الجمال يبتكر ألوانه وتفاصيله لا يلوي على غير العبارة الباذخة تعلن شيئا من طفولة مقيمة تعيد للأشياء ألقها ومجدها المكلل بالنشيد.
حالة وجد تلون ما بدا من مشهديات مختلفة يجمع بينها العزف والبهجة والقراءة والحلم
انسجام الذات مع رغباتها في هذا الكم من الضجيج المعولم وما يصحيه من سقوط مربك
الفن هذا الذهاب إلى عوالم مختلفة ومتخيرة من حيث حالاتها وشؤونها وشجونها، وفق قول بالكامن في الذات من شجن وحلم وبهاء. هي لعبة الجمال يبتكر ألوانه وتفاصيله لا يلوي على غير العبارة الباذخة تعلن شيئا من طفولة مقيمة تعيد للأشياء ألقها ومجدها المكلل بالنشيد.
والرسم تحديدا، وهنا حالة وجد تلون ما بدا من مشهديات مختلفة، ولكن يجمع بينها العزف والبهجة والقراءة وما في ذلك كله من دلالات جمالية وإنسانية وسوسيو- ثقافية، ضمن حالات من الانسجام مبثوثة في الأعمال الفنية. انسجام الذات مع رغباتها في هذا الكم من الضجيج المعولم وما يصحيه من سقوط مربك.
الفنانة سنية الغزي المزغني تخيرت في لوحاتها الزيتية هذا القول بالانسجام كعنوان دال حيث اللوحة كون نظر وتأمل وبهجة وغيرها. أعمال فنية يشهدها فضاء العروض برواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة بداية من ظهر الجمعة 22 من يناير/كانون الثاني الجاري ليتواصل ذلك إلى غاية يوم 4 فبراير/شباط المقبل معرض فني بعنوان "انسجام".
تفاعل مع الطرب والموسيقى
لوحات متعددة فيها دقة رسم وجمال تلويني لنسافر مع الشيخ يغوص في تفاصيل الجريدة في حالة الشغف والغرام بالخبر ومنه القراءة. كذلك في لوحة أخرى استراحة مع الجريدة والقهوة خلال شغل على الحاسوب. عزف النسوة وحالة تفاعل مع الطرب والموسيقى.
لوحات فنية فيها شغف الفنانة التشكيلية سنية الغزي المزغني بالذهاب عميقا لكشف حالات الانسجام في ضرب من التعاطي التشكيلي فكأنها تأخذ الزائر للمعرض إلى عوالم فنها طوعا وكرها فقط لمشاركتها هذا الإحساس الدفين المنبثق من هيئات الوجوه والألوان.
هي دعوة بالفن للانسجام كحالة وقيمة جمالية بوجه ما يتهدد الكائن من إحباط ودمار تعيشه الإنسانية حيث الفن يشير إلى مكامن ومواطن الجمال في بساطتها وعمقها.
الفنانة سنية تقترح عددا من لوحاتها على جمهور رواق علي القرماسي في هذه الأيام التي تشهد تداعيات وأخطار الكورونا والعدوى، وكأنها تقول بالفن والرسم تحديدا كعنوان أمل وحلم وانسجام تتطلبه الإنسانية للخروج من نفق الأحزان والأوبئة والصراعات.
هذا المعرض يأتي بعد معارض ومشاركات جماعية للفنانة التي تقول بشأن تجربتها هذه "... هو انسجام لحد الالتحام والنشوة بين الإنسان والشيء، يظهر هذا من خلال الحركات والتفاعلات الجسدية، طريقة التعامل مع ذلك الشيء والإمساك به، تقاسيم الوجه أعبر عنها بلمسة ريشة وألوان زيتية. دراستي كانت اختصاص هندسة مدنية ثم تصميم الأزياء والإكسسوارات وقمت بتربصات في بعض ورشات الفن التشكيلي ...".
لوحات متعددة في هذا المعرض بعد تجربة مع رسم الطبيعة الميتة والمشاهد وغيرها.
انسجام هو معرض الوجوه والحالات والذات المفعمة بالأريحية والسكينة في تواصلها مع الآخر بكثير من البساطة والحلم المرسوم الذي يكتشفه متقبل العمل الفني في اللون وفضاءات اللوحة عموما. معرض وتجربة مفتوحة على الإبداع والتواصل.