الإدارة الأمريكية وابتزاز ملف حقوق الإنسان
بيلسان قيصر
الإدارة الأمريكية وابتزاز ملف حقوق الإنسان
لماذا لا تفتح إدارة البيت الأبيض ملف حقوق الإنسان فيدول عدة تنتهك حقوق الإنسان إسوة بملف حقوق الإنسان في السعودية؟ لماذا الكيل بمكيالين؟ وهل ملف حقوق الإنسان في إسرائيل والصين وايران أقل أهمية من السعودية؟ هناك ملفات كثيرة لم تعلق عليها الولايات المتحدة، وهذا يعني ان الولايات المتحدة تستخدم هذا الملف لأغراض سياسية لا علاقة لها بحقوق الإنسان.
الأهم من هذا، لماذا لا تفتح الولايات المتحدة ملف حقوق الإنسان في الولايات المتحدة نفسها، اليس المجازر التي قامت بها الشرطة الأمريكية ضد الزنوج أهم من موضوع عدنان خاشقجي، كم مثل خاشقجي امريكي قتل بلا ذنب؟
لتنظر الولايات المتحدة الى ملفات حقوق الإنسان في الصين وايران والعراق بأعتبارها من اكثر دول العالم بكثرة الإعدامات، هل تعلم إدارة بايدن بأنه عندما ضاق صدر المرشد الايراني الخامنئي بتظاهرات عام 2018 اصدر أوامره بقتل 1500 ايراني، حسب تصريحات لثلاثة ضباط كبار في وزارة الداخلية الايرانية، نقلته عنهم وكالة رويترز قالوا بأن صبر المرشد قد نفذ ويريد انها الإحتجاجات بأية طريقة. فأنهوها بقتل (1500) محتج. وقد قام الشعب الإيران المنكوب بولاية الفقيه بثلاث انتفاضات ايرانية كبرى من 2009 ـ 2019 وما تزال التظاهرات مستمرة وآخرها إحتجاجات سواق شاحنات النفط والغاز التي ماتزال مستمرة لحد الآن.
ان كانت إدارة بايدن توبخ السعودية من أجل إيران فهي على وهم كبير، ايران أشبه ما يكون بالثور الهائج في حلبات السباق، تحتاج الى لاعب ماهر يتجنب قرون الولي الفقيه، ويلوح له بعلم اللون الأحمر، ويطيح به في الوقت المناسب.
الليونة والرخاوة مع حكام طهران أظهرت نتائج سلبية واضحة تتعلق بتأجيج الصراع في منطقة الشرق الأوسط، منها ارتفاع حجم الأعمال الإرهابية للحوثيين ضد السعودية، وزيادة الضربات على القواعد الامريكية في العراق، وتسديد جزار دمشق ضربات قاسية ضد الشعب السوري، وضرب سفينة اسرائيلية في خليج عدن، وتلويث مياه البحر على الجانب الإسرائيلي، والحبل على الجرار، مادام العمامة لا تحترم القبعة.
طلقة طائشة
ذكر السيد رياض السندي، وهو من الدبلوماسيين اللامعين في الوزارة، تم اقصائه بسبب كشفه حالات الفساد في البعثة. (( ان فكرة زيارة البابا للعراق هي قديمة وترجع الى عام ١٩٩١ عندما فرض الحصار على العراق، ففكرت حكومة صدام حسين دعوته لينقل معاناة الشعب، ولكنه رفض لان ذلك يشكل دعما لحكومة صدام حسين)). ولكن قريبي كان من الكوادر العليا في وزارة الخارجية، وقال ان هذا الكلام غير صحيح والسيد السندي لم يكن من موظفي الوزارة في تلك الفترة، ان العراق هو من رفض زيارة قداسة البابا يوحنا عام 1995، بسبب استمرار الغارات الامريكية على العراق، وخشى العراق من أن تتعرض طائرة البابا الى ضربة من قبل الطائرات الامريكية ويحمل العراق مغبة الأمر، فيستخدم ذريعة ضده، او تتعرض الطائرة الى نيران صديقة (مقاومة الطائرات العراقية)، لذا فالوضع الأمني لا يساعد على الزيارة، وعندما تستقر الأمور سيتشرف العراق بتقديم دعوة لقداسة البابا لزيارة العراق. وتم إعلام الفاتيكان بالأمر. علما ان هذه كانت توصية السيد نائب رئيس الوزراء السيد طارق عزيز، حيث وجه الرئيس صدام حسين بعرض موضوع الزيارة على لجنة خاصة في الوزارة، وتمت مناقشتها وخرجوا بهذه التوصية، ولدينا معلومات مهمة أخرى زودنا بها قريبي الدبلوماسي، سيحين الوقت لتناولها في المستقبل. مع كل الإحترم والإعتزاز بالدكتور رياض السندي، لكن الحقيقة يجب أن تقال، ويعرفها الناس.
بيلسان قيصر
آذار 2021
البرازيل