من يقدم الضمانات للآخر؟
سعاد عزيز
[size=32]من يقدم الضمانات للآخر؟[/size]
يبدو أن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية قد باتت تتلمس حقيقة فشل رهانها على مجئ بايدن للبيت الابيض وإستحالة أن يتمکن من تخطي ماقد وضعه ترامب من حواجز وعقبات بوجه هذا النظام، وإن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف عندما يقول في کلمة له أمام مركز السياسات الأوروبية، من أن الإدارة الأميركية الجديدة لم تفعل شيئا مختلفا عما فعلته الإدارة السابقة. فإنه إضافة لأن هذا الامر يعتبر إعترافا من جانبه بحقيقة وأمر واقع طالما حاولوا خداع أنفسهم ببناء الاوهام عليه، فإنه يسعى لإظهار إن نظامه سيقف بوجه إدارة بايدن نفس الموقف الذي وقفه أمام إدارة ترامب عندما أکد بأنه لا يرى ضرورة لإجراء محادثات تمهيدية، مضيفا أن بلاده تريد أن تلمس التزام أميركا بالاتفاق النووي أولا قبل إجراء محادثات.
والذي يلفت النظر إنه وفي الوقت الذي أعلن فيه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن رفع إيران لنسب تخصيب اليورانيوم يقربها من الاستخدام العسكري. وتزايد القلق الدولي من مايقوم به هذا النظام وسعي العالم من أجل الحصول على ضمانات من هذا النظام بعدم تخطيه للحواجز المسموحة له وإنتاج القنبلة النووية، فإن المتحدث بإسم وزارة الخارجية الايراني، سعيد خطيب زاده، قد قال خلال مؤتمر صحفي أسبوعي "يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات عن إيران ويجب عليها أيضا تقديم ضمانات على أن أخطاء ترمب لن تحدث ثانية وعندئذ يمكننا الحديث في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة"!
المشکلة التي لايزال المجتمع الدولي لم يعيها ولم يدرکها لحد الان ولايزال يمضە في طريق في تعامله مع هذا النظام لايمکن أن يفضي الى نتيجة حاسمة وحدية، هو إنه لايمکن لجم وإيقاف المساعي والمحاولات السرية لهذا النظام من دون آلية حازمة وصارمة ليس تکبح من جماحه فقط وإنما تجبره إجبارا على الرضوخ والانصياع للمطالب الدولية، ولاغرو من إن هذه هي الحقيقة التي سبق وإن أکدها المجلس الوطني للماومة الايرانية والذي هو أهم وأکبر فصيل معارض ضد النظام الايراني خصوصا بعد أن قدم ولمرات عديدة معلومات دقيقة وحساسة تٶکد بأن النظام يسير دائما في إتجاه ومسار يختلف تماما عن ذلك الذي يرسمه المجتمع الدولي لهذا النظام.
النظام الايراني عندما يطالب الامريکيين بتقديم ضمانات حتى يمکنه الحديث في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، فإنه يتصور بأن هکذا کلام منمق ومزخرف بإمکانه أن يخدع الاخرين ويموه عليهم، إذ أن الطرف المطالب بتقديم الضمانات هو النظام الايراني وإنه عاجلا أم آجلا يجب أن يفعل ذلك وإلا فإن کل الادلة والمٶشرات تدل على إن طاقته محدودة لمواصلة لعبة التحدي والعناد هذه!!