انفجارات بغداد الحزينة ونداء الله أكبر !
نيسان سمو
انفجارات بغداد الحزينة ونداء الله أكبر!
لا توجد كلمة تُقال في هذا اليوم الأليم لأهل بغداد الحزينة ، ولكننا سنتسائل عن شيء بسيط وهو نداء الله اكبر قبل وبعد التفجير .
شاهدتُ الانفجار الثاني من على شاشات التلفاز وكيف يُفجر نفسه الارهابي وسط العديد من الفقراء البسطاء الباحثين عن لُقمة عيش لهم ولعوائلهم . حاولَ في لم اكبر عدد من الفقراء حوله عندما كان ينادي بأنه مريض ويحتاج الى مساعدة ويدعوهم لطلب الاسعاف والشرطة ( حسب بعض المصادر ) ،فإقترب عدد كبير من المواطنين البسطاء الابرياء كي يمدوا له يد العون او المساعدة فيقوم هو بتفجير نفسه فيهم كي يقتل اكبر عدد من هؤلاءالابرياء .
هو ينادي الله اكبر قبل ان يُفجر نفسه ، والشرطة تصيح وبأعلى صوتها الله اكبر ، والمواطن الذي سمع الانفجار يصيح الله اكبر ، والمصورالذي كان يصور المشهد كان ينادي الله اكبر ! وكل الجمهور الذي كان حاضراً في ساحة الطيران والباب الشرقي لحظة وقوع الانفجارين يصيحون وينادون الله اكبر !
والسؤال هنا كيف ينادي القاتل الارهابي الله اكبر والمقتول ينادي الله اكبر قبل خروج آخر نفس من جسده والحضور يعيد ويكرر الله اكبروالشرطة كذلك وكل الجمهور ينادي بنفس الكمة في آنٍ واحد ! كيف يشترك الجميع في نفس الكلمة ! اذا كان الله هو نفسه الواحد الاحد فكيف ينادي له المجرم والمقتول والبريء والجمهور والشرطي والعسكري وكل الحاضرين ! كيف سيتفق الله مع الجميع ! مَن سيسمع منهم !
والسؤال الاهم هو ماذا سيقول الارهابي لربه عند مقابلته وهو قد زهق ارواح العشرات من الابرياء ! هل سيقول له لقد اخذتُ معي روح عشرات الابرياء !
هؤلاء ابرياء ولا ذنب لهم ، يجب ان يعي كل ارهابي ذلك بشكل جيد . بالرغم من كل البُدع والخداع والمكر الذي يقوم به اولياء هؤلاء الارهابيين للتضليل على عقولهم وإدخال واستبدال كلمة الابرياء بالضالين والكفار والمشركين وغيرها في رؤوسهم ولكنهم يبقون ابرياء لا ذنب لهم ! اطفال وعمال فقراء يبحثون عن لقمة العيش ليسوا لا بالمشركين ولا بالسياسيين ولا بالمذهبيين ولا بالطائفيين ولا علاقة لهم لا قريب ولا من بعيدبما يجري على الساحه الاسلامية . أُناس بُسطاء يتصرفون كما اهداهم الله ! حتى اذا كانوا غير متفقين مع هذا الطرف او ذاك فهذا نتيجة هدايا الله لهم من عقل وتفكير ونتيجة الظروف التي يمرون بها لا اكثر ولا اقل ! يعني في النهاية هُم لا ذنب لهم فلماذا يتم تفتيتهم بهذه الوحشية !
الارهابي الذي يرغب في مقابلة ربه والعيش مع الحوريات وانهار العسل واللبن لماذا يصر على ان يأخذ معه ارواح هولاء الابرياء ! لماذا لايقتل نفسه او يفجرها مثلاً في بيته او في ساحه داره او اي مكان خالي من الابرياء ! لماذا هذا الاصرار على اخذ العديد معه وماذا سيكون رده إن تمّ مسائلته عن سبب زهق روح العشرات من الابرياء !
إنني هنا أكرر وأقول لهؤلاء الارهابيين إن كل ما تسمعونه من بُدع وخداع وإتهام لهؤلاء البشر كاذب وغير صحيح وهُم في النهاية ابرياء لاذنب لهم ، وفي نفس الوقت اسأل ذلك الارهابي ماذا سيكون ردك إذا تًم مسائلتك عن سبب قتل هؤلاء الابرياء من قِبل الله !
كيف سترد عليه ! سيكون اول بدعه يقولها القاتل لربه لقد خدعوني بذلك !
نعم لقد خدعوك ! ولكننا نقولها لك اليوم بأنهم يخدعونك فلماذا تسمح لهم بذلك ! فماذا سيكون ردك بعد ان تسمع هذا من ربك ! ماذا ستقول اذا وجدت كل الارواح التي زهقتها في تفجير نفسك ينعمون قبلك في انهار العسل وبأحضان الحوريات !
هل ستُنادي هناك ايضاً بالله اكبر !
هل تتذكرون كلمتي والتي كانت بعنوان : إقتلوا صاحب الكلب ! إنني اتذكرها كل دقيقة وكل ثانية !
لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !
نيسان سمو 21/01/2021