سيف الحق / د. محبوبة هارون
أطلت البعد عنا....
ومثلك بالسفاسف لا يبالي
ولا يصغي لأشباه الرجال
فصرح المجد بالأبطال يبنى
وبالأشباه صرح من خيال
فأنى للمسوخ بكم لحاق
وصرح المجد والأخلاق عال
وأنى للثرى يلقى الثريا
وما قدر الحصى بين اللآلي
إذا قلب حقود فاض بغضا
وعقل من صحيح العلم خال
هو الأفاك منك يموت غيظا
هو المفتون شاد بالاحتلال
هو الموتور والمنبت يهذي
كفأر تاه ما بين الجبال
كما الشيطان يخنس حين تزهو
تكبر معلنا عزم النضال
فعذرا يا أمير فهم سكارى
عبيد للهوى وعبيد مال
وحسبك في ضمير الكون تحيا
وذكرهمو يداس كما النعال
فمن زيدان هذا و من عمير؟
سفيه من رمى وجه الهلال
بك التاريخ حدث في شموخ
أمام الظلم تبقى في سجال
لتبني من صروح العدل قصرا
فدون العدل قصر من رمال
بك التاريخ يزهر في ربانا
وأشجار الأماني في دلال
وتورق أحرفي ويتيه شعري
بذكرك يرتدي ثوب الجمال
لك الأعداء قد شهدوا أشادوا
بك الأخلاق تشدو والمعالي
تصون العهد لم تعرف بغدر
تحدث عنك آداب القتال
علي ظهر الجياد قضيت عمرا
ولم تخلد لتنعم بالظلال
تقدم ينقشع ليل طويل
وترحل من هنا سود الليالي
فمثلك لا يشق له غبار
إذا بالخصم يذعن بامتثال
فلا يأس يجول بأرض قومي
ولا ظلم ولا جيش الضلال
فعد توا اطلت البعد عنا
فحاق بأهلنا سوء المآل
فحين الفكر يقتله غبي
وصبح القوم يقذف بالنصال
فلا تلقي سوي الأشباه تطفو
سوي الأقزام تمشي فى اختيال
نري الأطماع فالدنيا مناهم
ونهبا باليمين و بالشمال
فلا فكر و لا صدق ورؤيا
ولكن محض ضرب من خبال
وكالحرباء يلبس كل لون
وكالثعبان يلدغ باحتيال
تقدم يا مثال الطهر أنتم
صباح للمني وصلاح حال
وعد توا فجند الله تهفو
لتسرج خيلها يوم النزال
فأرض العرب مرتع كل باغ
ليزرع ما يشاء من انحلال
بحبل الله ماعاد اعتصام
فضل طريقنا بين الحبال
وكان حصادنا فشلا ذريعا
وضاعت ريحنا بين التلال
تمزقت الديار وهان عرض
لأجل العرض يرخص كل غال
وفي الدين الحنيف لنا نجاة
وفيه العز بل كل الكمال
فحاد القوم وانفصمت عراهم
كما قال المهيمن ذو الجلال
فلا عز سوي الإيمان يسمو
بصاحبه فيأتي بالمحال
فعجل يا صلاح الدين عجل
فقد هجم الحرام علي الحلال
وعاش القوم فى وهن ولهو
وضج الحر من هول الفعال
وخذ ما شئت منا من فؤادي
فمهما الحرف قال فما يغالي
بذكرك ترتوي عزا حروفي
وتشدو بالمثال و بالخصال
تنادي يا امير فداك نفسي
وتنهض للوقوف بلا اعتلال
تردد يا نبيل فداك روحي
وصدق الحس ينبض فى المقال
فعد تو إلينا يا حبيبا
يهم الحزن يأذن بالزوال
متي تأتي أخانا طال ليل
متي تصغي فننعم بالوصال
فكم قدس و كم أقصي ينادي
فلا زحف ولا شد الرحال
فتشرب دمعها وتروح تدعو
تذوب بالاقتراب والابتهال
إلهي دنسوا أرضي وعرضي
عدو الله من رام اغتيالي
متي تأتي و أين وكيف تأتي
فوحدك من يجيب علي السؤال
وهل حطين فى وطني ستبقي
كطيف مر فينا كالخيال
وهل تبقي كذكري ليس إلا
وحلم يستحيل علي النوال
فرد علي مبتسما ودودا
بلا جزع تراه ولا افتعال
يقينا أخت همي نصر ربي
يجئ برغم أعوام طوال
فهللت الحروف فداك عمري
وهمت بالوقوف و الاعتدال
إذا الإيمان مس قلوب قومي
يجمعنا نداء من بلال
يجمعنا نداء من بلال
...محبوبة هارون...