدة تحمد الله وتشكره وطلبت مني أن أقوم بذبح (الخرفان) مشترطة على أن تكون ثلاثة خرفان وتم لها ما أرادت.
أن هذا الحادث الأرهابي الأجرامي وما تبعها من تفجيرات وعمليات أرهابية أخرى في العراق سواءاً قبل الغزو والأحتلال عام 2003 أو بعده وما قاموا به من عمليات قتل وتخريب وتدمير وثأر وأنتقام وأستباحة العراق وأفساده وأفقار شعبه خير مثال على دموية وسادية هذه العصابات المجرمة التي عملت ولا تزال وبكل قوتها لتنفيذ المشروع الأيراني الفارسي الصفوي وخمئنة المجتمع العراقي وفق عمل ممنهج لمسخ الشخصية العراقية والعربية عموما من خلال ألغاء الهوية الفكرية والثقافية لشعبنا العربي لا سيما في العراق وسوريا واليمن ولبنان ولكنهم خسأوا فالعروبة ستبقى راسخة في عقل وضمير ووجدان كل العرب فهي الهوية والوجود.
الرحمة والعز والمجد لشهداء السفارة العراقية الذين أستشهدوا وهم يؤدون واجبهم الوطني.
العمر المديد لمن جرح في هذا الحادث الأجرامي الجبان، ونسأل الله أن يمتعهم بالصحة والعافية والسلامة الدائمة.
العز والمجد والفخر لكل شهداء العراق الذين ضحوا على طريق الحق..طريق التحرير والنصر المبين بأذن الله.
15/كانون الأول/2020
شبكة البصرة
الثلاثاء 30 ربيع الثاني 1442 / 15 كانون الاول 2020
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس