عادَ الرَّبيع
على جناحِ القَوَافِي يُبحرُ النُّونُ
وَ يَحتَفِي بِالنَّدى صَبٌّ وَ مَفتُونُ
نَسائِمُ الليلِ يا بغدادُ في سَفَرٍ
وَلاعِجُ الشّوقِ يَا عمّانُ مَكنُونُ
كَمْ نَادَمَتنَا الأمَانِي وَهْيَ نَاعِسَةٌ
وَ رَونَقُ العمرِ بالياقوتِ مَوضُونُ
كُنَّا وَكَانَتْ ليالي الأنسِ مُغْدِقَة
كَمْ فَاحَ مِنْ روضِهَا وَردٌ وَ لَيْمُونُ
مَا عَادَ نيسَانُ إلا وَ الأسَى مَعَهُ
فَهَل سِيرجعُ بالآمالِ كَانُونُ
حدائقُ الحبِّ يا بغدادُ قَاحِلَةٌ
وَعَرشُ بلقيسِ يا صنعاءُ مدفونُ
لَقَدْ سَئِمْنَا ليالي الصَّبرِ في عدنٍ
وَمَا دَنَا مِنْ نَخِيلِ العُربِ عُرجُونُ
كَمْ أرَّقَتنَا الليالي وَهْيَ مُدْبِرَةٌ
وَكَمْ جرعنا الأسَى وَالخوفُ مكنُونُ
شَاخَ العَرَاقُ عَلى الامه وَمَضَىْ
نهارهُ الليل بالاوْجَاعِ مسْكُوْنُ
حُزنُ البيُوْتِ التَي تَبْكيْ أحِبتها
وَكَمْ أناخَ بَبَابِ الدّارِ مَحزُوْنُ
كَمْ لَاذَ بالبَحرِ طِفْلٌ لَمْ يَجِدْ وَطَنَا
وَعَاثَ في البَرِ عرْبيْدٌ وَ مَأفُونُ
يا حُزْنَ بيروت كَمْ زَادَ الأسَىْ وَجَعَا
وَكمْ طَغَى في بَلادِ العُربِ مجنونُ
نَاديتَكُم يَابني قُوْمي أنِ اتَحِدوا
إلى مَتَى وَالمَدَى بالحَقْدِ مَشْحُونُ
عَادَ الرّبيْعُ خيالا كانَ في عَجَلٍ
يَختَالُ في أَرْضِنَا بالسّمِ مَحقُونُ
أَبْكي عَلَى الشّامِ وَ الشّهْبَاءِ كمْ نَزَفَتْ
مِنَ الدّمَاءِ وَ سَيفُ الحِقْدِ مَسْنُونُ
حَمَامُ يَافَا على الأطلالِ واقفة
وَكَمْ تَعَلَّقَ بالآمالِ مَفتُونُ
يَا مِصرُ مَاجفَّ حِبرُ الشوقِ في لغتي
قلبي هُنَاكَ بِحبِّ النيلِ مَقرُونُ
هَذَا أَنَا شَاعِرٌ فَاضَتْ مَدَامِعُهُ
وَكَمْ تَرَنَّمَ بِالأشجَانِ حَسُّونُ
يا رفقةَ الشِّعرِ لا نَثْرٌ وَلا هَذَرٌ
هذا الحنينُ بِنبضِ القلبِ مَوزُونُ
على دمشق الهَوَى يا خيرَ ساريةٍ
مُرّي بِجنحِ الدُّجَى وَالليلُ مَدهُونُ
هَا جِئتُ مِنْ وَطَنِ الإيمانِ تَحمِلُنيْ
في نَكْهَةِ البُنِّ أعْنَابٌ وَ زَيْتُوْنُ
ولوعةٌ مِنْ تناهيدٍ بِهَا شَجَنٌ
وَزَفْرَةٌ مِنْ أسَاهَا يَنْزِفُ النُّونُ
سنعبرُ الدَّربَ مِنْ عُمْقِ الأنينِ إلى
مواسمِ الخيرِ وَالأوجَاعُ عُربُونُ
ــــــــــــــ
#محمدناصرشيخ_الجعمي#عدن_اليمن