فلسطين 

امض حنظلة صامتا.. مرتابا.. 
رمم جدران قلبك المنهارة 
تحت وطأة الانتظار المرير 
لا تلتفت.. حنظلة...
  لا تطلق يديك 
اتركهما خلفك.. مكتوفتين
تحمل مواجعك.. انكساراتك.. خساراتك.. 
تشبك أصابع خيباتك.. 
على أوزار قصمت ظهر البعير 
مزق قميص يوسف.. 
فيوسف اليوم  تسجد كواكبه للذئب 
القميص لم يعِد ليعقوب بصره 
ولن يراك أبدا من جديد 
يعلم جيدا أنك رحلت بنصف جسد 
والباقي أشلاء تعفنت تحت قيظ الذل المهين  
احفر في ذاكرتهم المثقوبة 
عرشا يمتد من أخمص القدمين..
 إلى هامة تلامس خد السماء
عساك  تداري سوءاتهم 
ابن جسرك من عظام ودماء  
في أزمنة فصولها توالت عجافا 
وبحورها ملح أجاج 
تفجرت ينابيعها من عيون قفر 
كان يوما رياضا..
 وخلجان ليمون وزيتون ونخيل وزعتر وبيلسان.. 
وفاكهة كما تشتهون 
فكيف أقفرت.. 
أو لم تجد ماء في ذاك الجب السحيق 
ألم يمر من هناك عابرو السبيل 
ليرموا بدلوهم وينتشلون تاريخهم الفقيد 
بمعاول الكبرياء يحفرون في الصخر لكتابة فصل خامس 
يمسح عار الجبناء 
رحيمة بلقاس