النظام البطريركي في كنيسة المشرق وعن ملابسات هذا النظام
ت
القس لوسيان جميل
النظام البطريركي في كنيسة المشرق وعن ملابسات هذا النظام
ان النظام البطريركي بدأ في الدولة الفارسية مع كورش تحديدا حيث كان قد ساد في تلك الدولة الاضطهاد على المسيحيين بحجة انهم لا يحترمون دين الفرس الزرادوشتي. فكورش قال للمسيحيين عينوا كبيركم فنجعله قيما على دينكم في كل شؤونه ويبقى المسيحيون خاضعين للدولة ونظامها المدني في الشؤون الأخرى المدنية. وهكذا تحقق في الدولة الفارسية اول نظام بطريركي.
غير ان بسقوط الدولة الفارسية في معركة القادسية تحول المسيحيون الى رعايا للأمة العربية الاسلامية. فما كان من هذه الأمة حتى انها هي ايضا جعلت " كبير المسؤولين الدينيين " قيما على الشؤون الدينية للمسيحيين " شرط ان يتبعوا الأمة الدينية الاسلامية في الأمور الزمنية ومنها شؤون الحروب الهجومية والدفاعية. هنا لا اتطرق الى بعض المشاكل التي حدثت في تطبيق ذلك النظام من قبل بعض المسلمين. وربما ايضا من خرق حدث عند بعض المسيحيين في احوال معينة. لا اريد ان اتطرق الى تلك الحوادث.
غير ان الأمة الدينية الاسلامية قد سقطت بقانون سقوط الأمم والممالك وذلك في العام 1918 اي في نهاية الحرب العالمية الأولى. ماذا حدث بعد ذلك ؟ ان ما حدث بعد ذلك هو انفصال العرب برمتهم عن الدولة العثمانية التي كانت قد مارست سياسة التتريك على العرب.
وهنا علينا ان نذكر بأن المسلمين العرب وجدوا لأنفسهم بديلا لأمتهم بشخص الاخوان المسلمين بكافة فصائلهم المعروفة. اما المسيحيون فوجدوا انفسهم بدون بطريرك, اي انهم وجدوا انفسهم متحررين من النظام البطريركي وبقي عليهم ان يعيشوا في اوطانهم عيشا حرا لا يحق لأي شخص بعد ان يفرض عليهم هيمنته القديمة التي انتهت بنهاية وتفكك الدولة الاسلامية. بعد هذا ربما حدثت تجاوزات من قبل الاسلامويين على المسيحيين كما حدثت ايضا تجاوزات من قبل المسيحيين الذين حسبوا انهم يحق لهم ان ينحوا بحياتهم ايما منحى. لقد حدثت مشاكل في صوم رمضان وتصرف المسلمون كما لو كانوا حقا الورثة الشرعيين للآمة الاسلامية في حين نعرف ان الأمة الاسلامية دخلت طاحونة الزمن وخرجت من الطرف الثاني شيئا آخر جديدا بكل معنى الكلمة، حالها حال امم اخرى ومنها امة قسطنطين المسيحية التي سقطت في اعقاب الثورة الفرنسية وكانت قد ضعفت في اعقاب حركة لوثر الحضارية الانفصالية. هذا ومن هنا نقول انه لا يحق لبطاركة المشرق ان يقولوا ان النظام البطريركي من صلب كنيسة المشرق. فأبناء كنيسة المشرق لا يقبلون ان يصيروا تحت دكتاتورية بطاركة يريدون توجيههم توجيها سلفيا وعقائديا بحسب رغبة مركز : العقيدة والايمان ، هذا المركز الذي قتل في القرون الوسطى اكثر من 1700 ضحية من مختلف الناكرين لعقائد الأمة التي دخلت عالمنا في القرن الرابع الميلادي وسببت انشقاقات كثيرة في الحياة المسيحية. اما في زمننا فلم يعد لهذا المركز القدرة على القتل الجسدي لكنه مارس وبكل نشاط القتل المعنوي لكل من لا يطيعهم من المجددين وكان ضحيتهم الأولى القس لوسيان جميل، الذي افشل خططهم جميعها وتمكن من الانتصار عليهم على الرغم من شراستهم. الأمر معروف ولا ادخل في التفاصيل. لكن اقول فقط ان كنيسة المشرق خسرت كثيرا من الجهد المبذول في سبيل التقدم. فاليوم وصل القس لوسيان جميل ذروة النجاح اذ اعلنه مطرانه عالما بين ثلاثة علماء:العالم الفرنسي كلود كليريت والاب تيار ده شاردن عالم الاحاثة الكبير والقس لوسيان جميل، لكن كل بحسب اخنصاصه واهتماماته. والسلام على الاخوة القراء جميعا.