من قصيدة (الريحانة النضرة في السيرة العَطِرة) / شعر : د. عبد الرازق البرغوثي
من قصيدة (الريحانة النضرة في السيرة العَطِرة)
عــــــــــــــــــــامُ الــــــــــحُـــــــــزْن
وتَــوالَــتْ الـنَّـكَـبـاتُ تَــدْهَـمُ أحْــمـدًا ... نـــــاءَتْ بـــهــنَّ الــصَّــخْـرَةُ الــعَـبْـلاءُ
فــــإذا بِــعَــمِّ الـمُـصْـطَـفى ونَـصـيـرِه ... رَهْــــنَ الـمَـنـونِ وقـــدْ طَـــواهُ فَــنـاءُ
وتَـــلَــتْ خــديـجـةُ عــمَّــهُ بـوَفـاتِـهـا ... لــمّــا تَــقــرَّرَ فـــي الـسّـمـاءِ قَــضـاءُ
فَــقَـدَ الــرّسـولُ أَنـيـسَـهُ فــي بَـيـتِهِ ... وغِــــطـــاءَهُ إنْ جــــــارَتْ الأجْــــــواءُ
واهًـــا لأحــمـدَ كــيـفَ بـــاتَ مُـجَـرَّدًا ... كـالّـسَّـيْـفِ لــكـنْ غِــمْـدُهُ الـضُّـعَـفاءُ
*زيـــــــــــــــــارةُ الــــــطّــــــائِـــــفِ
300-فسَعى الرّسولُ مُؤَمِّلًا في نُصْرَةٍ ... (لـلـطّـائـفِ) الـمـنْـشـودِ فــيــهِ ثَـــواءُ
يُـمْـسي ويُـصْـبِحُ داعـيًـا قَـوْمًـا طَـغَوْا ... والــكُــفــرُ لُــــــبٌّ فــيــهِـمُ ولِـــحــاءُ
فــــإذا بــهــم شَــــرُّ الـبَـرِيَّـةِ،خَيْرُهُمْ ... يَـحْـكـي (قُــدارًا)،بِـالأذى مَــشّـاءُ(1)
لــمْ يَـلـبَثوا أنْ سـارَعـوا فــي رَجْـمِـهِ ... لِـتَـسيلَ مِــن جَـسَـدِ الـرّسـولِ دِمـاءُ
بَــــــلْ أَلْـــجَــؤوهُ لِــحــائـطٍ لِـــعَــدُوِّهِ ... ولَــــدَيْ رَبــيـعَـةَ،إذْ أتــــاهُ قِــــراءُ(2)
فَـتَـأَمَّـلـوا حـــالَ الّـــذي يَــرْثـي لَـــهُ ... خَــصْــمٌ،أَفـيـهـا بَــهــجَــةٌ وبَـــهـــاءُ؟
لَـــو كـــانَ أحـمـدُ هَـمُّـهُ الـدُّنْـيا،فَعَنْ ... كُــــلِّ الــوُجــودِ بِـــذا الــهَـوانِ غَــنـاءُ
لـــكِــنَّ مَــطْـلَـبَـهُ يَـــفــوقُ عَـــنــاءَهُ ... إنّ الـــمُــرادَ مـــــن الإلـــــهِ رِضـــــاءُ
أَزْجــــى إلـــى اللهِ الـعَـلِـيِّ رِســالـةً ... فــيــهـا بِـتَـخْـفـيفِ الــعَـنـاءِ دُعــــاءُ :
رَبّــاهُ،غَـيـرَكَ مــــا رَجَــــوتُ مُــنـاصِـرًا ... إذْ عــاقَّــنــي الــقُــرَبــاءُ و الــغُــرَبــاءُ
310-إنْ لـمْ يَـكنْ هـذا الـعذابُ لغَضْبَةٍ ... حَـــلَّـــتْ عَـــلَـــيَّ، فَـــإنَّــهُ نَــعْــمـاءُ
لــكِــنَّ عَــفْــوَكَ لِـلـرِّسـالَـةِ بَــلْـسَـمٌ ... فــالـطُّـرْقُ دونــــي وَعْــــرةٌ شَــوْكـاءُ
أَسْـمِـعْ بِـمَـنْ نـادَيْـتَ يـا خَـيْرَ الـوَرى ... هـــا قَـــدْ أتـــاكَ مــن الـسَّـماءِ نِــداءُ
جِــبْـريـلُ جــــاءَ مُـفَـوَّضًـا مـــن رَبِّـــهِ ... : ادْعُ الإلـــــهَ تَــكَــشَّـفْ الـــضَّــرّاءُ...
