النائبات تطاولت ببلادي
صَيَّرْتُ صبري في الحوادث زادي
وغـدا دمـي فـيــمـا أخـط مــــدادي
ورأيــتُ أن الـنـائـبــات تـطـاولــت
وغَـَدَتْ أواراً بـعـد عـهــــد بــــراد
والصبـر ما عـاد المـعـيـن بغربـتي
وكأنني فـيـمــا جـــرى بـحـــــــداد
مـا حـز في نـفـسي بأن بـنـِيـِّهــــــا
متوزعون على رؤى الأضــــــداد
مـنـهـم رديـف بالخيانــــة غــــارق
والبعض ملتزم برســــم حـيـــــــاد
تأبى على نفس الشريف حيادهـــــا
إن ناب في الأوطان ســــــوءُ مراد
من كـــان ذا شرفٍ فغايةُ ســــعـيـه
ردُّ المُـغـيـرِ وتـركُ كـــل عـنـــــاد
إن كان يصـدقُ فـي ادِعَّـــاء فضيلةٍ
حاشى الـفـضـيـلـةَ ســُعـنـة الـجـَلاد
من مــَّد لـلأعـداء كـفَّ خـيـانــــــةٍ
ومضـى كــآل رغــــال في الإسـناد
من قـَوَّض الحصنَ المـنـيـعَ بغـدره
ومـضـى بـنـفـرتـــه مـع الـــــورَّاد
من صحـَّرَ الروضَ النديَّ بجهلـــه
فـغــــدا يـبــابــاً من دراس رمـــــاد
من جاء بـالطوفان يـفـتـح بـابـنـــــا
لزنــاة أهــــــــل الأرض دون رداد
من هــــدَّم الأوطــان في أركانهـــا
واعـتـز بـالـطـاغــوت و الأبـــــداد
خـيـر الـرجال هـو الـوفيُّ لـقـومــه
ســــدٌّ لـهـم في وجـه كــل مـعــادي
والحر من كان الرديـفَ لقومـــــــه
في الـنـائـبـات إلى عـــلا الإســعـاد
لا من يَـغُـــزُّ السيرَ خلفَ عدوهِـــمْ
بـحـبـائـلِ الأضغـانِ و الأحـقــــــاد
إن المشانـقَ للأولى خانـوا الـوفــــا
حقٌ لهم في شــــرعةِ الآبـــــــــــاد
أولى الـقـرى بخـيـانـةٍ تـلـك الـتــي
غـابـت مـشـانـقـُهـا عـن الأعـــــواد
إن لم تعـد فـيـنـا السـيـوفُ بـواتــراً
أمِنَ الخؤونُ وضَلَّ رشْـــدُ الهــادي
فضلُ المكاره في الـبلاء بيانُهـــــــا
عَمَّنْ غدا في الناس خيرَ عـمــــــــاد
جِـــدُّ الحـوادثِ لــو بــدا لرأيـتَـهــم
أوفى جـنـوداً يـهـتـفـــون: بــلادي
هذي الشــــآم أضاع أمنَ ربوعهـــا
عربٌ تســــاقَـوْا من دم الأغـيــــــاد
لم يـتـركـوا لـلـغـدر بـابـاً دونـهــــم
إلا أتَــــــــوْهُ بِـخِـسَّــــةِ الـمُـرْتَــــاد
إذ جَـيَّـشــوا بـالـمـال كـلَّ رذيـلــــة
وأتـــوا لــهــا بـحـطائـط الأوغــــاد
وغدوا عيونـــــاً باحثاتٍ في الورى
عن كل مرتــزقٍ دنـيـــعِ جـهــــــاد
حـمـلـوا أجــنـدةَ كـلِّ بـــاغٍ أيُّـمَــــا
كانَ الـبـغــاءُ فـهــــم مـن الـقُـــــوَّاد
لــو أن فـيـهـم ســـــادةً ما حـُمـِّلــوا
كالـعـيــثِ مـا لـقــرارِهِـمْ بـنـفـــــاد
ألفوا الرضوخَ فليس فيهم عـــــــزةٌ
يتفاخــرون بخـدمــــة الأســـــــيـاد
ما اخشوشــنوا للذود عن أوطانهــم
ورأوا بمال الـنـفـط خــــيرَ وســاد
وجــروا مع الأحـقـاد حتى خلـتَـهـم
جســـداً بـلا قــلــــبٍ و لا أكـبـــــاد
والـمُـمْلِـقُـونَ إذا الـثراءُ بـبـابـهــــم
أثــرى فَـوِجْـهَـتُـهُـمْ إلى الإفـســـــاد
فـلـئـن يـكـنْ قـد ســـــاءَنا زمنٌ بهم
فالشــــامُ دهــــراً قِـبْـلـــةُ الأمجـــاد
إن عَرْبَدوا بدمي المُراقِ بِـبَـغْـيِـهِـمْ
فـدمشـــقُ راســـخـةٌ كما الأطـــواد
والـدهـُـر شـــاهـدُنـا بـأنَّـــــــا أمــةٌ
ســــــوريــةُ الـتـاريـخ و الـمـيــلاد
بقلم : د. محمد خالد نصره