"الله سيعتني بالناس".. كواليس قرار البابا فرنسيس بزيارة العراق
الحرة / ترجمات - دبي:خلال مؤتمر صحافي على متن الطائرة التي أقلته من بغداد عائدا إلى روما، الإثنين، قال بابا الفاتيكان إنه تردد كثيرا بزيارة العراق في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد، لكنه اختار في النهاية أن يضع بين يدي الله مصير الذين تجمعوا في الكنائس المزدحمة للقائه.
وبحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن البابا فرنسيس كان في صراع بشأن هذه الزيارة قبل أن يتخذ موقفا نهائيا بشأنها.
وردا على سؤال حول ما إذا كان قلقا من أن تؤدي رحلته إلى إصابة أو وفاة أحد من الناس الذين تجمعوا لرؤيته، قال البابا: "فكرت في الأمر كثيرا، صليت من أجل هذه الزيارة".
احتشد المسيحيون في الكنائس دون ارتداء أقنعة وجه غالبا، وذلك لمقابلة البابا فرنسيس الذي زار العراق الأسبوع الماضي لمدة 4 أيام.
ومنذ الجمعة حتى الإثنين، جال البابا بين بغداد وأربيل والموصل وقرقوش شمال العراق الذي عانى لسنوات من وجود مقاتلين، والنجف في الجنوب، ليعبر ما مجمله 1445 كلم عبر طائرة أو مروحية أو سيارة مصفحة.
قال البابا فرنسيس (84 عاما)، الذي لم يكن يرتدي قناعا، إنه كان على دراية بالمخاطر، ولكن بعد الصلاة، "اتخذت القرار بالذهاب للعراق. إن الله سيعتني بالناس".
تتزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا في العراق، حيث تم الإبلاغ عن قرابة 3400 إصابة جديدة و24 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وبينما قال منتقدون إن رحلة البابا رفيعة المستوى، والتي تضمنت العديد من التوقفات لجذب الآلاف من الأشخاص، أرسلت رسالة خطيرة وغير مسؤولة إلى عالم لا يزال في قبضة جائحة فيروس قاتل يغديه تحورات سريعة الانتشار، جادل المؤيدون بأن رحلة البابا كانت تستحق المخاطرة لإظهار دعمه لواحد من أكثر أركان كنيسته تضررا ومعاناة.
كان الباباوات الآخرون يأملون بزيارة العراق، حيث يتدهور مجتمع مسيحي قديم، لكن فرنسيس يعتبر أول بابا يزور البلاد، وعزز مشروعه الكبير المتمثل في إقامة علاقات أوثق مع العالم الإسلامي وإعادة تأكيد نفسه على الساحة العالمية بعد عام من الإغلاق.
ولكن حتى مع نجاحه في لفت الانتباه إلى الكنيسة في العراق وإظهار الدعم لها، بقيت هناك مخاوف بشأن ضريبة هذه الزيارة.
رئيس الأساقفة بول غالاغر، وهو المكلف بعلاقات الفاتيكان الخارجية، يقول في مقابلة على متن الطائرة، إن الفاتيكان أصر على ضرورة اتباع القيود، لكن السلطات المحلية تتحمل المسؤولية النهائية عن مثل هذه الإجراءات.
وأضاف: "سنصلي بشدة لكي تسير الأمور على ما يرام".
وعبر البابا أيضا في رسالة بعثها قائد طائرته لبرج المراقبة الجوية العراقية، عن "الامتنان" للعراقيين لاستقبالهم "الحار" و"كرم الضيافة" خلال إقامته فترة إقامته.