الكاظمي يعلن مقتل 'والي العراق' في عملية نوعية
مقتل القيادي البارز في تنظيم الدولة الإسلامية يأتي في خضم حملة عسكرية أطلقها الجيش العراقي ردا على التفجير الانتحاري المزدوج في بغداد الذي تبناه داعش.
الخميس 2021/01/28
الكاظمي ردا على منتقديه: إذا وعدنا أوفينا
العيساوي كان يقود عمل الدولة الإسلامية في العراق بالكامل
الحملة العسكرية على داعش تأتي ردا على هجوم بغداد الدموي
تفجير بغداد المزدوج أطلق حملة ضغوط على الكاظمي
بغداد - أعلن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الخميس أن قوات الأمن العراقية قتلت قياديا في تنظيم الدولة الإسلامية يطلق على نفسه "نائب الخليفة" ووالي العراق.
وأضاف الكاظمي في تغريدة على تويتر "شعب العراق.. إذا وعد أوفى. وقد توعدنا عصابات داعش الإرهابية برد مزلزل، وجاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو مَن يطلق على نفسه نائب الخليفة ووالي العراق في التنظيم أبوياسر العيساوي في عملية استخبارية نوعية".
وكتب تشارلز ليستر وهو مدير في معهد الشرق الأوسط بواشنطن على تويتر "إذا تأكد هذا بالفعل فإنه خبر على درجة كبيرة من الأهمية لأن العيساوي يقود عمل الدولة الإسلامية في العراق بالكامل.. الأمر يستحق الانتظار لمزيد من الأدلة الحقيقية. كانت هناك مزاعم سابقة تبين زيفها".
ويأتي هذا الإعلان في خضم حملة عسكرية مكثفة تنفذها القوات العراقية قصفا وتعقبا لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذي لايزال يحتفظ بوجود في الأنبار وفي المنطقة الصحراوية القريبة من الحدود مع سوريا.
ويوم الجمعة الماضي، أطلق الجيش العراقي حملة عسكرية باسم "ثأر الشهداء" لملاحقة فلول التنظيم الإرهابي في بغداد وبقية محافظات البلاد.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية في اليوم التالي مقتل 7 من عناصر داعش وتدمير 4 أنفاق للتنظيم في غارات جوية شمالي البلاد، مضيفة حينها أنه "وفقا لمعلومات استخبارية دقيقة نفذ طيران التحالف الدولي ضربتين جويتين الأولى بسلسلة جبال قره جوغ في محافظة نينوى (شمال) والأخرى ضمن قاطع محافظة كركوك (شمال)."
ويشن التنظيم المتطرف من حين إلى آخر هجمات دموية أغلبها تفجيرات إما انتحارية أو بعبوات ناسفة.
لكن الهجوم الانتحاري الأخير الذي هزّ بغداد وخلف عشرات القتلى أعاد للأذهان مخاوف من عودة التفجيرات الدموية للعاصمة.
كما أطلق الاعتداء الإرهابي حملة ضغوط على رئيس الوزراء تقودها شخصيات وميليشيات شيعية موالية لإيران، وجهت فيها ضمنا لأجهزة الأمن والحكومة اتهامات بالتراخي والتقصير في مقابل الثناء على الحشد الشعبي الذي يضم فصائل مسلحة على خلاف مع الكاظمي.
واستحضر هؤلاء وفي خضم التشكيك في قدرات قوات الأمن وجاهزية الحكومة، "بطولات" قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني الذي قتل في غارة أميركية فجر الثالث من يناير/كانون الثاني 2020 إلى جانب أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي.
وتتهم الفصائل الموالية لإيران، الكاظمي بالتواطؤ مع واشنطن في عملية اغتيال سليماني والمهندس.
ويعتبر بيان الكاظمي اليوم الخميس ردا على الاتهامات بالتقصير من دون أي إشارات إلى ذلك، تجنبا لأي سجالات مع خصومه وخاصة الفصائل الشيعية التي تتهمه بالتقصير والتراخي في منع اعتداءات ارهابية.
وكان الحشد الشعبي الذي بات يوصف بأنه رديف للقوات المسلحة، قد شارك في السنوات القليلة الماضية في العمليات العسكرية ضد داعش وقد اكتسب في هذه الحرب خبرة قتالية واسعة كما نجح في بناء قوة تمتلك ترسانة أسلحة ضخمة بتمويل ودعم من الدولة.
وعلى الرغم من دمجه في القوات النظامية وإخضاعه مباشرة للقائد الأعلى للقوات المسلحة أي رئيس الوزراء، يحتفظ الحشد لنفسه بهيئة خاصة لها نفوذ سياسي وعسكري واسع وهي من توسط في الأزمة التي نشبت بين الكاظمي وميليشيا حزب الله العراقي في يونيو/حزيران 2020 بعد أن اعتقلت قوات مكافحة الإرهاب 18 من مسلحي الحزب ممن قصفوا مواقع وقواعد عسكرية للجيش الأميركي في العراق. وأحيل ملف هؤلاء لقاضي بهيئة الحشد الذي أمر بالإفراج عنهم في خطوة شكلت تحديا لرئيس الحكومة.