نصيحة لذوي المالكي.. أعرضوه على طبيب أعصاب!
هارون محمد ••
انتشر، في الآونة الأخيرة، مقطع فديوي، توعد فيه نوري المالكي بقتل البعثيين إذا فكروا بالعودة إلى الحكم، ورمي جثثهم إلى الكلاب، وبالغ كثيراً، أنه سيبقى يحاربهم، حتى إذا كانوا في المريخ.
وليس دفاعاً عن البعثيين، ومن حسن حظهم، أن الذين جاءوا من بعدهم، أثبتوا بالسلوك والممارسات، أن معظمهم، يعاني من انفصام شخصية، وعُقد مرضية، من المرض، واضطرابات نفسية، تبرز فيها، عصابية موتورة، تدفع صاحبها، إلى الكذب والتلفيق، واختراع القصص الخيالية، واختلاق الأحداث الخرافية، ظناً منهم، أن التشدد في مواقفهم، والخروج عن الأدب، واستخدام ألفاظ خادشة، وعبارات جارحة، قد تُخيف الآخرين، وتمنعهم من معارضة انتهاكاتهم، والتصدي لجرائمهم، من دون أن يعوا أن الثرثرة، وإطلاق الكلام المفكك، والتهديدات العنترية، ترتد عليهم، وتجعلهم موضع سخرية، وموضوع تندر، خصوصاً وأن المجتمع العراقي، قديماً وحديثاً، يتحسس، تماماً، من أصحاب الألسن الطويلة، ومُدعّي البطولات الزائفة، ويسميهم بـ(خلف بن أمين)، وهو شخص جبان، كما صوره الموروث البغدادي، يُقحم نفسه، في حالات وحوادث، عند انتهائها، وإسدال الستار عليها، وقصده أن يبقى اسمه في الأجواء، ولا يهمه الزجر والتعنيف، وأحياناً الضرب و(الكفخات)، التي ـ كما تقول المرويات ـ كان يأنس بها، وينتشي من أثرها، وخير من يجسد هذه الشخصية الكاريكتيرية، في وقتنا الراهن، هو نوري المالكي، وزاد عليها، ارتباكاً في القول، وافكاً في الحديث، وادعاءً في الكلام.
وسبق أن وصفت المالكي، في مقال سابق، ولا ضير من إعادة بعض ما جاء فيه، وفقاً لنظرية، (في الإعادة إفادة)، أو فائدة، وكلا الكلمتين صحيحة، قلت فيه: المالكي كائن، لا يحمل من سمات البشر، غير الشكل والهيئة والهندام، أما تكوينه، فخليط من التخلف والدجل والآثام، طائفي بلا حدود، وسافل بلا قيود، أفاق ونصاب، وشتام كذاب، ومن الصعب تصنيفه على فئة (الأوادم) لأنه لص فاسد، ولئيم حاقد، يكره الخير والبهجة والمسرات، ويهيم في عالم الشعوذة والخرافات، في رقبته دماء الآلاف من الأبرياء، نحرهم أو تسبب في قتلهم، بظلم وافتراء، فكيف تأتيه الزعامة، وهو لا يُحسن غير البذاءة، ولا يتقن إلا الإساءة، وأزيد على ما قلته سابقاً، بعد أن راقبت لقاءاته التلفزيونية الحديثة، وتابعت أحاديثه الأخيرة، ان (الخبال) صار قريباً منه، ولاحظوا اتجاهات عينيه، وحركات يديه، وكم الأكاذيب على لسانه، ونصيحة لأهله وأولاده وأصهاره، أن يعرضوه على طبيب أعصاب سراً، وبعيداً عن الأنظار، حتى لا يشمت به، خصومه ومعارضوه، وهم كثرة كاثرة، قبل أن تستفحل حالته، ويشتد مرضه، ويرتكب جريمة في بيته، أو يتشرد في الشوارع، وله أعداء بالملايين، يتربصون به، وينتظرون خنقه.
ولانه غائب عن الوعي، فإنه يورد في أحاديثه، القيل والقال، قال لي وقلت له، وقائله دائماً مجهول، لا اسم له، ولا عنوان، وإنما شبح يحتل عقله، ويُثير خياله، وتتذكرون تصريحاته المضحكة التي قال فيها إنه التقى جنرالاً أمريكياً، لم يذكر اسمه، طبعاً، وفهم منه ان تلكؤاً قد يحصل في انسحاب القوات الأمريكية، فما كان من المالكي إلا أن يهدد الجنرال، بأنه سيقود قوة، ويقاتل بها الأمريكان، ويُجبرهم على الانسحاب، ويومها ضحك العراقيون ملء أشداقهم، حتى أن كثيراً منهم، سقط من الأرائك التي يجلس عليها، من شدة ضحكهم، واهتزاز أجسادهم، في حين أخفى عديد من قادة حزب الدعوة، وجوههم بأكفهم، وعلي الأديب واحد منهم، تهرباً من الكذبة الفضيحة.
يقول زلماي خليل زاد، في فلم وثائقي، عن سنوات عمله سفيراً في بغداد، وهو متوفر على شبكة الـ(يوتيوب)، إنه التقى جواد المالكي، هكذا كان اسمه، في إحدى المناسبات مطلع سنة 2006، وداعبه قائلاً: ما رأيك في أن تكون رئيساً لحكومة جديدة تخلف حكومة إبراهيم الجعفري؟، فارتعد وبهت، وقال في ذهول: وهل توافقون علي؟ فضحكت ـ يقول زلماي ـ وربت على كتفه، وقلت له: نعم.. جهز نفسك!، وبقية القصة معروفة.
ومرة أخرى ليس دفاعاً عن البعثيين، الذين هددهم المالكي بالقتل، ورميهم إلى الكلاب، إلا أن مثل هذا الحديث، يشي بأن قائله، يحس بفزع كبير، ويشعر بهلع خطير، من البعثيين، برغم عمليات القتل الجماعي التي استهدفتهم، وحملات التنكيل والاجتثاث التي لاحقتهم، وقطعت أرزاقهم، ويبدو، كما هو واضح، أنهم يشكلون هاجساً يقض مضجعه، ويسبب له صداعاً، يدوخ رأسه، ويُوجع دماغه، ويُرهق أعصابه، ومثل هكذا (شكول)، خائفة في داخلها، وتخشى من ظلها، هي بالتأكيد، لا تصلح للعمل السياسي والاجتماعي والحكومي، وإذا كان الأمريكان قد فرضوه رئيساً للحكومة في ولايتين متعاقبتين، فإنهم اختاروه، لأنه سفيه ولص، وانتهازي ومنافق، والمفردة الأخيرة، أطلقها عليه، معلمه السابق، إبراهيم الجعفري، والشهود عليها، من الأحياء، إياد علاوي ورافع العيساوي وسلمان الجميلي، ايام القائمة العراقية، ومباحثاتها مع الاطراف الاخرى، بعد انتخابات 2010، وتكاد تكون هذه المفردة، (المنافق) الوحيدة الصحيحة، التي نطق بها زعيم حزب الدعوة المنقرض، وهو في حالة صحو.