قصيدة (نشيد الروح )
بقلم / بشري العدلي محمد
رسمَ السهادَ الشوقُ في أجفاني
فَتلبستْ شمسُ الشموسِ كياني
ومدادُ أحلامي على السطرِ انحنى…
يُلقي عليّ بحسرةٍ أشجاني
وأرى ينابيعَ المعاني كلّها
كالتربِ صارتْ في رُبى الأوطان
فاخترتُ ألماس الكلامِ فصاحةً
قد صاغها عقدا حكيمُ بياني
مازلت أبسمُ بالكلامِ إذا بدت
فتبسمتْ عن لؤلؤ رباني
لما بدتْ راعَ الخلائقَ حُسنها
فالنحلُ يغدو والطيورُ تداني
وتلفظتْ في منطقٍ ريمُ الفلا
فتناثرت جملُ الكلامِ الحاني
فحللتُ رحلي لا أريد فراقها
سحرُ الخدودِ ولحظها أغواني
أمضيتُ ليلي بعدها متأملاً
ما للمحجبةِ الحَصان تعاني؟
وشَممتُ أزهارا بقربي قد زهتْ
فتعطرتْ من طيبها أرداني
فنظرتُ في وجه السماءِ إذا بها
وشمٌ فريدٌ لا يقاسُ بثان
قد رحتُ أغفو تارةً في مضجعي
والليلُ يدنو صبحه بتوان
فصحوت من همسِ الندى متقطرا ..
قد أسقطته يد الصباح الجاني
وجلستُ أبغي أن أيمم دارها
وسعيتُ أنشدها صدى ألحاني
فالسرّ إذ يخفى يشعُ جماله
وإذا بدا للناظرين جلاني
إني أمرُّ على الديارِ أزورها
ومتاعُ رحلي في المسير أماني
هذي السطورُ حبيبتي قد خطها
… قلبي المتيمُ لا طليق لساني
كلّ الفصاحة قد جمعت وما أرى
أني مدحت بما أقول بناني
وأرى الكلامَ مسجرا في بحره
تهفو إلى نيرانه شطآني
ونشيدُ صوتِ الروحِ يبقى خالدا
مادام في نفس الحبيب تفان .