إنْ شِـئْـتَ أُلْـقي (الأَخْـشَبَيْنِ)عَلَيْهِمُ ... وأْمُـــرْ يَــحُـلَّ عـلـى الـجُـناةِ فَـنـاءُ( )
يــــا لَـلْـحَـلـيمِ،وَما أجَــــلَّ خِــصـالَـهُ! ... مــا نــدَّ مـنـهُ عـلـى الـمُسيءِ دُعـاءُ
بَــلْ قــالَ: لا،رَبِّ،اهْـدِهِمْ مِـن غَـيِّهمْ ... وعِـنـادِهـمْ ،وَارْحَـــمْ فَــهُـمْ سُـفَـهـاءُ
فَــلـعَـلَّ فــــي أصْــلابِـهـمْ ذا فِـطْـنَـةٍ ... فــيَــرى الــهِـدايَـةَ بَـعـدَهُـمْ حُــفَـداءُ
*الإسْــــــــــــــراءُ والـــــمِـــــعْــــراجُ
ويَــشــاءُ ربُّــــكَ أنْ يُــواسِـيَ عَــبـدَهُ ... لَـــيْـــلًا فــلِـلْأقْـصـى بِـــــهِ إسْـــــراءُ
وإلـى الـسَّماواتِ الـعُلى عَـرَجَ الهُدى ... يَــعْــلــو الــبُـراقَ،أبَـعْـدَ ذاكَ عَـــــزاءُ؟
320-بـورِكْـتِ يــا قُـدْسَ الـهِدايَةِ رُتْـبَةً ... بَــــيــــنَ الــمَــدائـنِ،إنّـهـا عَـــلْــيــاءُ
فَـرَبـطْـتِ مـــا بَــيـنَ الـسَّـماءِ ومَـكّـةٍ ... فــتَـعـانَـقَـتْ أرْضٌ بِـــهـــا وسََـــمـــاءُ
يـــا لَـيـلـةَ الـمِـعْـراجِ حَــيْـثُ صَـلاتُـنـا ... فُـــرِضَــتْ عَـلَـيْـنـا،والـصَّلاةُ شِـــفــاءُ
هَـلّا عَـلِمْتِ بـما جَـرى فـي قُـدْسِنا؟ ... غَــــصَّ الــتّــرابُ وقـــدْ رَوَتْـــهُ دِمـــاءُ
ظَــفِــرَ الــعَــدوُّ بِــهــا بِـلَـيْـلٍ حــالِـكٍ ... فــهَــوَتْ تَــئِــنُّ ومــــا لَــهــا نُــصَــراءُ
إلّا بَـنـيـهـا بـالـنُّـفـوسِ سَــخَـوْا لَــهـا ... بـنُـفـوسِهِمْ ،ولَــكَـم هـــوى شُـهَـداءُ
يــا مَــن تَــرى الـمِـعْراجَ وهْـمًا زاعِـمًا ... أنّ الــخَــيـالَ ومـــــا نَــقــولُ سَــــواءُ
صَــدَّقْـتَ مَـــن بَـعَـثوا (أَبُـلّـو) عـاجِـلًا ... وبِــقَــوْلِ أحــمـدَ قـــد دَهـــاكَ مِـــراءُ
إذْ أَرْســـلَ الـخُـبَـراءُ رُسْــلًا فَـامْـتَطَوْا ... مَــتـنَ الــهِـلالِ وأَنْــجَـزوا مــا شــاؤوا
ورَأيْــتَ فــي الـتِّـلْفازِ كَـيـفَ تَـخـاطَبوا ... مــعَ مُـرْسِـليهمْ فــي الـفَضاءِ وَجـاؤوا
330-فَـهَلْ الّـذي خـلَقَ الـخَبيرَ بِـعاجِزٍ ... عَــمّــا أتــــى وبِـفَـضْـلِـهِ الـعُـلَـمـاءُ ؟
سَـبَـقَـتْكَ فــي هــذا الـجُـحودِ نَـوابِـغٌ ... قـــــد كَـــذَّبــوا وعُــقـولُـهـم جَــوْفــاءُ
حــتّـى إذا صَــقَـلَ الــزّمـانُ عُـقـولَهمْ ... ثـــابــوا ولِـلـنَّـهْـجِ الـحَـنـيـفِ أَفــــاؤوا
=========================================
شعر : عبد الرازق البرغوثي
كوبر / رام الله / فلسطين