لندن – توفي مساء امس في لندن فؤاد أبو غيدا نجم النادي الأهلي المصري في ستينات القرن الماضي، أحد لاعبي الجيل الذهبي الذي ضم ألمع وأمهر اللاعبين من أمثال صالح سليم ورفعت الفناجيلي وطه اسماعيل وعادل هيكل وسعيد أبو النور ومروان كنفاني وغيرهم. وقد شكل فؤاد أثناء وجوده في مصر منتخباً كرويا فلسطينياً قاده في مباريات عديدة ليساهم في إبقاء اسم فلسطين حياً على الرغم من محاولات الاعداء طمس الهوية الوطنية الفلسطينية.
يقول الكاتب المتخصص في الكرة العربية والاوروبية محمد عبد الرحمن إن أبو غيدا كان “مدافعاً من العيار الثقيل، دافع عن عرين النادي الأهلي وساهم معه في الفوز بالعديد من البطولات” إلى ان تسببت حرب حزيران (يونيو) 1967 في إيقاف نشاط كرة القدم في مصر ليعلن أبو غيدا آنذاك “عن اعتزاله الملاعب والعودة للدفاع عن قضية وطنه فلسطين ولتنتهي اسطورة رائدة ومميزة في الملاعب المصرية”.
ومثلما كان فؤاد جريئاً وصلباً في الملاعب، عاش حياته خارجها بارز الشخصية جريئاً وفياً لأصدقائه الكثيرين في مصر وفلسطين والأردن وبريطانيا وسوريا (حيث بدأ حياته الكروية) وفي بلدان كثيرة اخرى.
فؤاد أبو غيدا في إحدى قفزاته العالية المشهور بها أثناء احترافه مع النادي الأهلي
روى لي فؤاد في بدايات صداقتنا في لندن قبل اكثر من خمسين سنة ان المشير عبد الحكيم عامر، راعي النادي الأهلي، عرض عليه الجنسية المصرية تقديراً له فاعتذر فؤاد عن عدم قبول العرض قائلاً انه على الرغم من حبه الشديد لمصر وشعبها فإنه يريد الاحتفاظ بهويته الفلسطينية.
عمل فؤاد قبل تقاعده في لندن في سفارة الامارات العربية المتحدة وفي مكتب الجامعة العربية وفي غرفة التجارة العربيةـالبريطانية والقسم الرياضي في تلفزيون “ام بي سي”.
ولد فؤاد في مدينة حيفا في بيت في شارع عباس مطل على البحر (زرته في سنة 1993 بناء على طلب فؤاد وصورته وسلمته الصور).
في الرابع عشر من ايار (مايو) 2010عاد فؤاد إلى حيفا ودخل بيت اهله الذي نزح منه مع أهله إلى سوريا في خضم النكبة الفلسطينية في 1948 وقد استقبله سكان شارع عباس استقبال الأبطال، وأدخله سكان البيت – وهم فلسطينيون – قائلين إن البيت بيته متى شاء. وسجلت مشاهد عودة فؤاد إلى حيفا، ترافقه زوجته باسمة شحيبر، في فيلم وثائقي بثته قناة الجزيرة في ذكرى النكبة في 14 ايار 2019. وسيعاد بث الفيلم تخليداً لذكرى ابو غيدا.
وعزى رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء الثلاثاء، بوفاة أبو غيدا. وأعرب خلال اتصال هاتفي مع زوجة الفقيد باسمة شحيبر، عن تعازيه الحارة بوفاة الفقيد، داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
صورة من الأرشيف للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يتوسط فؤاد أبو غيدا ومروان كنفاني