اليمن التعيس وتونس الغبراء
بيلسان قيصر
[size=32]اليمن التعيس وتونس الغبراء[/size]
[size=32]تونس[/size]
في الوقت الذي هلٌ الربيع العربي منطلقا من تونس الخضراء، وهروب الرئيس السابق، بعد أن اشعل متظاهر النار بنفسه، أمتدت شرارات هذه النار الى مناطق عربية أخرى، وكانت من المتوقع أن تقطف تونس ثمار التغيير قبل غيرها على إعتبار أنها تمثل إنطلاقة الربيع العربي، لكن كما يقال تأتي الرياح بنا لا تشتهي السَفَن. فمنذ الربيع وتونس تعيش حال اللاإستقرار السياسي، وسرعان ما تحول إلى أزمة سياسية شديدة الوقع. واليوم نشهد إنقسام بين الرئيسين قيس سعيد وراشد الغنوشي، وهو صراع إمتد من الساحة السياسية الى الدستورية، بين رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، وقد وسمها بعض المحللين السياسيين بأنها حرب كسر العظام، في ظل صمت المحكمة الدستورية. واليوم تشتد الأزمة بعد موافقة البرلمان التونسي على إجراء تعديل وزاري، وقد رفضه الرئيس قيس سعيد علنا على إعتبار ان البرلمان انتهك نصوص الدستور، منتقدا الطريقة التي تم فيها التعديل الوزاري دون الرجوع الى الرئيس والتداول معه، كما ينص الدستور. فقد تم تجاهله كليا، وفرضه عليه.
من جانبه رفض الرئيس التونسي أن يقسم الوزراء الجدد اليمين أمامه. وقال أن بعض الوزراء الجدد عليهم ملفات فساد. أما البرلمان فقد وافق على التعديل ولم يَعر إذنا صاغيا لإنتقادات الرئيس التونسي، الذي ما يزال ثابتا على موقفه، والبرلمان ايضا ثابت على موقفه.
أما أين تكمن المشكلة؟
الحقيقة ان المشكلة هي في البرلمان وليس الحكومة، فالبرلمان يسيطر عليه الإخوان المسلمين، وهؤلاء ما دخلوا أمرا إلا وأفسدوه، في مصر والعراق والأردن واليوم في تونس.أما الموقف الشعبي من الأزمة، فقد أيد الشعب الرئيس التونسي، واعتبر البرلمان إنتهك الدستور، وطالب المنتفضون الرئيس التونسي بحلٌ البرلمان الأخونجي. وفي نفس الوقت طالب رئيس البرلمان الأخونجي راشد الغنوشي الذي يمتلك الأغلبية في البرلمان، الى تغيير واجهة الدولة من النظام الرئاسي الى النظام البرلماني، زاعما ان معظم الأنظمة في العالم تتبع النظام البرلماني.
الغريب في الأمر ان الأخوان في تونس يريدون النظام البرلماني، والأخوان في تركيا يطالبون بتغيير النظام القائم من برلماني الى رئاسي!!! وما بين النظام البرلماني في تونس والنظام الرئاسي في تركيا كشف الأخوان المسلمون عن إنتهازيتهم، ضاربين عرض الحائط بالمباديء التي يروجون لها، اما الأخوان المسلمون في بقية الدول الإسلامية فقد تحيروا من موقف الحزب، عين على تركيا وعين على تونس، لكن اين الصواب؟
الحقيقة ان نظرة الأخوان المسلمين هي نفس نظرة الشيعة في تجاوز الحدود الوطنية، فهم يرغبوا ان تكون الخلافة عثمانية وبقية الزعماء ولاة تابعيون للخليفة، والشيعة ينظرون الى ان يكون الولي الفقيه في طهران نائب الإمام ويبسط نفوذه على جميع الدول الإسلامية، وبقية الزعماء هم خدم الإمام.
[size=32]اليمن[/size]
كنا ندرس في المدارس (اليمن)، وغالبا ما ترافقه كلمة (السعيد)، اليمن السعيد صورة جميلة لعاشقين ينبض قلبيهما بالحياة والأمل، ولا يمكن لأحدهما ان يعيش بدون الآخر، هكذا يقول التأريخ والجغرافيا، وحتى عندما انفصلا الى اليمن الشمالي واليمن الجنوبي رغما عنهما، سرعان ما توحدا وعادا سوية للعيش معا، لم يخطر في بالهما ان هناك عدوا داخليا خبيثا يتربص بهما، تدفعه ذراعا إرهابية خارجية، وانهما عرضة للإغتيال بخنجر مسموم يحمله (أنصار الله)، والله تعالى بريء منهم ومن كل إرهابي ومجرم. ما الذي قدمه أنصار الله الى عباد الله، بعد أن أغتالوا الشرعية والدستورية، الحرب، الجوع، الفقر، البطالة، الأمراض، الإرهاب، العدوان على دول مجاورة، القرصنة، تنفيذ أجندة الولي الفقيه، تدمير البلد وقتل شعبه.
الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية تؤكد ان المجاعات أجتاحت غالبية الشعب اليمني، وتأثيرها الأكبر على الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية. واشارت الى أن اليمن مقبل على أخطر مجاعة يشهدها العالم منذ عقود، فأينما تذهب في اليمن ستجد آثار الحرب المدمرة. ما أنجزه (اعداء الله والإنسانية) ووليهم الفقيه في ايران، هو تدمير البلد وتغيير عنوانه من (اليمن السعيد) الى (اليمن التعيس).
طلقة طائشة
الخارطة التي نشرتها تركيا حول نفوذها عام 2050 شملت بلاد الشام ومصر وليبيا والخليج العربي واليونان، لكن الخارطة استثنت ايران واسرائيل!!! أخوان الشياطين هللوا للخريطة بسبب عودة السلطان العثماني والخلافة الإسلامية، علاوة على استثناء سيدهم الشاه الساساني من النفوذ العثماني. وهذا ما يذكرنا بالهلال الشيعي الذي ينفذه الولي الفقيه وذيوله. صار الخطر الذي يحيط بنا من جانبين هما السلطان العثماني والشاهنشاه الساساني، وكل منهما يبكي على ليلاه.
بيلسان قيصر
شباط 2021
البرازيل